القتال في السودان يدخل أسبوعه الثاني
القتال في السودان يدخل أسبوعه الثاني

رجحت الولايات المتحدة عدم تغير الأوضاع الأمنية في السودان على المدى القصير بعد إجلائها الدبلوماسيين الأميركيين بأمان.

وقال مدير العمليات الخاصة في هيئة الأركان المشتركة الأميركية، دوغلاس سيمز، إن الولايات المتحدة لا تتوقع تغير الوضع الأمني في البلاد على المدى القريب، مضيفا أن واشنطن لا تتوقع تنسيقا لإجلاء الحكومة الأميركية لمواطنين أميركيين في السودان حاليا أو خلال الأيام المقبلة، بحسب رويترز.

وكانت واشنطن علقت بصفة مؤقتة العمليات في سفارتها بالخرطوم بعد أن أجلت جميع الموظفين الأميركيين وعائلاتهم بأمان في ظل استمرار العنف في السودان.

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان "سنواصل مساعدة الأميركيين بالسودان في التخطيط لسلامتهم وإطلاع المواطنين بالمنطقة على أحدث تطورات الوضع هناك" مكررا الدعوات لطرفي الصراع بتمديد هدنة العيد وتوسيع نطاقها على نحو عاجل من أجل وقف دائم للأعمال القتالية.

إلى ذلك، تواصلت عمليات إجلاء البعثات الدبلوماسية الأجنبية من السودان، وسط استمرار القتال الدموي بين قوات الدعم السريع والجيش النظامي للأسبوع الثاني على التوالي.

وبدأت فرنسا "عملية إجلاء سريع" لمواطنيها ولطاقمها الدبلوماسي من السودان، على ما أعلنت، الأحد، وزارة الخارجية الفرنسية.

ولفتت الخارجية الفرنسية إلى أن العملية ستشمل أيضا مواطنين أوروبيين وآخرين منحدرين من "دول شريكة حليفة"، دون أن تقدم تفاصيل إضافية، وفق ما نقلت فرانس برس.

ويأتي الإعلان عن المبادرة الفرنسية بعدما أعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، مساء السبت، أن القوات الأميركية نفذت مهمة لإجلاء موظفي السفارة الأميركية من الخرطوم.

والسبت، بدأ دبلوماسيون أجانب في مغادرة السودان من ميناء على البحر الأحمر، بعد أسبوع من بدء القتال في أنحاء البلاد. وذكرت شبكة التلفزيون اليابانية "تي.بي.إس" أنه سيتم إجلاء موظفي الأمم المتحدة ومنهم الرعايا اليابانيون وعائلاتهم من السودان، الأحد.

وأدى القتال في المناطق الحضرية إلى محاصرة أعداد كبيرة في العاصمة. وجرى استهداف المطار بشكل متكرر ولم يتمكن العديد من السكان من مغادرة منازلهم أو الخروج من المدينة إلى مناطق أكثر أمانا.

وقالت نقابة أطباء السودان إن ما يربو على ثلثي المستشفيات في مناطق الاشتباكات توقفت عن الخدمة، مضيفة أن 32 مستشفى إما أنها تقع في مرمى النيران أو قام جنود بإخلائها قسرا.

وحثت الأمم المتحدة ودول أجنبية قائدي طرفي الصراع على احترام هدنة وقف إطلاق النار المعلنة التي تم تجاهلها في كثير من الأحيان، وفتح ممرات آمنة للسماح للمدنيين بالفرار وإدخال مساعدات تشتد الحاجة إليها.

ميدانيا، يعاني السودان انقطاعا "شبه كامل" لخدمة الإنترنت، وفق ما أفاد موقع رصد للشبكة العنكبوتية العالمية، الأحد.

وقالت منظمة "نت بلوكس"، ومقرها لندن التي تعنى برصد الوصول إلى شبكة الإنترنت في العالم، "تُظهر بيانات الشبكة في الوقت الحالي انهيارا شبه كامل للاتصال بالإنترنت في السودان، حيث تبلغ نسبة الاتصال الوطني حاليا 2 بالمئة مقارنة بالمستويات العادية".

الجيش السوداني سيطر على مدينة ود مدني المحورية - رويترز
صورة أرشيفية لعناصر من الجيش السوداني

​في تصاعد مستمر للأحداث الميدانية في السودان، أفادت مصادر عسكرية سودانية بأن قوات الجيش تمكنت، السبت، من بسط سيطرتها على عدة مواقع استراتيجية في العاصمة الخرطوم. 

,شملت هذه المواقع مقرات تابعة لجهاز المخابرات العامة وسط المدينة، وذلك بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الدعم السريع التي كانت متمركزة في المنطقة.​

وأضافت المصادر أن معارك اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في بعض العمارات الجنوبية المتاخمة لمحيط مطار الخرطوم الدولي. 

وأكدت تلك المصادر أن الجيش يواصل تقدمه باتجاه المطار والمناطق المحيطة به، بهدف تأمينها وإعادة بسط السيطرة الكاملة عليها.​

وفي تطور آخر، دخلت قوات الجيش السوداني جزيرة توتي، حيث قامت بعمليات تمشيط واسعة بحثًا عن جيوب محتملة لقوات الدعم السريع.

من جانبه، صرح العميد نبيل عبدالله، الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية، بأن القوات المسلحة بوسط الخرطوم تواصل الضغط على قوات الدعم السريع. 

وأكد سيطرة الجيش على فندق كورنثيا وإدارة المرافق الاستراتيجية الواقعة في الاتجاه الغربي من القصر الجمهوري.

وأضاف أن وحدات خاصة استطاعت تطهير مباني رئاسة جهاز المخابرات الوطني المتاخمة لمطار الخرطوم الدولي.​

وأشار العميد نبيل إلى أن وحدات من الجيش حققت مزيدًا من النجاحات ضد قوات الدعم السريع ليلة أمس الجمعة، حيث قضت على المئات من عناصر المليشيا التي حاولت الهروب من خلال جيوب بوسط العاصمة الخرطوم.

 كما أحكمت القوات سيطرتها على مواقع مهمة، بينها عمارة زين، بنك السودان، مصرف الساحل والصحراء، وبرج التعاونية.​

وفي سياق متصل، كثف الجيش، انطلاقًا من قاعدة وادي سيدنا العسكرية، قصفه للمواقع التي تتمركز فيها قوات الدعم السريع وسط الخرطوم. 

وأكدت المصادر حدوث مناوشات متقطعة في عدد من الشوارع والبنايات الواقعة في الاتجاه الجنوبي الغربي من منطقة وسط العاصمة.​

يُذكر أن الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في أبريل 2023، بعد خلافات حول عملية الانتقال الديمقراطي. 

ورغم توقيع عدة اتفاقيات لوقف إطلاق النار، إلا أن القتال استمر، مما أدى إلى سقوط آلاف القتلى ونزوح الملايين.​