الأوضاع وصفت بـ"الكارثية" في مستشفيات بالسودان انقطعت عنها الكهرباء والمياه والأدوية
أسبوع من العنف في السودان ودول عدة تعلن عن إجلاء رعاياها "أرشيف"

أعلنت السعودية، السبت، عن بدء الترتيب لإجلاء مواطنيها من السودان عقب 8 أيام من الاشتباكات الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان أنه "إنفاذا لتوجيهات القيادة بمتابعة ورعاية مواطني المملكة في السودان"، بدأ ترتيب إجلاء الموطنين السعوديين وعدد من رعايا الدول الشقيقة والصديقة.

ولم تضف الوزارة أي تفاصيل أخرى. لكن وكالة رويترز نقلت بيانا للجيش السوداني مفاده أن إجلاء البعثة السعودية تم بالفعل من الخرطوم إلى بورتسودان برا ومنها جوا إلى المملكة.

كما سيتم تأمين مغادرة البعثة الأردنية خلال وقت لاحق وفقا للطريقة ذاتها، بحسب الجيش السوداني.

وقال الجيش على تويتر إن قائد القوات المسلحة، عبدالفتاح البرهان، تلقى اتصالات من رؤساء عدد من الدول "لطلب تسهيل وضمان تأمين إجلاء رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية من البلاد".

وأكد الجيش السوداني أن البرهان وافق على "تقديم المساعدة اللازمة". 

وفقا لبيان الجيش، فإن دول الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين ستجلي دبلوماسييها ومواطنيها من السودان جوا بطائرات عسكرية تابعة للقوات المسلحة السودانية.

وتشير منظمة الصحة العالمية إلى أن ما لا يقل عن 413 شخصا قُتلوا وأصيب 3551 آخرون في الصراع الذي اندلعت شرارته قبل أسبوع بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني.

وفي وقت سابق، قالت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والمملكة المتحدة واليابان وسويسرا وكوريا الجنوبية والسويد وإسبانيا إنها تجري استعدادات أو محاولات لإبعاد موظفيها بعد أسبوع من العنف.

صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز
صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز

قال تلفزيون السودان الرسمي، الخميس، إن الجيش السوداني يقترب من السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم من قوات الدعم السريع.

وقال شهود عيان ومصادر عسكرية لرويترز إن اشتباكات عنيفة اندلعت في وقت متأخر من مساء الأربعاء قرب القصر الرئاسي مع سماع دوي انفجارات وضربات جوية للجيش استهدفت وسط العاصمة الخرطوم.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب، لكنها تتكبد خسائر في وسط البلاد أمام الجيش.

وفي 2021، نفذ الطرفان العسكريان انقلابا أدى إلى تعطيل عملية الانتقال للحكم المدني، واندلعت الحرب في أبريل 2023 بعد أن أدت خطط تسليم جديدة للحكم إلى نشوب صراع عنيف.

وأدت الحرب إلى ما وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع اتهام قوات الدعم السريع والجيش بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.

ويستعيد الجيش منذ أسابيع عدة مناطق بعد أن ظلت لعامين تقريبا تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بدء الصراع في أبريل 2023.

وتقول السلطات إنها تعثر على أدلة واسعة النطاق على عمليات قتل في مناطق كانت خاضعة سابقا لسيطرة قوات الدعم السريع.

ولم تستجب قوات الدعم السريع لطلب التعليق من رويترز. وكانت قد نفت سابقا اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق في المناطق التي سيطرت عليها، وقالت إن الجناة سيُحاسبون. كما اتهمت الجيش بارتكاب انتهاكات، وهو ما ينفيه الجيش أيضا.

وتسببت الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، وخسائر مادية واقتصادية فادحة بمختلف القطاعات.