الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع مستمرة في الخرطوم
الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع مستمرة في الخرطوم

أكد منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الاثنين، أن تواصل الولايات المتحدة المكثف مع طرفي الصراع في السودان ساهم في تمديد وقف إطلاق النار.

وسقط مئات القتلى وآلاف المصابين على مدى 16 يوما من القتال منذ أن تحولت صراعات قديمة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية إلى قتال في 15 أبريل.

وقال كيربي: إن "الوضع الميداني على الأرض في السودان متقلب ولا يسمح بعمليات إجلاء جديدة". 

وأضاف أن الولايات المتحدة تتشارك مع حلفائها المعلومات الاستخباراتية بشأن الصراع في السودان. 

واتفق الجانبان، الأحد، على تمديد هدنة لمدة 72 ساعة.

وقالت الأمم المتحدة لرويترز إن الطرفين ربما يجريان محادثات بشأن الهدنة في السعودية، لكن أصوات الغارات الجوية والنيران المضادة للطائرات دوت صباح اليوم الاثنين، وتصاعد الدخان فوق العاصمة الخرطوم والمدن المجاورة.

وأعلن كيربي أن ألف أميركي غادروا السودان منذ بداية الصراع، مؤكدا أن الولايات المتحدة تواصل تسهيل مغادرة الأميركيين للسودان برا وجوا". 

وقال: "نشرنا طائرات مراقبة لحماية عمليات إجلاء الأميركيين من السودان".

من جهة أخرى أفاد نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل بأن 3 مواكب نقلت أكثر من 700 أميركي إلى بورتسودان في الأيام الـ 3 الماضية، حيث تم نقلهم بعد ذلك للسعودية.

وأشار باتيل إلى أن هناك موظفين أميركيين في بورتسودان يعملون على مساعدة الأميركيين.

وجدد الدعوة للأميركيين بعدم السفر إلى السودان.

ملايين السودانيين لجؤوا إلى بلدان مجاورة هربا من الحرب

تتوالى التحذيرات من المنظمات الدولية والإنسانية بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، وذلك في ظل فشل جهود إنهاء الصراع لأسباب أولها أن المجتمع الدولي قرر أن طرفي النزاع "الجيش السوداني وقوات الرد السريع" لا يملكان "الشرعية" لحكم السودان.

ويقول الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون، لقناة "الحرة" إن من الأسباب الأخرى، هو أن بعض الدول "لم تكن محايدة" في التعامل مع الملف السوداني.

وأضاف أن "غياب ائتلاف مدني يقدم نفسه على أنه بديل للحكم العسكري في هذا البلد، جعل من الصعب أن تكون هناك رؤية واضحة بشأن طريقة إدارة البلاد في المستقبل".

وأضاف المسؤول الأميركي في حديثه لقناة "الحرة" أن التقارير الأممية حول تدهور الأوضاع "لن تغير من الواقع، فهي لا تجبر المجتمع الدولي على التدخل، أو تضغط على أطراف النزاع لإنهاء هذه المعاناة الإنسانية وحل المشكلة" حسب تعبيره.

وأعلن المجلس النروجي للاجئين قبل أيام أن الأزمة الإنسانية في السودان أسوأ من الأزمات في أوكرانيا وغزة والصومال مجتمع، وأن حياة أربعة وعشرين مليون شخص باتت في خطر شديد.

فحتى نهاية شهر أكتوبر الماضي، تقول لجنة الإنقاذ الدولية أن عدد القتلى جراء الحرب الدائرة منذ أبريل عام 2022 وصل إلى 150 ألف شخص وهو رقم أعلى من رقم 20 ألفا الذي تذكره الأمم المتحدة حاليا للحصيلة في البلاد بأكملها.

لكن عدد القتلى ليس وحده ما يقلق اللجنة التي اشارت في احدث تقاريرها إلى أن عدد النازحين داخليا وصل إلى 10 ملايين شخص وهو أكبر عدد للنازحين في العالم، في حين بلغ عدد اللاجئين إلى دول الجوار أكثر من مليونين.

بيريلو: الولايات المتحدة تدعم وضع حد للفظائع المرتكبة ضد الشعب السوداني
دعا المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيريلو، إنه الولايات المتحدة "تدعم الوقف الفوري للحرب ووضع حد للفظائع المرتكبة ضد الشعب السوداني"، وذلك في أعقاب زيارته الإثنين للسودان ولقائه مسؤولين أبرزه رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان.

ويضيف التقرير كذلك أن 25 مليون شخص من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، في حين يواجه18 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن يقضي أكثر من 222 ألف طفل جوعا في الأشهر المقبلة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة لوقف الحرب، موضحا أن حياة 800 ألف شخص، من النساء والأطفال والرجال والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة، معلقة على المحك مع استمرار القصف في المناطق المكتظة بالسكان.