البرهان: المؤسسة العسكرية ليست مؤسسة حزبية
البرهان يؤكد أن القوات المسلحة السودانية "ستحمي الفترة الانتقالية حتى الوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة"

قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، الاثنين،  إن "بعض القوى السياسية تحاول أن تشغل الرأي العام بافتعال مشاكل مع القوات المسلحة والدعم السريع، والتشكيك في وطنيتها، والزج بها في معضلات تعيق الانتقال السياسي، تسببت فيها هذه القوى برفضها الحوار ومشاركة الآخر".

وأضاف، في كلمة أمام ضباط وضباط صف وجنود منطقة بحري العسكرية بحضور رئيس هيئة الأركان ونوابه والمفتش العام وعدد من قادة الوحدات والأفرع، والقوات المسلحة السودانية، أن قيادة الأجهزة الأمنية والعسكرية "ليست مكانا للمزايدة السياسية، ولن تخضع للمحاصصات الجارية حاليا، ومن يقرر بشأنها هو من يختاره الشعب عن طريق الانتخابات".

وأكد البرهان الحرص على "التوصل لتوافق وطني وتوسيع قاعدة المشاركة، بإشراك كل القوى الثورية والوطنية عدا حزب المؤتمر الوطني المحلول".

وقال إن القوات المسلحة  "ستحمي الفترة الانتقالية حتى الوصول إلى انتخابات حرة ونزيهة يختار فيها الشعب السوداني من يحكمه".

وأشار البرهان إلى "محاولات إقصاء القوات المسلحة من المشهد الانتقالي بما في ذلك ما يخصها طبقا لما ورد في الوثيقة الدستورية".

وتأتي تصريحات البرهان عقب محاولة انقلاب أعلنت الحكومة السودانية احباطها، الشهر الماضي، مشيرة إلى وقوف مجموعة من الضباط من "فلول النظام البائد" خلف المحاولة، في إشارة إلى نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، حيث تم توقيف منفذيها والسيطرة على الوضع.

عبد الفتاح البرهان (رويترز)
عبد الفتاح البرهان (رويترز)

أعلن مجلس السيادة السوداني تغييرا حكوميا شمل 4 وزارات، من بينها الخارجية والإعلام، دون توضيح أسباب لتلك التغييرات في الحقائب الوزارية المهمة، التي جاءت في ظل الحرب المشتعلة في البلاد منذ أكثر من عام ونصف.

وذكرت وكالة الأنباء السودانية، أن رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، اعتمد قرارات بإنهاء تكليف وزراء الخارجية والإعلام والشؤون الدينية والأوقاف، وتكليف آخرين بدلا عنهم، بالإضافة لتكليف وزير بحقيبة التجارة والتموين.

واعتمد البرهان قرارا "بإنهاء تكليف السفير حسين عوض علي مهام وزير الخارجية، واعتماد تكليف السفير علي يوسف الشريف بمهام وزير الخارجية".

وجاءت إقالة عوض بعد قرابة 7 أشهر فقط من تعيينه وزيرا للخارجية، والشريف دبلوماسي متقاعد سبق وعمل سفيرا للسودان في الصين وجنوب إفريقيا، وفق فرانس برس.

كما اعتمد قرارا "بإنهاء تكليف جراهام عبد القادر مهام وزير الثقافة والإعلام، واعتماد تكليف خالد علي الأعيسر"، وهو صحفي ومقدّم برامج تلفزيونية مقيم في لندن، بدلا عنه.

وتضمّن التغيير الحكومي تكليف عمر بانفير حقيبة التجارة والتموين، خلفا لوزير التجارة السابق الفاتح عبد الله يوسف المقال في يوليو الماضي.

كما كلّف عمر بخيت وزيرا للشؤون الدينية والأوقاف، بدلا من أسامة حسن محمد.

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3,1 ملايين نزحوا خارج البلاد، بحسب المنظمة الدوليّة للهجرة. وتسبّبت، وفقا للأمم المتحدة، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.