رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك يرأس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية - أرشيفية
رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك يرأس تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية - أرشيفية

حذر رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك، السبت، من أن الصراع في السودان قد يتحول إلى واحدة من أسوأ الحروب الأهلية في العالم "إذا لم يتم وقفه مبكرا".

ونقلت وكالة بلومبرغ عن حمدوك القول إن "الصراعات في سوريا واليمن وليبيا ستبدو صغيرة" مقارنة بما يمكن أن يؤول إليه الوضع في السودان.

وأضاف حمدوك أن "السودان بلد ضخم ومتنوع يضم مجموعات عرقية ودينية مختلفة، مشددا أن "الحرب الشاملة ستكون كابوسا للعالم".

ودعا حمدوك الى استمرار الجهود الرامية للضغط على الطرفين المتحاربين من أجل وقف القتال.

وكان مبعوث للأمم المتحدة قدم في وقت سابق، السبت، بصيصا من الأمل لإنهاء القتال، إذ قال إن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اللذين لم يظهرا حتى الآن أي إشارة على إمكانية التوصل إلى حل وسط أصبحا منفتحين الآن على المفاوضات وإن لم يتحدد موعد لها.

وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان فولكر بيرتس ‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬لرويترز إنه استشعر تغيرا في مواقف الجانبين مؤخرا وإنهما منفتحان على.
التفاوض.

وأضاف أن طرفي الصراع سيقبلان "شكلا ما من المحادثات".

وتابع قائلا "لم تكن كلمة مفاوضات أو محادثات واردة في خطابيهما خلال الأسبوع الأول أو نحو ذلك".

وقال بيرتس إن الطرفين رشحا ممثلين عنهما للمحادثات التي اقتُرحت إقامتها إما في جدة بالسعودية أو في جوبا بجنوب السودان، لكنه استطرد قائلا إن ثمة سؤالا عمليا حول ما إذا كان بوسعهما الذهاب إلى هناك "للجلوس معا فعليا".

وأضاف أن المهمة التي لا تحتمل التأخير هي تطوير آلية لمراقبة وقف إطلاق النار. وتابع "أقر كلاهما بأن هذه الحرب لا يمكن أن تستمر".

وكان قائد قوات الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وصف في مقابلة مع "الحرة" الجمعة قوات الدعم السريع بـ"الميليشيا التي تسعى إلى تدمير السودان"، وشدد أنه لن يجلس مع "قائد التمرد"، في إشارة إلى قائد قوات الدعم السريع الفريق أول ركن محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي.

بالمقابل قال حمديتي في مقابلة مع "بي بي سي" إن قوات الدعم السريع لن تجري محادثات حتى انتهاء القتال. 

وسقط مئات القتلى وأصيب الآلاف منذ 15 نيسان عندما اشتعل فتيل صراع قديم على السلطة بين الجيش السوداني والقوات شبه العسكرية.

ودفع القتال السودان إلى شفا الحرب الأهلية مما عرقل خطة يدعمها المجتمع الدولي وتهدف إلى إرساء حكم ديمقراطي وأدى إلى فرار عشرات الآلاف إلى البلدان المجاورة.

وواصل الجانبان معركتهما رغم الاتفاق أكثر من مرة على وقف إطلاق النار بوساطة قوى أجنبية لاسيما الولايات المتحدة. ومن المقرر أن تنتهي أحدث هدنة في منتصف ليل الأحد بعد أن دامت 72 ساعة.

صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز
صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز

قال تلفزيون السودان الرسمي، الخميس، إن الجيش السوداني يقترب من السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم من قوات الدعم السريع.

وقال شهود عيان ومصادر عسكرية لرويترز إن اشتباكات عنيفة اندلعت في وقت متأخر من مساء الأربعاء قرب القصر الرئاسي مع سماع دوي انفجارات وضربات جوية للجيش استهدفت وسط العاصمة الخرطوم.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب، لكنها تتكبد خسائر في وسط البلاد أمام الجيش.

وفي 2021، نفذ الطرفان العسكريان انقلابا أدى إلى تعطيل عملية الانتقال للحكم المدني، واندلعت الحرب في أبريل 2023 بعد أن أدت خطط تسليم جديدة للحكم إلى نشوب صراع عنيف.

وأدت الحرب إلى ما وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع اتهام قوات الدعم السريع والجيش بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.

ويستعيد الجيش منذ أسابيع عدة مناطق بعد أن ظلت لعامين تقريبا تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بدء الصراع في أبريل 2023.

وتقول السلطات إنها تعثر على أدلة واسعة النطاق على عمليات قتل في مناطق كانت خاضعة سابقا لسيطرة قوات الدعم السريع.

ولم تستجب قوات الدعم السريع لطلب التعليق من رويترز. وكانت قد نفت سابقا اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق في المناطق التي سيطرت عليها، وقالت إن الجناة سيُحاسبون. كما اتهمت الجيش بارتكاب انتهاكات، وهو ما ينفيه الجيش أيضا.

وتسببت الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، وخسائر مادية واقتصادية فادحة بمختلف القطاعات.