دعوات لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان ضد النساء والفتيات في السودان
دعوات لوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان ضد النساء والفتيات في السودان

كشف تقرير لمنظمة سودانية حكومية، الخميس، تزايد حالات "الإخفاء القسري" للنساء والفتيات في نيالا بولاية جنوب دارفور غربي البلاد، فيما أشارت إفادات بوجود عمليات "احتجاز" يمكن أن تصل إلى حد "الاسترقاق الجنسي"، في حالة شبيهة بممارسات تنظيم داعش في العراق ضد الأيزيديات.

واتهمت إفادات لناجيات وشهود عيان، بحسب بيان لوحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، قوات الدعم السريع بالتورط في مثل هذا السلوكيات حيث هناك "نساء وفتيات محتجزات" لدى القوات التي يقودها محمد حمدان دقلو في مناطق مختلفة في نيالا.

وطالب البيان "بتحرك دولي سريع وجاد لإنهاء هذه المأساة ووضع حد للانتهاكات المريعة لحقوق الإنسان ضد النساء والفتيات في السودان"، مشيرا إلى وجود صعوبات كبيرة في الإبلاغ عن الحالات بجانب "مخاطر تواجه مقدمي الخدمات، ما يستدعي تحركا دوليا عاجلا وقويا".

وطالما نفت قوات الدعم السريع التي تخوض قتالا ضد الجيش السوداني منذ منتصف أبريل الماضي، الاتهامات بهذا الشأن.

أشار بيان وحدة مكافحة العنف أيضا إلى أن "شبهة بيع نساء وفتيات لا تزال مجرد أقاويل، ولكن الوضع العام يشجع على تصديقها وعدم استبعاد هذه المسألة على خطورتها"، مضيفة أن بعض الانتهاكات ضد النساء والفتيات وصلت مرحلة "الاسترقاق الجنسي".

وكانت الوحدة قد أشارت في آخر إحصاء لها إلى أن إجمالي حالات العنف الجنسي الموثقة في الخرطوم بلغت 56 حالة، فيما وصلت في ولاية جنوب دارفور إلى 31 حالة.

والأربعاء، ذكر تقرير لوكالة فرانس برس، أنه منذ بدء القتال في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، تنتشر على منصات التواصل الاجتماعي صور للعديد من الشابات والنساء المفقودات مرفقة بأرقام هواتف عائلاتهن.

ونقلت عن مبادرة القرن الإفريقي لمساعدة النساء المعروفة باسم "صيحة"، أن "العدد التقريبي للنساء اللواتي لازلن مفقودات هو 31 وهو قابل للزيادة".

وأضافت المبادرة، التي تقوم بتوثيق أعداد المفقودين: "نعتقد أن العدد أكبر من ذلك بكثير، نظرا لتجنب التبليغ عن المفقودات خشية من الوصمة وما إلى ذلك".

وأسفرت الحرب الدائرة بين القائدين العسكريين حتى الآن عن مقتل 3900 شخص على الأقل ونزوح نحو 3,5 ملايين شخص داخليا أو إلى خارج الحدود بعيدا عن مناطق القتال التي تتركز في العاصمة وإقليم دارفور بغرب البلاد، بحسب فرانس برس.

وتزيد أعمال العنف التي تستخدمه فيها مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة، من احتمال تعرض المدنيين للخطر، فضلا عن اتهام أحد أطراف الصراع باختطاف النساء لأغراض الخدمة.

الحرب مستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023
الحرب مستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023

أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، فرض عقوبات على 3 مسؤولين سودانيين من نظام عمر البشير السابق، "لدورهم في تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان". 

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن المسؤولين الذين شملتهم العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة هم، محمد عطا المولى عباس، وطه عثمان أحمد الحسين، وصلاح عبد الله محمد صلاح، المعروف أيضاً باسم صلاح قوش. 

وأشار إلى أن هؤلاء الأفراد شاركوا في أنشطة تقوض السلام والأمن والاستقرار في السودان. 

وأوضح أن المولى وقوش مسؤولان أمنيان سابقان عملا على إعادة عناصر النظام السابق إلى السلطة وتقويض الجهود الرامية إلى إنشاء حكومة مدنية، بينما عمل طه على تسهيل إيصال الدعم العسكري وغيره من المواد من مصادر خارجية إلى قوات الدعم السريع.

وأكد المتحدث باسم الخارجية أن هذا الإجراء يعزز "جهودنا الرامية إلى تقويض أولئك الذين يؤججون الصراع ويعيقون تطلعات الشعب السوداني إلى السلام والحكم المدني والديمقراطي". 

وشدد على أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام الأدوات المتاحة لها لتعطيل قدرة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية على إطالة أمد هذه الحرب، ومحاسبة المسؤولين عن تعميق الصراع أو عرقلة العودة إلى الحكومة المدنية.

كما أكد أن الولايات المتحدة ملتزمة أيضاً بتعزيز محاسبة المسؤولين عن الفظائع المرتكبة في الصراع. 

وقال "إننا نقف متضامنين مع شعب السودان وضد أولئك الذين يرتكبون انتهاكات حقوق الإنسان ويزعزعون استقرار المنطقة. ويجب على الأطراف المتحاربة الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وندعوها إلى حماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الفظائع أو غيرها من الانتهاكات والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق والتفاوض على إنهاء الصراع".

وعزل الجيش السوداني الرئيس السابق عمر البشير في 2019، بعد أشهر من الاحتجاجات المناوئة له ليتفق مع المدنيين على تقاسم السلطة لفترة مؤقتة، قبل أن ينقلب على المكون المدني ويستأثر بالحكم في أكتوبر 2021.

ومنذ منتصف أبريل الماضي، تخوض القوات الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، حربا مع قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي". 

وقُتل من جراء الحرب أكثر من 10 آلاف شخص، وفق حصيلة صادرة عن منظمة "أكليد". وتقول الأمم المتحدة إن 6.3 مليون شخص أجبروا على النزوح عن منازلهم.