المعارك في السودان أسفرت عن مقتل 3900 شخص على الأقل حتى الآن
المعارك في السودان أسفرت عن مقتل 3900 شخص على الأقل حتى الآن

قالت قوى الحرية والتغيير إنها تسعى "لمشروع نهضوي وطني يضع حدا للسلاح وتأسيس أكبر جبهة مدنية ممكنة تقول لا للحرب" المستعرة في السودان منذ عدة أسابيع بين قائد قوات الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الردع السريع محمد حمدان دقلو  المعروف بـ"حميدتي".

وأكد عضو المكتب التنفيذي لقوى الحرية والتغيير عمر الدقير في مؤتمر صحفي عقب ختام اجتماعات لهم في القاهرة، أنه "يجب إنهاء الحرب الآن".

ودعا الدقير إلى "توحيد القوى العسكرية في جيش قومي واحد"، مؤكدا أن قوى الحرية والتغيير طرحت "منذ ما قبل الحرب إطلاق عملية للتوصل للعدالة الانتقالية".

واستضافت القاهرة، منذ الاثنين، الاجتماع الأول لهيئة ائتلاف قوى الحرية والتغيير، الكتلة المدنية التي أطاحها الجنرالان المتحاربان اللذان نفذا معا انقلاب العام 2021 عندما كانا حليفين.

وتسعى الكتلة المدنية، خلال الاجتماع الذي انتهى الثلاثاء، إلى "استعادة مسار السلام ووقف الحرب في السودان"، حسب ما قال المتحدث باسمها جعفر حسن عبر صفحتها على موقع فيسبوك.

وأضاف حسن أن الكتلة ستناقش 3 ورقات: الأولى "متعلقة بالقضايا الإنسانية" و"ورقة سياسية بشأن رؤية الحرية والتغيير لوقف الحرب" وورقة أخيرة اقتصادية "بشأن تعويض الخسائر واعادة اعمار البلاد".

وأبرم طرفا النزاع هدنات عدة، غالبا بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، لكنها لم تصمد. كما يحاول كل من الاتحاد الأفريقي ومنظمة إيغاد للتنمية بشرق أفريقيا التوسط لحل الأزمة.

ومر 100 يوم على اندلاع المعارك في السودان، حيث أسفرت عن مقتل 3900 شخص على الأقل حتى الآن، بحسب منظمة أكليد غير الحكومية، علما بأن مصادر طبية تؤكد أن الحصيلة الفعلية هي أعلى بكثير.

الحرب مستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023
الحرب مستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023

أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، فرض عقوبات على 3 مسؤولين سودانيين من نظام عمر البشير السابق، "لدورهم في تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان". 

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن المسؤولين الذين شملتهم العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة هم، محمد عطا المولى عباس، وطه عثمان أحمد الحسين، وصلاح عبد الله محمد صلاح، المعروف أيضاً باسم صلاح قوش. 

وأشار إلى أن هؤلاء الأفراد شاركوا في أنشطة تقوض السلام والأمن والاستقرار في السودان. 

وأوضح أن المولى وقوش مسؤولان أمنيان سابقان عملا على إعادة عناصر النظام السابق إلى السلطة وتقويض الجهود الرامية إلى إنشاء حكومة مدنية، بينما عمل طه على تسهيل إيصال الدعم العسكري وغيره من المواد من مصادر خارجية إلى قوات الدعم السريع.

وأكد المتحدث باسم الخارجية أن هذا الإجراء يعزز "جهودنا الرامية إلى تقويض أولئك الذين يؤججون الصراع ويعيقون تطلعات الشعب السوداني إلى السلام والحكم المدني والديمقراطي". 

وشدد على أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام الأدوات المتاحة لها لتعطيل قدرة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية على إطالة أمد هذه الحرب، ومحاسبة المسؤولين عن تعميق الصراع أو عرقلة العودة إلى الحكومة المدنية.

كما أكد أن الولايات المتحدة ملتزمة أيضاً بتعزيز محاسبة المسؤولين عن الفظائع المرتكبة في الصراع. 

وقال "إننا نقف متضامنين مع شعب السودان وضد أولئك الذين يرتكبون انتهاكات حقوق الإنسان ويزعزعون استقرار المنطقة. ويجب على الأطراف المتحاربة الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وندعوها إلى حماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الفظائع أو غيرها من الانتهاكات والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق والتفاوض على إنهاء الصراع".

وعزل الجيش السوداني الرئيس السابق عمر البشير في 2019، بعد أشهر من الاحتجاجات المناوئة له ليتفق مع المدنيين على تقاسم السلطة لفترة مؤقتة، قبل أن ينقلب على المكون المدني ويستأثر بالحكم في أكتوبر 2021.

ومنذ منتصف أبريل الماضي، تخوض القوات الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، حربا مع قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي". 

وقُتل من جراء الحرب أكثر من 10 آلاف شخص، وفق حصيلة صادرة عن منظمة "أكليد". وتقول الأمم المتحدة إن 6.3 مليون شخص أجبروا على النزوح عن منازلهم.