سودانيون من دارفور يلتسمون اللجوء في تشاد المجاورة
سودانيون من دارفور يلتسمون اللجوء في تشاد المجاورة

أعلنت الأمم المتحدة عن وصول أول قافلة إنسانية إلى ولاية شرق دارفور منذ بدء النزاع في السودان، بعد رحلة استغرقت 9 أيام على الطريق.

وسلّمت القافلة التي وصلت الأسبوع الماضي 430 طنا من البذور الزراعية، مقدمة من منظمة الأغذية والزراعة، لتوزيعها على المزارعين في عموم الولاية من قبل وزارة الزراعة.

وكان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية قد تفاوض على نقل هذه الشاحنات من منطقة النيل الأبيض إلى مدينة الضعين، عاصمة ولاية شرق دارفور.

وخلال المؤتمر الصحفي اليومي في نيويورك، الإثنين، شدد نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق، على "ضرورة زيادة وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل، لتتمكن جميع المناطق الزراعية في دارفور من الاستفادة من توفير البذور".

كما أكد على "ضرورة  توفير جميع الأطراف للمزارعين، إمكانية الوصول إلى الأراضي الزراعية وضمان حمايتهم أثناء قيامهم بزراعة محاصيلهم وحصادها"، معتبرا أن "فشل الموسم الزراعي ستكون له عواقب كارثية على جميع المجتمعات في دارفور".

من جانب آخر، ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، أن أكثر من 400 منزل قد دمروا أو تضرروا بالولاية الشمالية بسبب السيول، حيث تعرضت أجزاء واسعة من محليات دنقلا ومروي والدبة والقولد والبرقيق وحلفا، خلال اليومين الماضيين، إلى أمطار وسيول أدت إلى حدوث بعض الأضرار والخسائر في المنازل السكنية والمزارع.

وقدرت التقارير الأولية تضرر 300 منزل كليا وجزئيا بمحلية مروي، و58 منزلا بمحلية القولد، و56 منزلا بمحلية الدبة، و50 منزلا بمحلية دنقلا.

وفي سياق متصل، كشفت زارة الصحة في ولاية شمال دارفور عن ازدياد كبير في حالات الإصابة بمرض الملاريا وأمراض الجهاز الهضمي، خاصة في معسكرات ومراكز إيواء النازحين، مشيرة إلى أن الأمر "يمكن أن يخرج عن السيطرة، ما لم يتم تدارك التردي البيئي الكبير" بسبب هطول أمطار غزيرة الأسبوع الماضي.

الحرب مستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023
الحرب مستمرة في السودان منذ منتصف أبريل 2023

أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، فرض عقوبات على 3 مسؤولين سودانيين من نظام عمر البشير السابق، "لدورهم في تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان". 

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، إن المسؤولين الذين شملتهم العقوبات التي فرضتها وزارة الخزانة هم، محمد عطا المولى عباس، وطه عثمان أحمد الحسين، وصلاح عبد الله محمد صلاح، المعروف أيضاً باسم صلاح قوش. 

وأشار إلى أن هؤلاء الأفراد شاركوا في أنشطة تقوض السلام والأمن والاستقرار في السودان. 

وأوضح أن المولى وقوش مسؤولان أمنيان سابقان عملا على إعادة عناصر النظام السابق إلى السلطة وتقويض الجهود الرامية إلى إنشاء حكومة مدنية، بينما عمل طه على تسهيل إيصال الدعم العسكري وغيره من المواد من مصادر خارجية إلى قوات الدعم السريع.

وأكد المتحدث باسم الخارجية أن هذا الإجراء يعزز "جهودنا الرامية إلى تقويض أولئك الذين يؤججون الصراع ويعيقون تطلعات الشعب السوداني إلى السلام والحكم المدني والديمقراطي". 

وشدد على أن الولايات المتحدة ستواصل استخدام الأدوات المتاحة لها لتعطيل قدرة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية على إطالة أمد هذه الحرب، ومحاسبة المسؤولين عن تعميق الصراع أو عرقلة العودة إلى الحكومة المدنية.

كما أكد أن الولايات المتحدة ملتزمة أيضاً بتعزيز محاسبة المسؤولين عن الفظائع المرتكبة في الصراع. 

وقال "إننا نقف متضامنين مع شعب السودان وضد أولئك الذين يرتكبون انتهاكات حقوق الإنسان ويزعزعون استقرار المنطقة. ويجب على الأطراف المتحاربة الامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي وندعوها إلى حماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الفظائع أو غيرها من الانتهاكات والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق والتفاوض على إنهاء الصراع".

وعزل الجيش السوداني الرئيس السابق عمر البشير في 2019، بعد أشهر من الاحتجاجات المناوئة له ليتفق مع المدنيين على تقاسم السلطة لفترة مؤقتة، قبل أن ينقلب على المكون المدني ويستأثر بالحكم في أكتوبر 2021.

ومنذ منتصف أبريل الماضي، تخوض القوات الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان، حربا مع قوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي". 

وقُتل من جراء الحرب أكثر من 10 آلاف شخص، وفق حصيلة صادرة عن منظمة "أكليد". وتقول الأمم المتحدة إن 6.3 مليون شخص أجبروا على النزوح عن منازلهم.