بايدن لم يخطط للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال الرحلة
الرئيس بايدن يؤكد إجلاء الدبلوماسيين الأميركيين من السودان وإغلاق السفارة مؤقتا "أرشيف"

أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، مساء السبت، إغلاق عمليات السفارة الأميركية لدى الخرطوم بعد إجلاء الدبلوماسيين من السودان، حيث يشتد القتال بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع منذ الأسبوع الماضي.

وقال بايدن في بيان إنه "بناء على أوامر مني، نفذ الجيش الأميركي عملية لإخراج أفراد الحكومة الأميركية من الخرطوم"، مشيدا بموظفي السفارة "الذين أدوا واجباتهم بشجاعة واحتراف وجسدوا صداقة أميركا واتصالها مع شعب السودان".

وكانت تقارير إعلامية، قالت خلال وقت مبكر، الأحد، إن الجيش الأميركي أتم بنجاح إجلاء موظفي السفارة الأميركية من السودان.

وأضاف بايدن: "أنا ممتن للمهارة التي لا مثيل لها لأفراد خدمتنا الذين نجحوا في نقلهم إلى بر الأمان"، معربا عن شكره للسعودية وإثيوبيا وجيبوتي، وهي دول ساهمت في نجاح عملية الجيش الأميركي، بحسب قوله.

وأكد بايدن أن الولايات المتحدة تعمل "بشمل وثيق" مع الحلفاء والشركاء في سبيل مساعدة المواطنين الأميركيين في السودان.

واستؤنف القتال في العاصمة الخرطوم بعد هدنة مؤقتة شهدت توقف المعارك مؤقتا، الجمعة، في أول أيام عيد الفطر.

وخلف القتال في السودان مئات القتلى وآلاف الجرحى، بينما يعاني السودانيون من نقص في الكهرباء والغذاء.

وكان الحليفان السابقان قائد الجيش الفريق أول، عبدالفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي" استوليا على السلطة كاملة في انقلاب العام 2021 أطاحا خلاله بالمدنيين الذين كانوا يتقاسمون السلطة معهم.

لكن الخلافات والصراع على السلطة ما لبثت أن بدأت بينهما وإن بقيت كامنة في فترة أولى.

وقال بايدن إن "العنف المأساوي غير المعقول في السودان" أودى بحياة مئات المدنيين الأبرياء، وحث الأطراف المتحاربة على إيقاف فوري وغير مشروط لوقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق واحترام إرادة الشعب السوداني.

وتابع: "نحن نعلق العمليات مؤقتا في سفارة الولايات المتحدة في السودان، لكن التزامنا تجاه الشعب السوداني والمستقبل الذي يريدونه لأنفسهم مستمرا".

من جانبه، أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، عن إيقاف العمليات في سفارة الخرطوم "مؤقتا" بعد إجلاء جميع الأفراد الأميركيين وعائلاتهم من البلاد.

وقال بلينكن في بيان "إن تعليق العمليات في إحدى سفاراتنا هو دائما قرار صعب، لكن سلامة موظفينا هي مسؤوليتي الأولى".

وتأتي هذه الخطوة "بسبب المخاطر الأمنية الجسيمة والمتزايدة الناجمة عن الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع"، بحسب بلينكن.

وأكد بلينكن أن وزارة الخارجية الأميركية مستمرة في مساعدة المواطنين الأميركيين المتواجدين في السودان وتقديم إرشادات منتظمة لهم.

ودعا الوزير الأميركي، طرفي النزاع في السودان لتمديد هدنة وقف إطلاق النار ووقف العمليات العدائية لمنع المزيد من الأضرار للشعب السوداني، مشددا على أهمية التزامهما بالقانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين.

وأضاف: "ستواصل الولايات المتحدة بالشراكة مع المنطقة والمجتمع الدولي، الضغط لإنهاء هذا القتال والعودة إلى عملية الانتقال إلى حكومة مدنية".

الجيش السوداني حقق تقدما واضحا خلال الأشهر الأخيرة في حربه ضد الدعم السريع - رويترز
الجيش السوداني حقق تقدما واضحا خلال الأشهر الأخيرة في حربه ضد الدعم السريع - رويترز

قالت مصادر عسكرية لقناة الحرة، الأحد، إن وحدات برية مسنودة بالدبابات، واصلت تقدمها في اتجاه محور وسط العاصمة الخرطوم.

وأضافت المصادر أن الجيش "سيطر بالفعل على عدد من المباني والمواقع الاستراتيجية، من بينها مجمع النيليين المجاور لجسر المسلمية، وموقف شروني المؤدي إلى القصر الرئاسي، فضلا على حديقة القرشي".

كما كثف الجيش انتشاره في شوارع الصحافة ظلط، مطبقا بذلك حصاره على قوات الدعم السريع الموجودة في عدد من المباني بالمدينة.

وقال الجيش إنه كبد قوات الدعم السريع "خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد الحربي"، بجانب "تدميره قوة تابعه للدعم السريع كانت تستغل سيارات قتالية ودراجات نارية للهرب من القصر الجمهوري وسط العاصمة".

وكان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد قال في كلمة نشرت على منصة "تلغرام"، الأحد، إن قواته "لن تخرج" من العاصمة الخرطوم، مهددا بتصعيد جديد في المعارك ضد الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان.

وأضاف حميدتي الذي ظهر بعد اختفاء طرح تساؤلات على مدار الأشهر الماضية، إن "الوضع مختلف حاليا"، مضيفا: "الحرب داخل الخرطوم. ولن نخرج من القصر الجمهوري".

جاء الخطاب بعد فترة طويلة غاب فيها حميدتي عن الظهور علنا، في وقت حقق فيه الجيش تقدما كبيرا في المعارك على مدار الأشهر الماضية.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قد لفتت في تقرير سابق، إلى "اختفاء" حميدتي من ميادين القتال منذ أشهر، مما "أثار استياء واسعا وسط جنوده، شعورهم بالتخلي عنهم".

ويشهد السودان منذ نحو عامين حربا مدمرة بين قوات الدعم السريع والجيش، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين.

وأحدثت الحرب انقساما في البلاد، حيث أصبح الجيش يسيطر على الشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم على معظم إقليم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب.