السودان يشهد منذ 15 أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع
السودان يشهد منذ 15 أبريل 2023 حربا دامية بين الجيش وقوات الدعم السريع (أرشيف)

أعرب المبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو، الاثنين، عن قلقه الشديد إزاء تقارير تحدثت عن مزاعم قصف قوات الداعم السريع لمنشآت مدنية بالدولة التي تعيش حربا أهلية.

وقال بيرييلو في منشور على منصة "إكس" للتواصل الاجتماعي: "إننا نشعر بالفزع إزاء التقارير التي تفيد بقصف قوات الدعم السريع لمنازل المدنيين والمستشفيات ورياض الأطفال مؤخرا"، مشددا على أن "قتل المدنيين الأبرياء، وخاصة الأطفال، أمر غير مقبول".

وفي منشور آخر، أكد المبعوث الأميركي أنه سوف "يتم إثارة هذه الأحداث وجميع الانتهاكات المزعومة للقانون الإنساني الدولي خلال المفاوضات المقبلة في سويسرا بشأن الوصول الإنساني (للمساعدات)، ووقف الأعمال العدائية".

وستكون محادثات جنيف، التي وافقت قوات الدعم السريع على حضورها، أول محاولة كبيرة منذ أشهر للتوسط بين الطرفين المتحاربين في السودان.

لكن حكومة السودان قررت عدم مشاركة أي وفد تابع لها في محادثات جنيف التي ستعقد، الأربعاء المقبل، حسبما أعلن ممثلها عقب انتهاء اجتماع عقد بجدة، الأحد.

ونهاية يوليو، دعت واشنطن الجيش وقوات الدعم السريع إلى هذه المفاوضات من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار.

وأوضحت واشنطن خلال وقت سابق أن مفاوضات جنيف التي ترعاها السعودية ستضم الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والامم المتحدة كمراقبين.

وكان المبعوث الأميركي الخاص للسودان قال في مقابلة لبرنامج "بين نيلين" عبر قناة "الحرة"، الأسبوع الماضي، إن الإدارة الأميركية فرضت "عقوبات على أعضاء من الجيش والدعم السريع لارتكاب فظائع وجرائم وكذلك على أفراد وشركات يعملون على تأجيج الصراع وسيدفعون الثمن ....كل من ينتهك القانون الإنساني الدولي سيدفع الثمن".

وأضاف: "رأينا فظائع ترتكب بما فيه التطهير العرقي على يد قوات الدعم السريع واستعمال الاغتصاب بشكل منتظم كسلاح، علينا أن نوقف كل هذه الانتهاكات".

ويشهد السودان حربا منذ أبريل 2023 بين قوات الدعم السريع والجيش، أوقعت إلى الآن عشرات آلاف القتلى وأدت إلى أزمة إنسانية كبرى. وسبق أن باءت بالفشل جهود وساطة بذلتها خصوصا الولايات المتحدة والسعودية.

ود مدني التي تقع على مسافة 180 كلم جنوب الخرطوم ظلت بعيدة عن جحيم القتال
المبعوث الأميركي لـ "الحرة": دول كثيرة ولاعبون سلبيون يؤججون الصراع في السودان
قال المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان، توم برييلو، لقناة "الحرة" إن هناك "دولا كثيرة ولاعبين سلبيين يؤججون الصراع هناك"، مشيرا إلى الجهود الأأميركية المبذولة لإيقاف أعمال العنف في السودان، وتوفير المساعدات الإنسانية قبيل انطلاق مفاوضات بين أطراف النزاع في جنيف.

وأجبرت الحرب أكثر من 11 مليون شخص على النزوح داخل السودان وعبر الحدود، وفقا للأمم المتحدة، ودمرت البنية التحتية ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة.

ويواجه نحو 25,6 مليون شخص أي أكثر من نصف سكان السودان، مستويات مرتفعة من "انعدام الأمن الغذائي الحاد"، وفق ما كشف في يونيو تقرير تدعمه الأمم المتحدة.

والمعسكران متّهمان بارتكاب جرائم حرب، لا سيما باستهداف المدنيين والقصف العشوائي للمناطق السكنية ونهب المساعدات الإنسانية الحيوية أو عرقلة وصولها إلى من يحتاجون إليها.

سودانيون فروا من العنف المتصاعد في مخيم للنازحين
الحرب في السودان أودت بحياة عشرات الآلاف

سقط قتلى وجرحى في قصف لقوات الدعم السريع، الخميس، على مناطق إيواء النازحين بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور.

وقالت مصادر طبية للحرة إن نحو 10 أشخاص قتلوا وأصيب 70 آخرون معظمهم من النساء والأطفال جراء القصف.

وأوضحت المصادر أن القصف استهدف مراكز الإيواء الواقع في حي (الثورة جنوب) بصورة مكثفة واستخدمت فيه جميع الأسلحة.

ويأتي ذلك بعد مقتل خمسة أشخاص في قصف لقوات الدعم، الثلاثاء، على مخيم زمزم للنازحين الذي يشهد مجاعة في شمال دارفور، بحسب التنسيقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور وهي إحدى منظمات المجتمع المدني.

والثلاثاء، أعلن والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة أن عمليات قصف نفّذتها قوات الدعم السريع طالت مدينة أم درمان، أسفرت عن مقتل 65 شخصا على الأقل.

وقُتل 176 شخصا على الأقل خلال يومين من الضربات التي نفذها الجيش وقوات الدعم السريع في أنحاء مختلفة من السودان، وفقا لمعطيات قدّمها مسؤولون ونشطاء ومحامون الثلاثاء.

وأودت الحرب الدائرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بحياة عشرات الآلاف وشردت 12 مليون شخص وتسبّبت بما تعتبره الأمم المتحدة أسوأ أزمة إنسانية في الذاكرة الحديثة.

والجمعة، أعربت قوات الدعم السريع عن رفضها انعقاد امتحانات الشهادة السودانية في أواخر ديسمبر الجاري، ووصفت انعقادها بأنه يأتي ضمن سياسات مدروسة تهدف إلى تقسيم البلاد.

وقالت القوات في بيان، إن انطلاق الامتحانات في مناطق بعينها دون سائر ولايات البلاد يؤكد عدم الاكتراث لمستقبل مئات الآلاف من الطلاب في مختلف المناطق.

والثلاثاء، اتّهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات الدعم السريع والميليشيات العربية المتحالفة معها بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين في ولاية جنوب كردفان في الفترة من ديسمبر 2023 إلى مارس 2024.

واتهمت المنظمة الجماعات بارتكاب "جرائم حرب" بما فيها "القتل والاغتصاب والاختطاف لسكان النوبة، فضلا عن نهب منازل وتدميرها" وحضّت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي على نشر بعثة لحماية المدنيين في السودان.