المفوضية تقول إن غالبية الوافدين هم من النساء والأطفال
المفوضية تقول إن غالبية الوافدين هم من النساء والأطفال

فر ما بين 10 آلاف و20 ألف شخص من المعارك الجارية في السودان بحثا عن ملاذ في تشاد المجاورة، وفقا لفرق تابعة لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين موجودة على الحدود.

وقالت المفوضية في بيان الخميس إن "غالبية الوافدين هم من النساء والأطفال... تعمل المفوضية عن كثب مع الحكومة التشادية وشركائها لتقييم احتياجاتهم وإعداد استجابة مشتركة".

وتنسق المفوضية مع السلطات التشادية من أجل مساعدتها على تسجيل الوافدين الجدد في الأيام المقبلة.

وقال المتحدث باسم الحكومة التشادية وزير الاتصالات عزيز محمد صالح في تصريح لوكالة فرانس برس إنه تم استقبال ما بين 10 آلاف و20 ألف شخص. وأشار إلى أن غالبية هؤلاء تم استقبالهم في مقاطعة أسونغا (في إقليم وداي).

وتابع الوزير "هناك أناس يتدفقون كل يوم، وقد فُتح ممر إنساني".

وأشار بيان المفوضية إلى أن شرق تشاد كان قد استقبل سابقا أكثر من 400 ألف لاجئ من السودان، موضحا أن "الوافدين الجدد يفرضون ضغوطا إضافية على الخدمات العامة والموارد في البلاد، التي تعمل أساسا فوق طاقتها".

وقالت المفوضية إن أكثر الاحتياجات إلحاحا، هي الماء والغذاء والمأوى والرعاية الصحية وحماية الأطفال والوقاية من العنف القائم على النوع الاجتماعي.

ونظرا للعنف الذي يواجهه الأشخاص الذين يعبرون الحدود، فإن الدعم النفسي والاجتماعي يحتل أيضا مكانة مهمة بالنسبة إلى المفوضية. 

ولفتت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أنها "قلقة للغاية بشأن تصاعد العنف في السودان"، في وقت أحصت فيه منظمة الصحة العالمية "أكثر من 330 قتيلا و3200 جريح" جراء المعارك المتواصلة منذ السبت.

وقال مساعد المفوض السامي لشؤون العمليات رؤوف مازو في بيان "من الضروري أن يتوقف النزاع لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح". 

وأضاف "نكرر دعوتنا لجميع الأطراف لحماية المدنيين، بما في ذلك اللاجئين والأشخاص النازحين، واحترام سلامة العاملين في المجال الإنساني حتى يمكن إيصال المساعدات الأساسية". 

وتشهد الخرطوم منذ ستة أيام معارك محتدمة بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع، الرديفة للجيش، بقيادة محمد حمدان دقلو. وأسفرت هذه المعارك حتى الآن عن مقتل أكثر من 300 مدني.

القوات الجوية السودانية لم تعترض طائرة إماراتية محملة بالأسلحة. أرشيفية
القوات الجوية السودانية لم تعترض طائرة إماراتية محملة بالأسلحة. أرشيفية

تداول مستخدمون على شبكات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه أنه يوثق اعتراض القوات الجوية السودانية "طائرة إماراتية محملة بالأسلحة".

يصور الفيديو ما يبدو أنه هبوط لطائرة مدنية بعد اعتراضها جوا، وجاء في التعليق المرافق له "نسور الجوية (الجيش السوداني) تعترض طائرة إماراتية متجهة إلى مطار نيالا وتجبرها على الهبوط في مطار كنانة الدولي".

الفيديو قديم ويعود إلى اعتراض طائرة فوق ليبيا وليس السودان


حظي الفيديو بمشاركات واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تزامنا مع اتهامات وجهتها الخرطوم للإمارات بمساندة قوات الدعم السريع، ولا سيما عبر تزويدها أسلحة، وهي اتهامات رفضتها أبو ظبي وقوات الدعم السريع.

الفيديو المتداول تبين أنه لا يظهر اعتراض طائرة إماراتية محملة بالأسلحة متجهة لقوات الدعم السريع.

فما يثير الشك بادئ الأمر، ظهور علامة الخطوط الجوية الليبية على الطائرة التي هبطت في المطار.

إثر ذلك، يرشد التفتيش عن الفيديو بعد تقطيعه إلى مشاهد ثابتة إلى أنه منشور عبر يوتيوب قبل سنوات، في فبراير 2019 على القناة الرسمية لمكتب الإعلام التابع للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية.

وبحسب منصة في ميزان فرانس برس أرفق الفيديو بتعليق يشير إلى أنه يصور القوات الجوية الليبية خلال اعتراضها طائرة مدنية اخترقت منطقة الحظر الجوي في الجنوب وإجبارها على الهبوط في مطار تمنهنت الدولي جنوب ليبيا.

ويشهد السودان منذ أبريل 2023 نزاعا داميا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب ولا سيما استهداف مدنيين.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة، إلى وقف تدفق الأسلحة إلى السودان، مشيراً إلى "أزمة إنسانية غير مسبوقة في القارة الإفريقية".

وقال غوتيريش في إثيوبيا خلال مؤتمر بشأن الوضع الإنساني في السودان "يجب حماية المدنيين وتسهيل الوصول الإنساني الآمن ووقف تدفق الأسلحة".

ودعت الإمارات الحاضرة في المؤتمر، إلى "هدنة إنسانية" خلال رمضان وتعهدت التبرع بـ 200 مليون دولار كمساعدات إنسانية، بينما تعهدت إثيوبيا تقديم 15 مليون دولار وكينيا بمبلغ مليون دولار.