عناصر من قوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم/ أرشيف
التوتر يتصاعد بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع

حذر الجيش السوداني، في الساعات الأولى من صباح الخميس، مما وصفه "تحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن" من جانب قيادة قوات الدعم السريع.

وقال الجيش في بيان إن تحركات قوات الدعم السريع تشكل "تجاوزا واضحا للقانون"، مضيفا أنه "لم تنقطع محاولات القوات المسلحة في إيجاد الحلول السلمية لهذه التجاوزات وذلك حفاظا على الطمأنينة العامة وعدم الرغبة في نشوب صراع مسلح يقضي على الأخضر واليابس".

وجدد الجيش في بيانه التمسك بما تم التوافق عليه في دعم الإنتقال السياسي وفقا لما تم في الإتفاق الاطاري، محذرا "القوى السياسية من مخاطر المزايدة بمواقف القوات المسلحة الوطنية".

وجاء في البيان أنه "يقع على عاتق القوات المسلحة دستورا وقانونا، حفظ وصون أمن وسلامة البلاد، يعاونها في ذلك أجهزة الدولة المختلفة، وقد نظمت القوانين كيفية تقديم هذا العون".

وقال إنه "بناءا على ذلك وجب علينا أن ندق ناقوس الخطر، بأن بلادنا تمر بمنعطف تاريخي وخطير، وتزداد مخاطره بقيام قيادة قوات الدعم السريع بتحشيد القوات والانفتاح داخل العاصمة وبعض المدن".

وأضاف أن "هذه التحركات والإنفتاحات تمت دون موافقة قيادة القوات المسلحة أو مجرد التنسيق معها مما أثار الهلع والخوف في أوساط المواطنين، وفاقم من المخاطر الأمنية، وزاد من التوتر بين القوات النظامية".

وقالت قوات الدعم السريع في بيان في وقت سابق إنها تنتشر في جميع أنحاء البلاد في إطار واجباتها العادية.

وذكرت أنها "تنتشر وتتنقل في كل أرجاء الوطن، من أجل تحقيق الأمن والاستقرار، ومحاربة ظواهر الاتجار بالبشر، والهجرة غير الشرعية، ومكافحة التهريب والمخدرات، والجريمة العابرة والتصدي لعصابات النهب المسلح أينما وجدت".

وقوات الدعم السريع هي مليشيات شبه عسكرية مكونة من قوى الجنجويد، كانت تقاتل نيابة عن الحكومة السودانية في عهد الرئيس الأسبق، عمر البشير، خلال الحرب في دارفور.

وتُعرّف قوات الدعم السريع نفسها على أنها "قوات عسكرية قومية التكوين تعمل تحت إمرة القائد العام، بهدف إعلاء قيم الولاء لله والوطن، وتتقيد بمبادئ القوات المسلحة"، مشيرة إلى أنها تعمل بموجب "قانون أجازه المجلس الوطني في عام 2017".

وتمتلك القوات مقرات ومراكز في العاصمة، الخرطوم، وفي بعض المدن الأخرى، بالإضافة إلى الحدود مع ليبيا وإريتريا لمراقبة الحدود ووقف تدفق المهاجرين، ويقودها الفريق محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

يذكر أن دمج قوات الدعم السريع في الجيش هي من نقاط الخلاف الرئيسية بين البرهان ونائبه "حميدتي" والتي تعيق توقيع الاتفاق النهائي لتسوية أزمة السودان السياسية.

وكان دمج قوات الدعم السريع ووضع الجيش تحت سلطة مدنية من المطالب الأساسية لحركة احتجاجية ساعدت في الإطاحة بالبشير منذ أربع سنوات.

الرئيس الأميركي جو بايدن
بايدن أكد على ضرورة أن يسمح طرفا النزاع في السودان بوصول المساعدات الإنسانية

دعا الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، طرفي النزاع في السودان إلى استئناف المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ أبريل 2023، والتي خلفت عشرات آلاف القتلى ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة.

وفي بيان نشره البيت الأبيض بعيد أيام من تجدد المعارك العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في إقليم دارفور (غرب)، قال بايدن "أدعو الطرفين المتحاربين إلى سحب قواتهما، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية، وإعادة الانخراط في المفاوضات لإنهاء هذه الحرب".

والسبت، تجددت المعارك العنيفة في الفاشر حيث تشن قوات الدعم السريع هجوما للسيطرة على المدينة الواقعة جنوبي غرب البلاد.

والفاشر هي الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع رغم أنها تحاصرها منذ مايو. 

وفي بيانه، أعرب بايدن عن أسفه لأن هذا الحصار تحول مؤخرا إلى "هجوم مكثف"، مشيرا إلى الفظائع التي تعرض لها المدنيون منذ بداية النزاع.

وكان حاكم إقليم دارفور، مني مناوي، أعلن الأسبوع الماضي أن الجيش صد "هجوما كبيرا" على الفاشر شنته قوات الدعم السريع التي قالت من جهتها إنّها تقدّمت وسيطرت على مواقع عسكرية في المدينة.

ومنذ أبريل 2023 يشهد السودان حربا مستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

والثلاثاء، حذر الرئيس الأميركي من أن هذه الحرب خلقت "واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم"، مشيرا بالخصوص إلى نزوح ما يقرب من "10 ملايين شخص".

وبدأت الولايات المتحدة في 14 أغسطس مناقشات في سويسرا لتوسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية والتوصل لوقف لإطلاق النار.

وانتهت المحادثات بعد حوالي عشرة أيام من دون التوصل لاتفاق على وقف لإطلاق النار، لكنّ الطرفين المتحاربين التزما ضمان وصول آمن ومن دون عوائق للمساعدات الإنسانية عبر ممرّين رئيسيين.

وفي بيانه ذكّر بايدن بأن المساعدات الأميركية للمدنيين السودانيين بلغت 1.6 مليار دولار خلال عامين.

وأضاف "فلنكن واضحين: الولايات المتحدة لن تتخلى عن التزامها تجاه شعب السودان الذي يستحق الحرية والسلام والعدالة، وندعو جميع أطراف الصراع إلى إنهاء العنف".

وشدد بايدن على أنه "يتعين على الطرفين السماح فورا بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع مناطق السودان".