FILE PHOTO: Man walks while smoke rises above buildings after aerial bombardment in Khartoum North
الصحة السودانية تعلن مقتل العشرات بينهم أطفال بقصف عشوائي على أحد الأسواق (أرشيفية-تعبيرية)

 قالت وزارة الصحة بولاية الخرطوم، الثلاثاء، إن قصفا عشوائيا أدى إلى مقتل 34 شخصا، بينهم أطفال، في سوق شعبية بمدينة أم درمان السودانية، وفقا لوكالة "رويترز".

وأوضحت السلطات الصحية أن معظم القتلى من تجار سوق "الملجه" وأصحاب عربات النقل.

والأحد، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن السودان على شفا "حرب أهلية ضخمة" مع استمرار الاشتباكات العنيفة بلا هوادة بين الجنرالين المتناحرين، في العاصمة، الخرطوم، بحسب وكالة "أسوشيتد برس".

وحذر غوتيريش أن الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع من المرجح أن تزعزع استقرار المنطقة بأكملها، حسبما قال نائب المتحدث باسم الأمين العام، فرحان حق.

وانزلق السودان إلى حالة من الفوضى بعد أشهر من التوتر بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان ومنافسه اللواء محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، قائد قوات الدعم السريع، منذ منتصف أبريل الماضي.

وقال وزير الصحة السوداني، هيثم محمد إبراهيم، في تصريحات متلفزة، يونيو الماضي، إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل أكثر من 3000 شخص وإصابة أكثر من 6000.

ومع ذلك من المرجح أن يكون عدد القتلى أكبر من ذلك بكثير.

وتقول الأمم المتحدة ان أكثر من 2.9 مليون شخص فروا من منازلهم إلى مناطق أكثر أمانا داخل السودان أو عبروا إلى البلدان المجاورة.

وجاء القتال بعد 18 شهرا من قيادة البرهان وحميدتي لانقلاب عسكري، في أكتوبر 2021، أطاح بحكومة انتقالية مدنية مدعومة من الغرب.

وبدد الصراع آمال السودانيين في الانتقال السلمي إلى الديمقراطية بعد أن أجبرت انتفاضة شعبية الجيش على الإطاحة بالرئيس عمر البشير، في أبريل 2019.

وحولت الحرب العاصمة الخرطوم ومناطق حضرية أخرى في أنحاء البلاد إلى ساحات قتال.

الحرب مستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023
الحرب مستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023

أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، فرض عقوبات على 3 مسؤولين سودانيين من نظام عمر البشير السابق، "لدورهم في تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان". 

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن المسؤولين الذين شملتهم العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة هم، محمد عطا المولى عباس، وطه عثمان أحمد الحسين، وصلاح عبد الله محمد صلاح، المعروف أيضاً باسم صلاح قوش. 

وأشار إلى أن هؤلاء الأفراد شاركوا في أنشطة تقوض السلام والأمن والاستقرار في السودان. 

وأوضح أن المولى وقوش مسؤولان أمنيان سابقان عملا على إعادة عناصر النظام السابق إلى السلطة وتقويض الجهود الرامية إلى إنشاء حكومة مدنية، بينما عمل طه على تسهيل إيصال الدعم العسكري وغيره من المواد من مصادر خارجية إلى قوات الدعم السريع.

وأكد المتحدث باسم الخارجية أن هذا الإجراء يعزز "جهودنا الرامية إلى تقويض أولئك الذين يؤججون الصراع ويعيقون تطلعات الشعب السوداني إلى السلام والحكم المدني والديمقراطي". 

وشدد على أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام الأدوات المتاحة لها لتعطيل قدرة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية على إطالة أمد هذه الحرب، ومحاسبة المسؤولين عن تعميق الصراع أو عرقلة العودة إلى الحكومة المدنية.

كما أكد أن الولايات المتحدة ملتزمة أيضاً بتعزيز محاسبة المسؤولين عن الفظائع المرتكبة في الصراع. 

وقال "إننا نقف متضامنين مع شعب السودان وضد أولئك الذين يرتكبون انتهاكات حقوق الإنسان ويزعزعون استقرار المنطقة. ويجب على الأطراف المتحاربة الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وندعوها إلى حماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الفظائع أو غيرها من الانتهاكات والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق والتفاوض على إنهاء الصراع".

وعزل الجيش السوداني الرئيس السابق عمر البشير في 2019، بعد أشهر من الاحتجاجات المناوئة له ليتفق مع المدنيين على تقاسم السلطة لفترة مؤقتة، قبل أن ينقلب على المكون المدني ويستأثر بالحكم في أكتوبر 2021.

ومنذ منتصف أبريل الماضي، تخوض القوات الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، حربا مع قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي". 

وقُتل من جراء الحرب أكثر من 10 آلاف شخص، وفق حصيلة صادرة عن منظمة "أكليد". وتقول الأمم المتحدة إن 6.3 مليون شخص أجبروا على النزوح عن منازلهم.