ملايين السودانيين نزحوا داخل السودان نتيجة الحرب - صورة أرشيفية.
ملايين السودانيين نزحوا داخل السودان نتيجة الحرب - صورة أرشيفية.

حثت المنظمة الدولية للهجرة دول العالم على زيادة تبرعاتها لمواجهة أكبر أزمة نزوح في العالم بالسودان، محذرة، الثلاثاء، من أن التقاعس قد يكلف عشرات آلاف الأرواح.

وقال محمد رفعت، الذي يقود بعثة المنظمة في السودان، في إفادة صحفية إن المنظمة لم تتلق إلا 21 في المئة من الدعم الذي تحتاجه لتقديم المساعدات الضرورية للسودانيين الذين يواجه الكثير منهم الآن الجوع والمرض والفيضانات.

وأضاف رفعت "المجتمع الدولي لا يفعل ما يكفي. بدون استجابة عالمية فورية ضخمة ومنسقة، فإننا نخاطر بمشاهدة عشرات الآلاف من حالات الوفاة التي يمكن منعها في الأشهر المقبلة".

وبحسب المنظمة الدولية للهجرة، فقد نزح شخص واحد تقريبا من كل خمسة أشخاص داخل السودان بواقع 10.7 مليون نازح داخليا. وفر 2.3 مليون شخص من البلاد عبر الحدود.

وميدانيا، قال مراسل "الحرة" في  السودان، الثلاثاء، إن طائرات حربية تابعة للجيش شنت هجمات على نقاط تمركز لقوات الدعم السريع شرقي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

وكانت الفاشر قد شهدت اشتباكات عنيفة خلال الأيام الماضية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي تحاول منذ عدة أسابيع السيطرة على المدينة.

وأطلق الصراع في السودان، الذي اندلع في أبريل عام 2023، موجات من العنف العرقي وخلق ظروفا شبيهة بالمجاعة في أنحاء البلاد.

الجيش السوداني حقق تقدما واضحا خلال الأشهر الأخيرة في حربه ضد الدعم السريع - رويترز
الجيش السوداني حقق تقدما واضحا خلال الأشهر الأخيرة في حربه ضد الدعم السريع - رويترز

قالت مصادر عسكرية لقناة الحرة، الأحد، إن وحدات برية مسنودة بالدبابات، واصلت تقدمها في اتجاه محور وسط العاصمة الخرطوم.

وأضافت المصادر أن الجيش "سيطر بالفعل على عدد من المباني والمواقع الاستراتيجية، من بينها مجمع النيليين المجاور لجسر المسلمية، وموقف شروني المؤدي إلى القصر الرئاسي، فضلا على حديقة القرشي".

كما كثف الجيش انتشاره في شوارع الصحافة ظلط، مطبقا بذلك حصاره على قوات الدعم السريع الموجودة في عدد من المباني بالمدينة.

وقال الجيش إنه كبد قوات الدعم السريع "خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد الحربي"، بجانب "تدميره قوة تابعه للدعم السريع كانت تستغل سيارات قتالية ودراجات نارية للهرب من القصر الجمهوري وسط العاصمة".

وكان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد قال في كلمة نشرت على منصة "تلغرام"، الأحد، إن قواته "لن تخرج" من العاصمة الخرطوم، مهددا بتصعيد جديد في المعارك ضد الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان.

وأضاف حميدتي الذي ظهر بعد اختفاء طرح تساؤلات على مدار الأشهر الماضية، إن "الوضع مختلف حاليا"، مضيفا: "الحرب داخل الخرطوم. ولن نخرج من القصر الجمهوري".

جاء الخطاب بعد فترة طويلة غاب فيها حميدتي عن الظهور علنا، في وقت حقق فيه الجيش تقدما كبيرا في المعارك على مدار الأشهر الماضية.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قد لفتت في تقرير سابق، إلى "اختفاء" حميدتي من ميادين القتال منذ أشهر، مما "أثار استياء واسعا وسط جنوده، شعورهم بالتخلي عنهم".

ويشهد السودان منذ نحو عامين حربا مدمرة بين قوات الدعم السريع والجيش، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين.

وأحدثت الحرب انقساما في البلاد، حيث أصبح الجيش يسيطر على الشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم على معظم إقليم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب.