خلافات بين الحاكم الفعلي للسودان عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"
كان يفترض أن يسلم العسكريون في السودان السلطة للمدنيين في 11 أبريل

قال بيان لمجموعة من المسؤولين السودانيين، الجمعة، إن قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، أكد التزامه بعدم التصعيد وأبدى استعداده للقاء رئيس مجلس السيادة، الفريق أول، عبد الفتاح البرهان.

وكان من بين المسؤولين الموقعين على البيان، قادة فصائل أخرى شبه عسكرية.

وكانت مصادر عسكرية قالت لوكالة رويترز إن قوات الدعم السريع بدأت في إعادة نشر وحدات في العاصمة الخرطوم، وأماكن أخرى وسط محادثات جرت الشهر الماضي.

وتصاعد التوتر، الخميس، بعد نقل بعض قوات الدعم السريع بالقرب من مطار عسكري بمدينة مروي في شمال البلاد في خطوة قال الجيش إنها اتُخذت دون موافقته.

ويشهد السودان انسدادا سياسيا بسبب الخلاف بين  البرهان وحميدتي.

والخميس، حذر الجيش السوداني من أن البلاد تمر بـ "منعطف خطير"  بينما تراوح جهود العودة إلى المرحلة الانتقالية مكانها.

ومطلع الشهر الحالي، تأجل مرتين التوقيع على اتفاق بين العسكريين والمدنيين لإنهاء الأزمة التي تعيشها البلاد منذ انقلاب البرهان على الحكومة المدنية في 2021، بسبب خلافات بين الأخير ودقلو.

وكان تحالف قوى الحرية والتغيير الذي يمثل القوى المدنية قد دعا إلى التظاهر بعد هذا التأجيل الجديد لتوقيع الاتفاق الذي من شأنه إحياء عملية الانتقال الديموقراطية بعد انقلاب العام 2021. 

ومن شأن هذا الاتفاق الجديد الذي لم يوقع، إحياء عملية الانتقال الديموقراطي في السودان أحد أفقر دول العالم، وفتح الباب أمام خروج البلاد من الأزمة.

ويعود السبب الرئيسي لعدم توقيع الاتفاق الى الخلافات بين البرهان ودقلو حول شروط  دمج قوات الدعم السريع في الجيش، حسب وكالة فرانس برس.

الجيش السوداني سيطر على مدينة ود مدني المحورية - رويترز
صورة أرشيفية لعناصر من الجيش السوداني

​في تصاعد مستمر للأحداث الميدانية في السودان، أفادت مصادر عسكرية سودانية بأن قوات الجيش تمكنت، السبت، من بسط سيطرتها على عدة مواقع استراتيجية في العاصمة الخرطوم. 

,شملت هذه المواقع مقرات تابعة لجهاز المخابرات العامة وسط المدينة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الدعم السريع التي كانت متمركزة في المنطقة.​

وأضافت المصادر أن معارك اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في بعض العمارات الجنوبية المتاخمة لمحيط مطار الخرطوم الدولي. 

وأكدت تلك المصادر أن الجيش يواصل تقدمه باتجاه المطار والمناطق المحيطة به، بهدف تأمينها وإعادة بسط السيطرة الكاملة عليها.​

وفي تطور آخر، دخلت قوات الجيش السوداني جزيرة توتي، حيث قامت بعمليات تمشيط واسعة بحثًا عن جيوب محتملة لقوات الدعم السريع.

من جانبه، صرح العميد نبيل عبدالله، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، بأن القوات المسلحة بوسط الخرطوم تواصل الضغط على قوات الدعم السريع. 

وأكد سيطرة الجيش على فندق كورنثيا وإدارة المرافق الاستراتيجية الواقعة في الاتجاه الغربي من القصر الجمهوري.

وأضاف أن وحدات خاصة استطاعت تطهير مباني رئاسة جهاز المخابرات الوطني المتاخمة لمطار الخرطوم الدولي.​

وأشار العميد نبيل إلى أن وحدات من الجيش حققت مزيدًا من النجاحات ضد قوات الدعم السريع ليلة أمس الجمعة، حيث قضت على المئات من عناصر المليشيا التي حاولت الهروب من خلال جيوب بوسط العاصمة الخرطوم.

 كما أحكمت القوات سيطرتها على مواقع مهمة، بينها عمارة زين، بنك السودان، مصرف الساحل والصحراء، وبرج التعاونية.​

وفي سياق متصل، كثف الجيش، انطلاقًا من قاعدة وادي سيدنا العسكرية، قصفه للمواقع التي تتمركز فيها قوات الدعم السريع وسط الخرطوم. 

وأكدت المصادر حدوث مناوشات متقطعة في عدد من الشوارع والبنايات الواقعة في الاتجاه الجنوبي الغربي من منطقة وسط العاصمة.​

يُذكر أن الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في أبريل 2023، بعد خلافات حول عملية الانتقال الديمقراطي. 

ورغم توقيع عدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار، إلا أن القتال استمر، مما أدى إلى سقوط آلاف القتلى ونزوح الملايين.​