تدور اشتباكات عنيفة منذ ظهر، السبت، في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى بالسودان بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو.
ومن شأن حدوث مواجهة طويلة الأمد بين الجانبين أن تؤدي إلى انزلاق السودان إلى صراع واسع النطاق في وقت يعاني فيه بالفعل من انهيار الاقتصاد واشتعال العنف القبلي.
وتأتي الاشتباكات في أعقاب تصاعد التوتر بين الجيش وقوات الدعم السريع بشأن دمج تلك القوات شبه العسكرية في الجيش. وأدى الخلاف إلى تأجيل توقيع اتفاق تدعمه أطراف دولية مع القوي السياسية بشأن الانتقال إلى الديمقراطية.
وتشير الاشتباكات إلى حجم الصراع على السلطة بين البرهان وحليفه السابق المعروف باسم "حميدتي".
من هو البرهان؟
يعد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ثاني مسؤول في الجيش يترأس المجلس العسكري الانتقالي في السودان بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير على يد الجيش في أبريل 2019 إثر تظاهرات حاشدة استمرت خمسة أشهر.
تولى البرهان منصبه على رأس المجلس بعدما تنازل الفريق أول ركن عوض ابن عوف عن رئاسته بعد أقل من 24 ساعة في السلطة.
باستقالة ابن عوف، تحول البرهان من شخصية تعمل في الظل إلى رئيس للبلاد بحكم الأمر الواقع.
ولد البرهان عام 1960 في قرية قندتو، شمال الخرطوم، ودرس في الكلية الحربية في السودان ولاحقا في مصر والأردن. وهو متزوج وأب لثلاثة أبناء.
كان البرهان قائدا لسلاح البر قبل أن يعينه البشير في منصب المفتش العام للجيش في فبراير 2019، حيث أفادت وسائل إعلام سودانية أنه تولى عملية تنسيق إرسال جنود سودانيين إلى اليمن في إطار التحالف الذي تقوده السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
عمل مع قوات حرس الحدود لفترة طويلة ثم ملحقا عسكريا في الصين ثم قائدا لقوات حرس الحدود ومن بعد ذلك نائبا لرئيس أركان عمليات القوات البرية، ثم رئيس أركان القوات البرية، ثم أخيرا مفتشا عاما للجيش.
"لا توجهات سياسية"
يقول عنه ضابط في الجيش، طلب عدم الكشف عن هويته، إن "البرهان ضابط رفيع المستوى في القوات المسلحة، لكنه في الأساس جندي مخضرم".
وأضاف لفرانس برس في حينه "لم يكن يوما تحت الأضواء كما هو الحال بالنسبة لابن عوف أو (رئيس أركان الجيش) الفريق أول ركن كمال عبد المعروف".
ووفقا لويلو بيردج، مؤلفة كتاب "الانتفاضات المدنية في السودان الحديث" وأستاذة التاريخ في جامعة نيوكاسل، إنه بموجب توليه الملف اليمني، عمل البرهان عن قرب مع قوات الدعم السريع السودانية.
وأضافت أن دعم هذه المجموعة أوصله "إلى السلطة" على ما يبدو.
وقال الضابط الذي لم يكشف عن هويته إن "البرهان لا يتبع أي توجهات سياسية. إنه جندي متمرس".
لكن بصفته زعيم البلاد بحكم الأمر الواقع الآن، لن يكون بإمكانه التهرب من اتخاذ قرارات سياسية صعبة.
في فجر يوم الـ 25 من أكتوبر عام 2021، أعلن البرهان حل مجلسي السيادة والوزراء والمؤسسات الانتقالية وكذلك أعلن حالة الطوارئ وتعليق العمل بمواد من الوثيقة الدستورية.
كذلك ألقى القبض على معظم أعضاء الحكومة الانتقالية المدنيين، بمن فيهم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، بعد رفضهم دعم ما وصفوه بـ "الانقلاب".