رغم هدوء حدة الاشتباكات المسلحة بين الجيش وقوات الدعم السريع نسبيا خلال الساعات الأخيرة، فإن السودانيين وجدوا أنفسهم أمام عصابات مجهولة تقوم بعمليات نهب وسرقة لم تسلم منها البنوك، في ظل الفوضى التي تعيشها البلاد وغياب كامل للشرطة.
آخر هذه الحوادث المأساوية ومشاهد الفوضى الأمنية، هو مقتل طبيب الجهاز الهضمي، بشرى بن عوف صباح الثلاثاء، بعد طعنة في الصدر من قبل عصابات مجهولة، بحسب زميله الطبيب علاء عوض، في حديثه مع موقع "الحرة".
لا حول ولا قوة إلا بالله انا لله وانا اليه راجعون
ب.بشرى بن عوف استشاري الباطنية والجهاز الهضمي المعلم المربي الطبيب المداوي البشوش مربي الاجيال انتقل الى جوار ربه إثر تعد غادر بطعنة في الصدر اللهم ارحمه واغفر له واسكنه فسيح الجنان وانزله منازل الشهداء يا ارحم الراحمينفي هذه الغابه الموحشه المليانه نيقرز ومتمردين وناس بدون ذمه ولا ضمير حقيقي حزين على وضع السودان الله يرحم استاذنا بروف بشرى بن عوف الغني عن التعريف مات بطعنه غادره في الصدر ..السودان او ماقتلك رصاصه طايشه ولا انفجار دانه تموت بطعنه شماسي مايسوى فكوه من السجن ..الله يرحمك يابروف https://t.co/DJPjDg4HA3
— Dr.SeMoS (@dr92semos) April 25, 2023
يقول عوض: "البلد في فوضى حاليا، هناك متفلتون وعصابات تهاجم السجون وتخرج المساجين ويسلحونهم، وبدؤوا في عمليات نهب وسرقات، ومات بالفعل عدد من المدنيين".
وأضاف أن "وزارة الداخلية والشرطة غير موجودة في المشهد تماما ولم تصدر إلا بيانا واحدا بعد الحديث عن خروج الرئيس السابق عمر البشير من السجن، لتقول إنه ورموز النظام السابق في مكان آمن".
وتابع: "أين الوزارة من سرقة البنوك والشركات ومعارض السيارات والمخابز والمصانع وقتل المواطنين الأبرياء، أعتقد أن منسوبي الأجهزة الأمنية من أنصار النظام السابق متواطئين ومنخرطين فيما يحدث من فوضى".
وأرسل عوض لموقع "الحرة" فيديو قال إنه لعملية نهب لمتجر أجهزة كهربائية على عربة خشبية يجرها حمار، وبجانبها شخص مسلح.
ورغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، ليل الثلاثاء، خفت حدة الاشتباكات وإن لم تنته، "فنحن لا زلنا لا نستطيع أن نخرج من بيوتنا، الجيش والدعم السريع يتحاربان، لكن هناك "جيش ثالث" في مقابل المدنيين العزل لا يستطيعون مقاومته"، بحسب بشير دراج الذي يسكن في حي الحلفايا في منطقة الخرطوم بحري.
وأوضح أنه "بعد أن خرجت أعداد ليست بالقليلة من السجون في الأيام القليلة الماضية، أصبحت هناك عصابات تنتشر في الشوارع لترويع المواطنين".
وأضاف "تم نهب بعض المصانع ودقيق من المخابز، هناك جيش ثالت من العصابات، لا تستطيع الناس أن تقاومه".
نداء عاجل.
— Faeiz (@Faeiz_Mu) April 25, 2023
بيان من غرفة مصنعي الأدوية الوطنية.
قالت إن عددا من مصانع الأدوية بالعاصمة (الباقير، سوبا وبحري) تتعرض لعمليات نهب مستمرة.
غرفة مصنعي الأدوية الوطنية تناشد أطراف النزاع والأجهزة الأمنية بالتدخل العاجل لحماية المصانع. #لازم_تقيف#لا_للحرب_في_السودان
وتأتي تقارير نهب المتاجر والمخابز في ظل نقص شديد للإمدادات يعاني منه سكان العاصمة، وترتفع فيه أسعار السلع الأساسية بشكل كبير.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الثلاثاء، في بيان: "بعد عشرة أيام من القتال، يصبح نقص الغذاء والمياه والأدوية والوقود حادا بشدة، خاصة في الخرطوم والمناطق المحيطة بها".
وأشار إلى تقارير عن ارتفاع أسعار السلع الأساسية، قائلا إن أسعار المياه المعبأة تضاعفت وإن السيولة صارت شحيحة، ويصعب الوصول إليها.
وأقر والي الخرطوم المُكلف، أحمد عثمان حمزة، بأن "الظروف الحرجة التي تعيشها بلادنا وولاية الخرطوم بصفة خاصة والتي ترتبت عليها مشاكل عديدة، حالت دون تمكن أجهزة ولاية الخرطوم من القيام بمهامها علي الوجه الأكمل"، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية "سونا" الأحد الماضي.
وناشد والي الخرطوم "المواطنين في كل أنحاء ولاية الخرطوم ولجانهم وتكويناتهم المختلفة برفع حسهم الأمني والمساهمة في تأمين أحياءهم وتفويت الفرصة لمن يستغلون الأوضاع الحالية في تنفيذ عمليات نهب وسلب".
لماذا ندفع مرتبات الشرطة اذا؟
— إعلان حوجات DM (@Moho_khamis5) April 25, 2023
بل ما الداعي لوجودها اصلا اذا لم تقم بدورها الآن
هل هناك جهة منعت الشرطة من القيام بواجباتها مع الوضع فى الحسبان أن إخلاء السجون ربما كان متعمدا عبر سياسة التجويع وقطع المياة!
من يصنع الفوضى فى الخرطوم مع سبق الاصرار والترصد والى ماذا يود أن يصل ؟
ويؤكد الصحفي محمد شمس الدين من شرق الخرطوم أنه "تم تخريب أعداد كبيرة جدا من المحلات، لكن كان هناك تركيز على متاجر الهواتف النقالة والبقالة والمواد الغذائية".
عمليات نهب بعمارة السلام، التي تحوي عدد من متاجر الهواتف المحمولة ومستلزماتها.#السودان pic.twitter.com/VYKl1Eotwt
— Sudan News (@Sudan_tweet) April 24, 2023
وأضاف: "تم اقتحام بعض البنوك من عصابات مجهولة، ونهبها فضلا عن الصرافات الآلية".
المواطن Hassan Abd Alrauf من وسط الخرطوم عمارة الذهب يستعرض احوال المحلات وما تعرضت له من نهب
— طــــه ود حنـــان (@6a7a_hussein) April 24, 2023
ربنا يعوض المتضررين. #أحداث_السودان pic.twitter.com/EBgZeSaK43
وفيما يتعلق بالمسؤولين عن عمليات النهب قال "لا نعلم بالضبط من يقوم بذلك، لكنني رأيت قوات الدعم السريع وهي تحتل بعض المناطق التي حدث فيها عمليات نهب بعد ذلك، فضلا عن أن هناك مجموعات للجريمة المنظمة تستغل الفوضى الحاصلة في ظل غياب الشرطة الكامل عن المشهد منذ 15 أبريل، بالإضافة إلى أن هناك مساجين محكوم عليهم خرجوا من السجن".
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت مؤخرا مناشدات من المواطنين لإعادة تفعيل "لجان الأحياء" و"لجان المقاومة" التي تم تشكيلها خلال أيام الثورة ضد نظام البشير، للحفاظ على ممتلكات المواطنين.
ويقول عوض "بعض أعضاء لجان المقاومة في بعض الأحياء لا يستطيعون الخروج من بيوتهم بسبب الوضع الأمني، لكن على الرغم من ذلك، بدأ البعض في أحياء أخرى في تشكيل لجان لحفظ الأمن في منطقتهم".
وقال شمس الدين لموقع "الحرة": "بدأت بعض الأحياء فعلا تشكل لجانا خاصة للمواطنين الذين يريدون النزوح أو الخروج من المناطق الخطيرة المحيطة بالاشتباكات، من أجل الوصول إلى أماكن آمنة، إذ يحاولون إنشاء ممرات آمنة وإخراج الناس"، مؤكدا في الوقت ذاته أن كل هذه الجهود من قبل أفراد عاديين "ليس هناك مؤسسات رسمية مثل الدفاع المدني ولا حتى منظمات إنسانية ولا وجود للهلال الأحمر ولا للصليب الأحمر".
وحاول موقع "الحرة" التواصل مع الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة، اللواء عمر عبد الماجد، لكن هاتفه كان مغلقا.