عمليات الأجانب تتواصل من السودان لليوم الثالث على التوالي
عمليات الأجانب تتواصل من السودان لليوم الثالث على التوالي

تتواصل الجهود الدولية لإخراج الأجانب من السودان، الاثنين، وسط استمرار القتال الدائر رحاه بالعاصمة الخرطوم بين الجيش النظامي وقوات الدعم السريع.

وقال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، إن سفير الاتحاد الأوروبي لا يزال في السودان، ولكن ليس في العاصمة الخرطوم، حيث تتركز المعارك هناك.

وكان سفير الكتلة لدى السودان تعرض لاعتداء في مقر إقامته، الاثنين الماضي.

وقالت وزارة الخارجية السويسرية على تويتر إن البلاد أغلقت سفارتها في الخرطوم وأجلت موظفيها وعائلاتهم بسبب الوضع الأمني الحالي هناك.

وأضافت الوزارة في التغريدة التي نشرتها على تويتر، الأحد، "لقد تحقق ذلك بفضل التعاون مع شركائنا وخاصة فرنسا". ولم تذكر عدد الأشخاص الذين تم إجلاؤهم.

وتسبب القتال الدائر في السودان منذ أكثر من أسبوعين بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في أزمة إنسانية وأدى إلى مقتل 420 شخصا وحرمان ملايين السودانيين من الخدمات الأساسية.

وتقطعت السبل أيضا بآلاف الأجانب ومنهم دبلوماسيون وموظفو إغاثة بسبب القتال، وتعمل الدول على إجلاء مواطنيها.

هجرة جماعية للأجانب

وقالت الحكومة الفرنسية إنها تواصل إجلاء الأفراد من السودان وإن عملية إجلاء أخرى تجري صباح الاثنين. وأضافت أن عملياتها أسفرت حتى الآن عن إجلاء 388 شخصا.

من جهتها، قالت السويد، الاثنين، إنه جرى إجلاء جميع موظفي سفارتها في الخرطوم وعائلاتهم وعدد غير محدد من السويديين الآخرين، إلى جيبوتي.

وذكرت أن طائرات الجيش وأفراده سيواصلون المساعدة في إجلاء الرعايا الأجانب طالما سمح الوضع الأمني بذلك.

من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، الاثنين، إن الوزارة أرسلت قوة مهمات لإجلاء الرعايا الصينيين من السودان وتم إجلاء مجموعة من الأفراد بأمان إلى دولة مجاورة.

وفي الإطار نفسه، أبلغت وزارة الخارجية الدنمركية رويترز، الاثنين، بإجلاء 15 من رعاياها في السودان الليلة الماضية ضمن العملية التي قادتها فرنسا وقالت إن ستة دنمركيين آخرين رفضوا عرضا لإجلائهم.

بدورها، قالت وزارة الخارجية الهولندية إن طائرة عسكرية هولندية تقل أفرادا جرى إجلاؤهم أقلعت من السودان إلى الأردن خلال ساعة مبكرة من صباح الاثنين.

وأوضحت الوزارة أن أشخاصا من جنسيات مختلفة بينهم هولنديون كانوا على متن الطائرة لكنها لم تتطرق لمزيد من التفاصيل.

وتابعت الوزارة أنها ستواصل العمل على إجلاء الهولنديين وغيرهم من مواطني الاتحاد الأوروبي من السودان.

وفي سياق متصل، نظمت السفارة اللبنانية لدى السودان قافلة إجلاء لرعاياها الذين وصل عددهم إلى حوالي 60 شخصا، وفق بيان صادر عن رئيس الحكومة، نجيب ميقاتي.

وقال البيان إن قافلة اللبنانيين الذين تم إجلاؤهم من الخرطوم باتوا بأمان خارج العاصمة، حيث سيصلون إلى لبنان "بحرا". 

وكانت الولايات المتحدة أعلنت عن إغلاق مؤقت لسفارتها في السودان بعد إجلاء الدبلوماسيين وعوائلهم من البلاد.

والأحد، أعلنت كندا تعليق أنشطتها الدبلوماسية مؤقتا قائلة إن الدبلوماسيين الكنديين سيعملون مؤقتا من مكان آمن خارج البلاد.

وذكرت الحكومة الكندية في بيان أنه في الوقت الذي يجري فيه تعليق الأنشطة في الخرطوم، سيستمر تقديم خدمات قنصلية محدودة.

شوارع فارغة

إلى ذلك، أفادت وكالة رويترز بأن قوات الدعم السريع رسخت وجودها في عدة أحياء واستولت على مباني، بينما استخدم الجيش الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة لضرب خصومه، بحسب سكان وشهود عيان اتصلت بهم رويترز.

وتجول مراسل وكالة رويترز في الخرطوم، حيث وجد شوارع مهجورة في وقت أجبر فيه المدنيين على البقاء بداخل منازلهم.

وعبر المراسل النيل الأزرق، الأحد، متوجها إلى البحري، التي شهدت اشتباكات عنيفة خلال اليومين الماضيين، قبل أن يتوجه غربا ويعبر النهر إلى أم درمان للوصول لمنزل عائلته من الخرطوم حيث كان يقيم.

وشهد المراسل انتشارا كثيفا لمقاتلي قوات الدعم السريع في المناطق التي مر بها في المدن الثلاث بولاية الخرطوم، وكان بعضهم يتواجد في نقاط تفتيش حيث يطلبون وثائق ثبوتية من السائقين.

بعد أكثر من أسبوع من الحرب، وجد صحفي رويترز أن الشوارع السكنية مهجورة إلى حد كبير. بالإضافة إلى ذلك، أصبح من الصعب الحصول على البنزين، وكان هناك عدد قليل من السيارات.

وتتضاءل إمدادات الطحين والمواد الأساسية الأخرى، كما أن الخضروات أصبحت شحيحة ومكلفة.

موسكو تتطلع منذ سنوات لإنشاء قاعدة بحرية لها قرب مدينة بورتسودان (AFP)
موسكو تتطلع منذ سنوات لإنشاء قاعدة بحرية لها قرب مدينة بورتسودان (AFP)

توصلت روسيا والسودان إلى اتفاق بشأن إنشاء قاعدة بحرية روسية على ساحل البحر الأحمر، وفقا لما نقلت وكالة "تاس" الروسية عن وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف.

وذكرت الوكالة الروسية أن الشريف قال خلال زيارة لموسكو، الأربعاء، "لقد اتفقنا على كل شيء".

وقالت "بلومبرغ" إن الشريف لم يرد على هاتفه المحمول أو على الرسائل النصية عندما سعت  للحصول على تعليق منه، الخميس.

ولطالما كانت موسكو تطمح للحصول على موطئ قدم على ساحل السودان الذي يمتد على 853 كيلومترا على البحر الأحمر. وتتطلّع موسكو منذ سنوات لإنشاء قاعدة بحرية لها قرب مدينة بورتسودان.

ومن شأن الاتفاق النهائي أن يزيد من المخاوف الغربية بشأن النفوذ المتزايد لروسيا في إفريقيا.

وطُرحت فكرة إنشاء قاعدة بحرية روسية لأول مرة خلال فترة حكم رئيس النظام السوداني السابق عمر البشير، لكن تلك الخطط تأجلت بسبب اندلاع الحرب الأهلية في السودان قبل عامين.

والعام الماضي، قال الجيش السوداني إن روسيا وافقت على تزويد الخرطوم بالأسلحة مقابل إنشاء محطة تموين عسكرية على ساحل السودان.

وذكرت بلومبرغ في ديسمبر أن روسيا باعت الجيش السوداني ملايين البراميل من الوقود، وآلاف الأسلحة ومكونات الطائرات، بينما أرسلت إيران شحنات من الأسلحة وعشرات الطائرات المسيرة، مما سمح للجيش باستعادة أجزاء من العاصمة الخرطوم ومساحات واسعة من الأراضي في جميع أنحاء البلاد من قوات الدعم السريع.

ويأتي الاتفاق المعلن في وقت تسعى فيه موسكو للحفاظ على سيطرتها على قاعدتين حيويتين في طرطوس ومطار حميميم في سوريا بعد سقوط حليفها الرئيس المخلوع بشار الأسد في ديسمبر. 

وتتفاوض الحكومة الروسية مع رئيس الفترة الانتقالية  أحمد الشرع للحفاظ على السيطرة على المنشآت، التي تعد حاسمة في تعزيز النفوذ في الشرق الأوسط وأفريقيا.