تضرر مطار الخرطوم بشدة بسبب المعارك. أرشيفية
تضرر مطار الخرطوم بشدة بسبب المعارك. أرشيفية

اتهم الجيش السوداني، في بيان الجمعة، قوات الدعم السريع بالهجوم على سجن الهدى، وإطلاق سراح عدد كبير من النزلاء، وهو ما نفته الأخيرة، في وقت أعلنت فيه استعدادها "فتح جميع مطارات السودان" أمام حركة الملاحة الجوية "جزئيا".

وأكدت قوات الدعم السريع في تغريدة عبر تويتر أن من تصفهم بـ"الأنقلابيين وأعوانهم من الفلول نشطوا في حملة أكاذيب وشائعات مضللة للتغطية على هزائمهم في أرض المعركة".

وأضافت قوات الدعم السريع أنها حذرت سابقا من عمليات توزيع زي عناصرها على أفراد "لتنفيذ أعمال إجرامية وإلصاق التهمة بهم".

تبادل الاتهامات حول إطلاق سراح عدد من السجناء من سجن الهدى. أرشيفية

من جهته، قال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة إن "القوات المسلحة في معسكر اللاماب، وجدت آلاف اللبسات العسكرية الخاصة بالقوات المسلحة، ونخشى أن يستغلها المتمردون في القيام بأعمال سلب ونهب واسعة" ومحاولة إلصاق الجريمة بهم.

ودعا المواطنين إلى الانتباه لمثل هذه الممارسات، مؤكدا أن "المتمردين" يتصرفون بطريقة يائسة.

فتح المطارات

وقالت قوات الدعم السريع في تغريدة عبر تويتر إن فتح المطارات جزئيا سيكون بهدف "تمكين الدول الشقيقة والصديقة" من إجلاء رعاياهم ومغادرة البلاد بسلام.

وأكدت استعدادها للتعاون من أجل "تقديم التسهيلات" للجاليات الأجنبية والبعثات الدبلوماسية لتمكنيها من مغادرة البلاد بأمان.

ولم يتضح إلى أي مدى تسيطر قوات الدعم السريع على المطارات في السودان. وتضرر مطار الخرطوم جراء القتال بين الجانبين وشوهدت طائرات تحترق على مدرج المطار كما أوقفت شركات طيران تجارية رحلاتها قبل عدة أيام.

ولم تتمكن دول أجنبية من بينها الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية وألمانيا وإسبانيا من إجلاء موظفي سفاراتها لأن المطار أصبح من بين ساحات القتال ولانعدام الأمن الجوي.

وبدأت قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع صراعا عنيفا على السلطة في مطلع الأسبوع. ولقي المئات حتفهم حتى الآن وبات السودان الذي يعتمد على المساعدات الغذائية على شفا كارثة إنسانية حسب وصف الأمم المتحدة.

ورغم الاتفاق على هدنة لمدة 72 ساعة، إلا أن جنود الجيش ومسلحون من قوات الدعم السريع تبادلوا إطلاق النار في أحياء من العاصمة حتى أثناء صلاة العيد. واستمر دوي إطلاق النيران طوال الجمعة ولم يقطعه إلا ضجيج صوت المدفعية والضربات الجوية.

وأودت المواجهات بحياة المئات في العاصمة وفي غرب السودان أساسا وتدفع ثالث أكبر دولة في قارة أفريقيا إلى كارثة إنسانية في بلد يعتمد ربع سكانه بالفعل على المساعدات الغذائية.

وقالت منظمة الصحة العالمية اليوم الجمعة إن 413 شخصا لقوا حتفهم وأصيب 3551 منذ اندلاع القتال في السودان قبل ستة أيام. ومن بين القتلى خمسة على الأقل من موظفي الإغاثة.

في واشنطن، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن مواطنا أميركيا قتل في السودان، من دون الاستطراد في تفاصيل.

وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، إن المواطنين الأميركيين في السودان يجب ألا يتوقعوا إجلاء منسقا من جانب الحكومة الأميركية. وأضاف أنه يجب على المواطنين هناك اتخاذ ترتيباتهم الخاصة للبقاء في أمان.

وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إنه لم يتم اتخاذ أي قرار بعد بإجلاء موظفي السفارة الأميركية جوا، لكن قوات أميركية تتمركز بالقرب من السودان لتقديم المساعدة إذا لزم الأمر.

وقالت رويترز، الخميس، إن الولايات المتحدة ترسل أعدادا كبيرة من القوات الإضافية إلى قاعدتها في جيبوتي في حال صدور الأمر بالإجلاء من السودان في نهاية المطاف.

وأضاف أوستن في مؤتمر صحفي في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا "نشرنا بعض القوات في مسرح العمليات لضمان توفير أكبر عدد ممكن من الخيارات إذا طُلب منا التحرك. ولم تتم مطالبتنا بفعل أي شيء بعد... لم يتخذ قرار بشأن أي شيء".

FILE PHOTO: Plumes of smoke rise during clashes between the paramilitary Rapid Support Forces and the army in Khartoum, Sudan
من آثار اشتباكات مسلحة في الخرطوم نهاية الأسبوع

علقت السلطات السودانية على إعلان قوى سياسية ومدنية معارضة تشكيل "حكومة منفى" في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

وقال حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، ردا على سؤال لمراسل "الحرة"، إن "مجرد سيطرة طرف على أي مكان، يعني أنه كون فيها حكومة أمر واقع".

 

وظلت دعوات إعلان "حكومة منفى" يقودها سياسيون سوادنيون في الخارج تتردد عقب اندلاع الحرب في السودان.

وأضاف أنه "في حال إعلان تلك الجهات لحكومة في نيروبي أو غيرها، فإن ذلك لا يزيد شيئا"، معتبرا أن المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع هي "مناطق محتلة تمارس فيها الانتهاكات ضد المدنيين".

وقال إن "الحكومة ذاهبة لاستعادة السيطرة عليها لبسط هيبة الدولة وتوفير الأمن والاستقرار".

ومنذ أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان و"قوات الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" حربا خلفت آلاف القتلى والجرحى وملايين النازحين.