أعلنت الخارجية السودانية، الأحد، ما وصفتها بـ"خارطة طريق" لمرحلة ما بعد الحرب، تزامنت مع تحقيق الجيش مكاسب كبيرة ضد قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، والأجزاء الوسطى من البلاد التي مزقتها الحرب.
وتضمنت خارطة الطريق، بحسب الخارجية، اشتراط وضع السلاح وإخلاء الأعيان المدنية لأي محادثات. وعدم القبول بالدعوة لوقف إطلاق نار ما لم يرفع الحصار عن الفاشر، على ان يتبع وقف أطلاق النار الانسحاب من الخرطوم وغرب كردفان وولايات دارفور.
كما تحدثت عن إطلاق حوار وطني شامل لكل القوي السياسية والمجتمعية وتشكيل حكومة من الكفاءات الوطنية المستقلة لاستئناف مهام الفترة الانتقالية، وإعانة الدولة على تجاوز تبعات الحرب.
ونصت على "إجراء التعديلات اللازمة في الوثيقة الدستورية، وإجازتها من القوي الوطنية والمجتمعية ومن ثم اختيار رئيس وزراء مدني لإدارة الجهاز التنفيذي للدولة دون تدخل".
وأكدت على حرية الرأي والعمل السياسي "دون هدم للوطن أو المساس بالثوابت الوطنية"، وعدم حرمان أي مواطن من حقه في الحصول على جواز السفر.
ودعت وزارة الخارجية المجتمع الدولي، خاصة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، لدعم خارطة الطريق.
البرهان في "القيادة العامة".. أكبر انتصار للجيش السوداني منذ عام
زار قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، الأحد، مقر القيادة العامة في العاصمة الخرطوم، بعد يومين من استعادة جيشه المبنى الذي كانت تحاصره قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
والسبت، أعلن قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، اعتزامه تشكيل حكومة انتقالية قريبا.
وقال البرهان في كلمة ألقاها في مدينة بورتسودان إن الحكومة الجديدة، التي وصفها إما بأنها "حكومة تصريف أعمال" وإما "حكومة حرب"، ستتألف من "كفاءات وطنية مستقلة".
وأضاف أن الحكومة ستكلف "وضع أسس بحيث نستكمل الانتقال إذا كان من خلال فترة انتقالية أو فترة تأسيسية تعد للانتخابات".
وتابع البرهان أن من أهدافها أيضا أن "تعيننا في أن ننجز ما تبقى من الأعمال العسكرية الواجب إنجازها وتطهير كل السودان من هؤلاء المتمردين"، في إشارة إلى قوات الدعم السريع.
كما أعلن أنه سيتم وضع "وثيقة دستورية" قبل تعيين رئيس للوزراء، متعهدا "عدم التدخل في مهامه ولا واجباته".
ويشهد السودان منذ أبريل 2023 حربا مدمرة بين البرهان وحليفه السابق محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع.
واستعاد الجيش خلال الأسابيع الأخيرة مساحات واسعة من العاصمة الخرطوم ومحيطها، سيطرت عليها قوات الدعم السريع لحوالي عامين.
وأدى النزاع إلى مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون سوداني ودخول البلاد في "أكبر أزمة إنسانية تم تسجيلها على الإطلاق"، وفق منظمة "لجنة الإنقاذ الدولية" غير الحكومية.