السودان- اقتتال
الاقتتال الدائر في السودان منذ 15 إبريل تسبب في مقتل أكثر من 13 ألف شخص

فرضت الولايات المتحدة، الأربعاء، عقوبات على ثلاثة كيانات في السودان، مسؤولة عن زعزعة استقرار البلاد وتقويض التحول الديمقراطي.  

وأفاد بيان لوزارة الخزانة بفرض عقوبات على تلك الكيانات الثلاثة، لدورها في تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان، وبأن هذه التصنيفات، تشير إلى التزام الولايات المتحدة المستمر، بتحديد وعزل مصادر التمويل لكل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، وهما الطرفان المتحاربان الرئيسيان المسؤولان عن الصراع في السودان.

وقال وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، بريان نيلسون، إن "النزاع في السودان مستمر، جزئيا، بسبب الأفراد والكيانات الرئيسية التي تساعد على تمويل استمرار العنف".

وأضاف، وفق ما نقل عنه البيان "ستواصل وزارة الخزانة، بالتنسيق مع حلفائنا وشركائنا، استهداف هذه الشبكات وتعطيل مصادر التمويل هذه".

"الخليج بنك"

تخضع شركة "الخليج بنك" لسيطرة قوات الدعم السريع، وهي جزء أساسي من جهودها لتمويل عملياتها. 

وتسيطر قوات الدعم السريع على هذه الشركة من خلال الأفراد والكيانات التي تعمل لصالحها. 

وبحسب ما أورد البيان فقد تلقت شركة "الخليج بنك" مبلغ 50 مليون دولار من بنك السودان المركزي قبل بدء الصراع الحالي مباشرة.

وتم تصنيف هذه الشركة لكونها مسؤولة أو متواطئة أو شاركت أو حاولت الانخراط بشكل مباشر أو غير مباشر في أعمال أو سياسات تهدد السلام أو الأمن أو الاستقرار في السودان.

الشركة الدولية للتنمية "زادنا"

شركة زادنا الدولية للتنمية، بحسب البيان، كانت ولا تزال واحدة من أهم مكونات "الإمبراطورية التجارية للقوات المسلحة السودانية" وفق تعبير بيان الخزانة الأميركية.

وكانت الشركة في السابق تابعة لنظام الصناعات الدفاعية التابع للقوات المسلحة السودانية (DIS)، الذي فرضت عليه وزارة الخزانة عقوبات في يونيو 2023 لكونه مسؤولا أو متواطئا أو شارك أو حاول بشكل مباشر أو غير مباشر  بالمشاركة في أعمال أو سياسات تهدد السلام والأمن. 

ووفقا لتقارير وسائل إعلام، تم نقل "زادنا" إلى سيطرة الصندوق الخاص للضمان الاجتماعي التابع للقوات المسلحة السودانية (SFSSAF) لغرض حمايته من الرقابة المدنية. 

وكانت "زادنا"، واحدة من أكبر 3 مصدرين لإيرادات القوات المسلحة السودانية، وهي تواصل عملياتها وتمويلها لها حتى الوقت الحاضر.

شركة "الفاخر"

تأسست شركة الفاخر للأعمال من قبل القيادة العليا لقوات الدعم السريع لتكون شركة قابضة لإدارة أعمال تصدير الذهب.

وقد جمع قادة قوات الدعم السريع ملايين الدولارات من خلال صادرات الذهب، التي استخدموها لشراء الأسلحة، بما في ذلك القذائف الصاروخية، بحسب البيان.

وبموجب العقوبات الجديدة، سيتم حظر جميع ممتلكات ومصالح الكيانات المدرجة أعلاه، الموجودة في الولايات المتحدة أو في حوزة أو سيطرة أشخاص أميركيين.

ويدور القتال في السودان منذ 15 أبريل 2023، بين القوات الموالية لقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، ونائبه السابق، قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، المعروف بلقب "حميدتي".

وأدت الحرب إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص بحسب "مشروع بيانات مواقع النزاعات المسلحة وأحداثها" (أكليد)، وهي منظمة غير حكومية يستند إلى حصيلتها مكتب الأمم المتّحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا".

ملايين السودانيين لجؤوا إلى بلدان مجاورة هربا من الحرب

تتوالى التحذيرات من المنظمات الدولية والإنسانية بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، وذلك في ظل فشل جهود إنهاء الصراع لأسباب أولها أن المجتمع الدولي قرر أن طرفي النزاع "الجيش السوداني وقوات الرد السريع" لا يملكان "الشرعية" لحكم السودان.

ويقول الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون، لقناة "الحرة" إن من الأسباب الأخرى، هو أن بعض الدول "لم تكن محايدة" في التعامل مع الملف السوداني.

وأضاف أن "غياب ائتلاف مدني يقدم نفسه على أنه بديل للحكم العسكري في هذا البلد، جعل من الصعب أن تكون هناك رؤية واضحة بشأن طريقة إدارة البلاد في المستقبل".

وأضاف المسؤول الأميركي في حديثه لقناة "الحرة" أن التقارير الأممية حول تدهور الأوضاع "لن تغير من الواقع، فهي لا تجبر المجتمع الدولي على التدخل، أو تضغط على أطراف النزاع لإنهاء هذه المعاناة الإنسانية وحل المشكلة" حسب تعبيره.

وأعلن المجلس النروجي للاجئين قبل أيام أن الأزمة الإنسانية في السودان أسوأ من الأزمات في أوكرانيا وغزة والصومال مجتمع، وأن حياة أربعة وعشرين مليون شخص باتت في خطر شديد.

فحتى نهاية شهر أكتوبر الماضي، تقول لجنة الإنقاذ الدولية أن عدد القتلى جراء الحرب الدائرة منذ أبريل عام 2022 وصل إلى 150 ألف شخص وهو رقم أعلى من رقم 20 ألفا الذي تذكره الأمم المتحدة حاليا للحصيلة في البلاد بأكملها.

لكن عدد القتلى ليس وحده ما يقلق اللجنة التي اشارت في احدث تقاريرها إلى أن عدد النازحين داخليا وصل إلى 10 ملايين شخص وهو أكبر عدد للنازحين في العالم، في حين بلغ عدد اللاجئين إلى دول الجوار أكثر من مليونين.

بيرييلو في زيارة سابقة للسودان - مصدر الصورة: صفحته الرسمية بفيسبوك
بيريلو: الولايات المتحدة تدعم وضع حد للفظائع المرتكبة ضد الشعب السوداني
دعا المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيريلو، إنه الولايات المتحدة "تدعم الوقف الفوري للحرب ووضع حد للفظائع المرتكبة ضد الشعب السوداني"، وذلك في أعقاب زيارته الإثنين للسودان ولقائه مسؤولين أبرزه رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان.

ويضيف التقرير كذلك أن 25 مليون شخص من سكان البلاد البالغ عددهم نحو 42 مليون نسمة في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية والحماية، في حين يواجه18 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وأشار التقرير إلى أنه من المتوقع أن يقضي أكثر من 222 ألف طفل جوعا في الأشهر المقبلة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات سريعة لوقف الحرب، موضحا أن حياة 800 ألف شخص، من النساء والأطفال والرجال والمسنين والأشخاص ذوي الإعاقة، معلقة على المحك مع استمرار القصف في المناطق المكتظة بالسكان.