السودان- احتجاجات
منذ الانقلاب العسكري، يخرج السودانيون للتظاهر ضد حكم العسكر -الصورة من احتجاجات سابقة

أطلقت الشرطة السودانية، الخميس، الغاز المسيل للدموع بكثافة، لتفريق متظاهرين تجمعوا في عدد من الأحياء الجنوبية للخرطوم.

وكان المتظاهرون يعتزمون الوصول إلى شارع المطار الرئيسي، وهي النقطة التي حددتها "تنسيقيات المقاومة" لتجمع المواكب.

وكانت الأجهزة الامنية قد استبقت انطلاق التظاهرات بإغلاق بعض الجسور والطرق الرئيسية القريبة من محيط القيادة العامة، كما عززت تمركزاتها قرب المؤسسات الحيوية.

وتأتي تظاهرات الخميس، في سياق تنفيذ جدول التصعيد الذي أعلنته تنسيقيات ولاية الخرطوم بهدف مواصلة الاحتجاجات وصولا إلى الاضراب العام المقرر  في الرابع والعشرين من أغسطس الجاري.

ومنذ "الانقلاب" العسكري، يخرج السودانيون إلى شوارع العاصمة وضواحيها وبعض الولايات الأخرى للتظاهر والمطالبة بالحكم المدني وانهاء الإجراءات التي اتخذتها القوى العسكرية الخامس والعشرين من أكتوبر.

وغالبا ما تخللت التظاهرات مواجهات عنيفة مع قوات الأمن أسفرت عن مقتل 116 متظاهرا، بحسب لجنة أطباء السودان المركزية.

صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز
صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز

قال تلفزيون السودان الرسمي، الخميس، إن الجيش السوداني يقترب من السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم من قوات الدعم السريع.

وقال شهود عيان ومصادر عسكرية لرويترز إن اشتباكات عنيفة اندلعت في وقت متأخر من مساء الأربعاء قرب القصر الرئاسي مع سماع دوي انفجارات وضربات جوية للجيش استهدفت وسط العاصمة الخرطوم.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب، لكنها تتكبد خسائر في وسط البلاد أمام الجيش.

وفي 2021، نفذ الطرفان العسكريان انقلابا أدى إلى تعطيل عملية الانتقال للحكم المدني، واندلعت الحرب في أبريل 2023 بعد أن أدت خطط تسليم جديدة للحكم إلى نشوب صراع عنيف.

وأدت الحرب إلى ما وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع اتهام قوات الدعم السريع والجيش بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.

ويستعيد الجيش منذ أسابيع عدة مناطق بعد أن ظلت لعامين تقريبا تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بدء الصراع في أبريل 2023.

وتقول السلطات إنها تعثر على أدلة واسعة النطاق على عمليات قتل في مناطق كانت خاضعة سابقا لسيطرة قوات الدعم السريع.

ولم تستجب قوات الدعم السريع لطلب التعليق من رويترز. وكانت قد نفت سابقا اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق في المناطق التي سيطرت عليها، وقالت إن الجناة سيُحاسبون. كما اتهمت الجيش بارتكاب انتهاكات، وهو ما ينفيه الجيش أيضا.

وتسببت الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، وخسائر مادية واقتصادية فادحة بمختلف القطاعات.