باريس تحتضن المؤتمر الدولي الإنساني من أجل السودان
باريس تحتضن المؤتمر الدولي الإنساني من أجل السودان

يسعى وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي إلى جمع مزيد من التمويل للسودان، الاثنين، عندما يجتمعون في باريس بالتزامن مع الذكرى الأولى لاندلاع الصراع.

ولا تحظى الحرب في السودان بذات الاهتمام العالمي الذي ينصب على الحرب في أوكرانيا أو الشرق الأوسط، وفقا لرويترز.

وذكرت الوكالة، أمس الأحد، أن الولايات المتحدة ستعلن عن مساعدات إضافية بقيمة مئة مليون دولار لمواجهة الأزمة الناجمة عن الصراع في السودان. وتأمل واشنطن في أن يتمكن مؤتمر باريس من تخفيف القيود المالية في نواحي أخرى.

وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، لرويترز إن المؤتمر يهدف لجمع "ما يزيد كثيرا على مليار يورو"، إذ سيتعهد الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا بمساعدات إضافية.

وقالت ثلاثة مصادر، إن الاتحاد الأوروبي سيتعهد بتقديم 350 مليون يورو، بينما ستضيف فرنسا 110 ملايين يورو. وأضافت المصادر أن الولايات المتحدة ستستثمر ما مجموعه 147 مليون دولار. وتعهدت ألمانيا بتقديم 244 مليون يورو في وقت سابق اليوم الاثنين.

وقال المصدر الدبلوماسي الفرنسي "آمل أن يتجاوز المبلغ مليار يورو"، دون أن يحدد مصدر بقية التعهدات.

وسينضم إلى وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه، نظيرته الألمانية، أنالينا بيربوك، ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، ومفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات، يانيز لينارتشيتش، في لقاء باريس، الاثنين.

وأفاد مراسل الحرة بباريس، أن المؤتمر يعرف أيضا مشاركة عدد من ممثلي الدول المجاورة، مع غياب أي مشاركة للطرفين  المتصارعين في السودان. 

ومن المرتقب أيضا أن "ينعقد اجتماع لدعم مبادرات السلام الدولية والإقليمية من أجل السودان لمنظمات المجتمع المدني ومنها السودانية"، بحسب المراسل.

ووفقا للمصدر ذاته، سيكون للمؤتمر هدفين، أولهما توفير التمويل اللازم للاستجابة الإنسانية في السودان، وكذلك في الدول المجاورة، وثانيا دعوة طرفي النزاع إلى وقف القتال وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وآمن ومن دون عوائق إلى كامل الأراضي السودانية.

وذكرت دائرة العمل الخارجي، وهي الدائرة الدبلوماسية للاتحاد الأوروبي، أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، سيلتقي مع بوريل ولينارتشيتش في نهاية المؤتمر.

واندلعت الحرب في السودان في 15 أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية. وأدت الحرب إلى تدمير البنية التحتية للبلاد وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها وسط مخاوف من حدوث المجاعة.

وقتل آلاف المدنيين، لكن تقديرات عدد القتلى غير مؤكدة إلى حد كبير، ويواجه الجانبان اتهامات بارتكاب جرائم حرب. ونفى الطرفان تلك الاتهامات.

وقالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن الأزمة في السودان قد تتفاقم في الأشهر المقبلة مع استمرار القيود على توزيع المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية.

ووصف المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو، الأسبوع الماضي، الاستجابة الدولية حتى الآن بأنها "مؤسفة".

وقال "لقد حصلنا على خمسة بالمئة من المبلغ المطلوب" مضيفا أن الولايات المتحدة خصصت بالفعل أكثر من مليار دولار من المساعدات الإنسانية للصراع.

ثلثا النازحين في شرق السودان لا يمكنهم الحصول على غذاء كاف
ثلثا النازحين في شرق السودان لا يمكنهم الحصول على غذاء كاف

حذر المجلس النرويجي للاجئين الجمعة من أن أكثر من ثلثي الأسر النازحة في شرق السودان لا تستطيع توفير ما يكفي من الغذاء، داعيا إلى تحرك دولي لمساعدة هذه المجتمعات التي تقف "على شفا الانهيار".

وقال المجلس في تقرير يستند إلى دراسات استقصائية أجريت على أكثر من 8600 أسرة في ست ولايات بشرق السودان إن 70 في المئة من الأسر النازحة و56 في المئة من الأسر المضيفة في شرق السودان "غير قادرين على توفير ما يكفي من الغذاء بسبب ارتفاع الأسعار وفقدان الدخل"، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.

السودان يشهد حربا منذ أبريل 2023

وأوضح التقرير أن الغالبية الساحقة من الأسر المضيفة 95 في المئة وغالبية كبيرة من النازحين 76 في المئة أفادوا أيضا خلال هذه الدراسات الاستقصائية بأنهم لم يتلقوا أي مساعدة غذائية خلال الأشهر الستة الماضية.

وقال مدير المجلس النرويجي للاجئين في السودان، ويل كارتر في بيان إن "مدن شرق السودان وقراه كانت هشة أساسا" قبل أن يتدفق عليها النازحون.

وأضاف أن النازحين والمجتمعات المضيفة لهم أصبحوا الآن "على شفا الانهيار"، كما أن حجم الاحتياجات "يتجاوز ما يمكن للاستجابة الإنسانية الحالية التعامل معه إذا لم تحصل على دعم عاجل".

وحذر المجلس النرويجي للاجئين من أن التحرك الدولي ضروري "لتكثيف المساعدة الإنسانية، وإعادة تأهيل البنى التحتية الحيوية والاستثمار في سبل العيش لتجنب مزيد من زعزعة الاستقرار".

يواجه ما يقرب من ثلثي النازحين نقصا خطرا في الرعاية الصحية. أرشيفية

وقال كارتر "يجب على العالم أن يقف إلى جانب جميع المتضررين من هذه الحرب الرهيبة".

ومنذ أبريل 2023، تشهد السودان حربا بين جنرالين: قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

مشروع أميركي لفرض عقوبات على المتحاربين في السودان
حلقة هذا الأسبوع من بين نيلين ناقشت مشروع قانون في مجلس النواب الأميركي يفرض عقوبات على القادة المتحاربين في السودان ومنع بيع الأسلحة الأميركية للدول التي تغذي الصراع. كما تطرقت لزيارة المبعوث الأميركي الخاص توم بيرييلو للإقليم من أجل التوصل إلى حل يوقف الصراع. كما ناقشت تطورات الوضع الميداني والتقدم العسكري الذي يوصف بالأكبر منذ بدء الحرب، للجيش السوداني في عدة مناطق، لاسيما وسط البلاد في وقت تعتبر فيه الأزمة الإنسانية السودانية هي الأسوأ عالميا.

وتواصل الأمم المتحدة التحذير من خطورة الوضع الإنساني الناجم عن هذه الحرب التي خلفت عشرات آلاف القتلى في صفوف المدنيين وشردت أكثر من 11 مليون شخص وأغرقت البلد الواقع في شرق أفريقيا في أسوأ أزمة إنسانية في السنوات الأخيرة.

حوالي نصف السكان يواجهون خطر حدوث مجاعة جماعية

ويواجه ما يقرب من 26 مليون شخص، أي حوالي نصف السكان، خطر حدوث مجاعة جماعية وسط تبادل طرفي الحرب الاتهامات باستخدام الجوع سلاح حرب ومنع وصول المساعدات الإنسانية أو نهبها.

ووفقا لتقرير المجلس النرويجي فإن الخدمات الصحية مثقلة أيضا بالأعباء، إذ يواجه ما يقرب من ثلثي النازحين وأكثر من 40 في المئة من الأسر المضيفة لهم نقصا خطرا في الرعاية الصحية.