كشفت مراصد حقوقية عن تفاقم الأوضاع الإنسانية في مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار، عقب الاستيلاء عليها بواسطة قوات الدعم السريع، في وقت أكد فيه ناشطون انقطاع الكهرباء وشبكة الاتصالات في أنحاء واسعة بالولاية، مما فاقم معاناة السكان.
وأعلنت قوات الدعم السريع، الاثنين، سيطرتها على اللواء 67 مشاة في مدينة الدندر، وذلك بعد يومين من إعلان استيلائها على الفرقة 17 في مدينة سنجة، السبت.
قوات الدعم السريع تحرر اللواء (67) مشاة "سنجة" من مليشيا البرهان
— Rapid Support Forces - قوات الدعم السريع (@RSFSudan) July 1, 2024
The RSF successfully liberates the 67th Brigade Senga Infantry from the clutches of the SAF militia#معركة_الديمقراطية #حراس_الثورة_المجيدة pic.twitter.com/9VsYMgHaQ7
وتداول ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو، تظهر عمليات نزوح واسعة من المدينة التي تقع جنوب شرق السودان، باتجاه ولاية القضارف في شرق السودان.
وذكر تجمُّع شباب سنار في صفحته بمنصة (إكس)، أن معظم مستشفات الولاية خرجت عن الخدمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي، وانعدام الوقود.
وأشار التجمُّع إلى أن عمليات النزوح مستمرة من سنجة وعدد من المدن والمناطق الأخرى، مثل ود العيس والدالي، مؤكدا استقرار الأوضاع في سنار، مع استمرار عمليات النزوح منها لليوم الثالث.
ونشر تجمُّع شباب سنار معلومات عن فقدان مجموعة من الأطفال وكبار السن بعد دخول قوات الدعم السريع إلى مدينة سنجة، مؤكدا أن الولاية تعيش حالة من انعدام الوقود.
دا الوضع الآن في سنار
— تجمع شباب سنار (@SHBABSENNAR) June 30, 2024
تكدس السيارات في جميع الطرق المؤدية إلى كبري خزان سنار مع استمرار اغلاقه بواسطة الجيش.#سنار #سنجة#حوجة_سنار pic.twitter.com/JFqK1WivfB
وذكرت صحف ومواقع إخبارية محلية، أن مبادرة "مفقود"، وهي مبادرة تنشط لرصد المفقودين والمخفيين قسريا، وثقت فقدان 17 طفلا أثناء دخول قوات الدعم السريع إلى سنجة، وأثناء فرار ذويهم خارج المدينة.
ومنذ أكثر من أسبوع تحاول قوات الدعم السريع الاستيلاء على مدينة سنار، لكن الجيش والتشكيلات التي تقاتل معه، تصدت لتلك المحاولات.
والاثنين الماضي، أعلنت قوات الدعم السريع سيطرتها على منطقة جبل موية الاستراتيجية، التي تربط بين ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض.
وبعد يومين من دخولها جبل موية، سيطرت قوات الدعم السريع على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار، مما وضع آلاف المدنيين أمام خطر الموت أو النزوح.
ولاية سنار - سنجة
— ذوالكــفـل ® (@HkZuk) June 30, 2024
نزوح المواطنين إلى المجهول
٣٠ - يونيو - ٢٠٢٤م pic.twitter.com/e7OddO4wxG
وأوضح الناشط المجتمعي في ولاية سنار، مازن علي، أن معظم أحياء سنجة وبعض مناطق الولاية تعرضت إلى علميات نهب وسرقة، بعد دخول قوات الدعم السريع.
وقال علي لموقع الحرة، إن "غالبية المؤسسات الحكومية تعرضت للاقتحام والسرقة والنهب بواسطة متفلتين ومعتادي إجرام وبعض الخلايا النائمة".
وأشار إلى أن "أكثرية مناطق ولاية سنار تواجه معاناة سوداوية وتعيش حالة من القلق، على اعتبار أن ما جرى في سنجة من الممكن أن يتكرر في مدن ومناطق أخرى، ولذلك شرع كثير من السكان في عمليات نزوح استباقية".
لينا الله بس .. حسبنا الله ونعم الوكيل
— Δ𝕓έ𝐃𝐚🖤 (@AbedaMoham6183) June 30, 2024
عجزة، نساء ،اطفال وذوي احتياجات خاصة كلهم في العراء #نزوح_سنجة 💔#RSF_Crimes_inSudan #RSF_Terrorist_Organization pic.twitter.com/xA3b30A3AZ
وأظهر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، التابع للأمم المتحدة، الخميس، أن هناك خطرا حقيقيا من حدوث مجاعة في 14 منطقة بالسودان، إذا تصاعدت الحرب.
وذكر التقرير أن تلك المناطق تشمل أجزاءً من العاصمة الخرطوم ودارفور وكردفان وولاية الجزيرة، وهي المناطق التي شهدت أعنف القتال.
ووفقا للتقرير فإن عدد الأشخاص الذين يعانون من أزمة الجوع ارتفع بنسبة 45 بالمئة، ليصل إلى 25.6 مليون يمثلون أكثر من نصف السكان.
ويواجه نحو 8.5 مليون، أي ما يقرب من خُمس السكان، نقصا في الغذاء يمكن أن يؤدي إلى سوء التغذية الحاد والوفاة، أو يتطلب استراتيجيات تعامل طارئة.
🔴 مشاهد من الارض
— درويش ®️ (@Derwish249) June 30, 2024
نزوح أهالي سنجة..
لا حول ولا قوه الا بالله.. pic.twitter.com/4GjcEoxRZ9
وبدوره، أكد المنسق الرئيس لنداء الوسط، معمر موسى، نزوح أكثر من 10 آلاف شخص من مدينة سنجة إلى مناطق بشرق السودان، خاصة مدينة القضارف.
وقال موسى لموقع الحرة، إن "عمليات النزوح تتم وسط مخاطر عالية يتعرض لها النازحون، خاصة عمليات السلب والنهب التي يقوم بها عناصر من قوات الدعم السريع".
وأشار إلى أن النازحين من سنجة إلى مدينة القضارف يواجهون مصيرا مجهولا، إذ أن هناك نقصا في مراكز الإيواء بالقضارف، مما يجعل الوافدين إليها أمام خطر البقاء في الشارع بلا مأوى.
ولفت منسق نداء الوسط إلى أن قوات الدعم السريع درجت على تحويل المستشفيات في المناطق التي تسيطر عليها إلى ما يشبه الثكنات العسكرية.
وتوقع أن يتكرر ذات السيناريو في مستشفيات سنجة وغيرها من المرافق الصحية في ولاية سنار، بما في ذلك احتجاز الطاقم الطبي قسرا لعلاج مصابي الدعم السريع.
نزوح الآلاف من مدينة سنجة بعد اقتحام مليشيات الدعم السريع للمدينة واستباحتها والتنكيل بالمواطنين.
— Hazim Hussain (@hazimhussain3) July 1, 2024
يارب لطفك بأهلنا يارب عجل بعقاب كل خائن متخاذل فاسد ،حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن بغى علينا وآذانا.
🚨 الحرب تتمدد كل يوم في مدينة وتزيد من معاناة اهلنا #أنقذوا_السودان pic.twitter.com/m8oTvpMTZG
ويشهد السودان منذ 15 أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.
وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.
لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى "150 ألفا"، وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو.
كذلك، سجل السودان قرابة 10 ملايين نازح داخل البلاد وخارجها منذ اندلاع المعارك، وفقا لإحصاءات الأمم المتحدة.