إثيوبيا تستعد للملء الثاني لسد النهضة في يوليو القادم
البرهان أبلغ فيلتمان رفضه للملء الثاني لسد النهضة في يوليو القادم

أكد رئيس المجلس الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، السبت، للمبعوث الأميركي، جيفري فيلتمان، تمسك الخرطوم برفض الملء الثاني لبحيرة سد النهضة الإثيوبي.

وعقد المبعوث الأميركي الخاص للقرن الإفريقي، جيفرى فيلتمان، لقاء فى الخرطوم مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبدالفتاح البرهان تناولا من خلاله  العلاقات بين الخرطوم وواشنطن.

وأفاد مراسل الحرة بأن البرهان شرح موقف بلاده من ملف سد النهضة، مؤكدا أنه يتبنى موقفا ثابتا حيال الحل التفاوضي للخلافات بين الأطراف المنخرطة في الملف.

وشدد البرهان خلال اللقاء على ضرورة التوصل إلى اتفاق بين الدول الثلاث حول قضايا الملء والتشغيل، رافضا في نفس الوقت قيام إثيوبيا بالملء الثاني لبحيرة سد النهضة، بشكل منفرد.

كما تناول الجانبان، عددا من القضايا الإقليمية، حيث أكد فيلتمان أن الولايات المتحدة تولي اهتماما بالسودان ولمنطقة القرن الأفريقي، وأمن البحر الأحمر، داعيا الحكومة السودانية للوقوف معه وإنجاح مهمته.

من جانبه، أكد البرهان على ضرورة التعاون والتنسيق المشترك بين بلاده والولايات المتحدة، لاسيما في القضايا الكبرى التي تحتاج إلى تنسيق دولي وإقليمي من أجل المحافظة على الأمن والسلم الدوليين.

وكان فيلتمان قد زار، الجمعة، الخرطوم، في أحدث محطات جولته في المنطقة، والتي تهدف لحل النزاع المستمر منذ نحو عقد بشأن سد ضخم تبنيه إثيوبيا على الرافد الرئيسي لنهر النيل.

وصرحت وزارة الخارجية الأميركية، الثلاثاء، أن جولة فيلتمان تبرز "التزام واشنطن بقيادة جهود دبلوماسية مستمرة للتعامل مع الأزمات السياسية والأمنية والسياسية المتشابكة في القرن الإفريقي."

ويدور النزاع الآن حول مدى السرعة التي يجب أن تملأ بها إثيوبيا الخزان وإعادة العملية وكمية المياه التي ستفرج عنها إلى المصب في حال حدوث جفاف لعدة سنوات. وكانت أحدث جولة من المفاوضات بوساطة الاتحاد الإفريقي في أبريل قد فشلت في إحراز تقدم.

ويجادل السودان ومصر بأن خطة اثيوبيا لإضافة 13.5 مليار متر مكعب من المياه في 2021 لخزان السد تهددهما. ودعت القاهرة والخرطوم الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي للمساعدة في إبرام اتفاق ملزم قانونيا، ينص على كيفية عمل السد وملئه بناء على القانون الدولي والأعراف التي تحكم الأنهار العابرة للحدود.

وتخشى مصر التي تعتمد على النيل في أكثر من 90 بالمئة من إمداداتها من المياه، من تأثير مدمر إن تم تشغيل السد دون وضع احتياجاتها في الحسبان. وتقول إثيوبيا إن السد ضروري بالنسبة لسكانها الذين تعيش غالبيتهم العظمى دون كهرباء.

ويريد السودان أن تنسق إثيوبيا وتشارك البيانات حول عمل السد لتجنب الفيضان ولحماية سدوده التي تولد الكهرباء على النيل الأزرق، الرافد الرئيسي لنهر النيل.

الكرتي تولى حقائب وزارية وأشرف على تأسيس ميليشيا الدفاع الشعبي
الكرتي تولى حقائب وزارية وأشرف على تأسيس ميليشيا الدفاع الشعبي

انضم وزير الخارجية السوداني في نظام البشير، وأمين الحركة الإسلامية السوداني، علي كرتي، إلى قائمة العقوبات الأميركية بعد إعلان وزارتي الخزانة والخارجية الأميركيتين إن كرتي أحد أسباب عرقلة التوصل إلى حل في الصراع الدائر في البلاد.

وقال بيان وزارة الخزانة إن كرتي أدرج على قائمة العقوبات لكونه "مسؤولا عن، أو متواطئا في، أو شارك بشكل مباشر أو غير مباشر أو حاول الانخراط في أعمال أو سياسات تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في السودان".

وسبق لواشنطن وأطراف غربية أخرى أن فرضت عقوبات على أفراد وشركات على صلة بالنزاع الذي أودى بـ7500 شخص على الأقل، وتسبّب بنزوح أكثر من خمسة ملايين شخص لمناطق أخرى داخل السودان أو إلى دول الجوار.

كرتي تولى منصب وزير الخارجية السوداني لعدة سنوات

من هو كرتي؟

تولى علي كرتي، المولود عام 1953، حقيبة وزارة الخارجية، بين عامي 2010 إلى 2015، خلال مرحلة نظام حكم الرئيس السوداني المخلوع، عمر البشير.

وكان كرتي، في عام 1997، وزير الدولة لشؤون العدل، كما أنه تولى مسؤولية التنسيق لما يعرف بـ "قوات الدفاع الشعبي السودانية"، وهي مجموعة من الميليشيات القبلية قدرت أعدادها بما يصل إلى 10 آلاف مقاتل.

وتصف الصحفية السودانية، رشا عوض، في مقال نشر على موقع "التغيير" الإخباري السوداني كرتي بأنه "القائد المؤسس للميليشيا"، وتقول إنه يقود تيارا متحالفا مع قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، هدف إلى إضعاف قيادة الفترة الانتقالية وبث الانقسام في داخلها، وفق تعبيرها.

وقد سبق لكرتي وصف قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش بأنها "إرهابية ومتمردة".

وفي مارس عام 2020، أمر مكتب النائب العام السوداني بإلقاء القبض على كرتي لدوره في انقلاب، عام 1989، الذي أتى بالبشير إلى السلطة.

وأضاف في بيان أنه سيتم تجميد أصوله مشيرا كذلك إلى صدور أوامر اعتقال لخمسة أشخاص آخرين.

لكن الصحفية السودانية تقول إن هذه الأوامر ألغيت، بعد انقلاب أكتوبر عام 2021، الذي قاده الجيش ضد حكومة عبد الله حمدوك المدنية.

عرفت ميليشيا كرتي بولائها للحركة الإسلامية، وعُرف عن الكرتي اتخاذه جانب  البشير خلال الخلاف الذي حصل بينه وبين زعيم الحركة الإسلامية آنذاك، حسن الترابي، وفقا لدراسة أعدها الباحث، ياغو سالمون، ونشرت على موقع "Small Arms Survey" المتخصص بشؤون الجماعات شبه العسكرية.

ويقول سالمون إن الميليشيا ساندت الجيش النظامي خلال معاركه مع المتمردين في مختلف أنحاء البلاد.

وتتهم هذه الميليشيا بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان خلال تلك الفترة.

ووفقا للمتخصص السوداني، د. عبد الفتاح عرمان فإن كرتي، الذي يحمل شهادة بكالوريوس في القانون، معروف أيضا بكونه يتاجر في المعادن ومنها الحديد والصلب والاسمنت، وفق ما ذكره في مقال نشر على موقع "السودان تربيون".

ووصفت وزارة الخارجية الأميركية في بيان الجماعة التي يقودها كرتي بأنها "جماعة إسلامية متشددة تعارض بنشاط الانتقال الديمقراطي في السودان".

وأضافت أن كرتي "قاد الجهود الرامية إلى تقويض الحكومة الانتقالية السابقة بقيادة المدنيين وعرقلة عملية الاتفاق السياسي الإطاري".

وذكرت الخارجية الأميركي أن كرتي "وآخرين من المسؤولين في النظام السابق (البشير) يعيقون الآن الجهود الرامية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وحشد القوات لتمكين استمرار القتال، ومعارضة الجهود المدنية السودانية لاستئناف الانتقال الديمقراطي المتوقف في السودان".