منظر للدمار في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان
مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر يواجهون مخاطر عنف جماعي

قال متحدث باسم الأمم المتحدة، السبت، إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش "منزعج بشدة" إزاء تقارير عن هجوم واسع النطاق لقوات الدعم السريع السودانية على مدينة الفاشر.

 ودعا الأمين العام قائد القوات إلى إصدار أمر بوقف الهجوم فورا.

وأضاف المتحدث في بيان أن غوتيريش حذر من أن استمرار التصعيد يهدد باتساع رقعة الصراع على أسس قبلية في منطقة دارفور.

والأربعاء، حذّر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة من أنّ أرواح مئات آلاف الأشخاص في الفاشر مهدّدة جراء القتال الدائر في المدينة الواقعة في غرب السودان والمحاصرة من جانب قوات الدعم السريع، معربين عن قلقهم من تصاعد حدة النزاع في إقليم دارفور.

وقالت مارثا بوبي، وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون أفريقيا، أمام مجلس الأمن الدولي ، إنّ "مئات آلاف المدنيين العالقين في الفاشر يواجهون الآن مخاطر عنف جماعي".

والسبت الماضي، تجدّدت المعارك العنيفة في الفاشر حيث تشنّ قوات الدعم السريع هجوما للسيطرة على المدينة الواقعة جنوبي غرب البلاد.

والفاشر هي الوحيدة بين عواصم ولايات دارفور الخمس التي لم تسيطر عليها قوات الدعم السريع رغم أنها تحاصرها منذ مايو.

وكان خبراء في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة دعوا في مطلع سبتمبر إلى "نشر فوري" لقوة "مستقلة ومحايدة" لحماية المدنيين في السودان، في توصية رفضها قادة البلاد.

ومنذ أبريل 2023 يشهد السودان حربا مستعرة بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.

وأودت الحرب في السودان بحياة عشرات الآلاف وشرّدت الملايين مما تسبّب في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وفقا للأمم المتحدة.

الجيش السوداني حقق تقدما واضحا خلال الأشهر الأخيرة في حربه ضد الدعم السريع - رويترز
الجيش السوداني حقق تقدما واضحا خلال الأشهر الأخيرة في حربه ضد الدعم السريع - رويترز

قالت مجموعة "محامو الطوارئ" السودانية، الثلاثاء، إن قوات الدعم السريع "نفذت هجمات ضد مدنيين" في ولاية النيل الأبيض، مما أسفر عن مقتل "أكثر من 200 شخص" خلال الأيام الثلاثة الماضية.

وذكرت المجموعة المكونة من خبراء قانون، في بيان، أن قوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي) نفذت "مجزرة في الكداريس والخلوات في ريف القطينة بولاية النيل الأبيض"، مضيفة أنها استهدفت "المدنيين العزل في مناطق خالية تماما من أي مظاهر عسكرية".

وتابع البيان أن الهجمات أسفرت عن "مقتل أكثر من 200 شخص، بينهم نساء وأطفال، بالإضافة إلى مئات الجرحى والمفقودين".

واتهمت المجموعة الدعم السريع أيضا بتنفيذ "إعدامات ميدانية وعمليات خطف وإخفاء قسري ونهب الممتلكات الخاصة للأهالي"، مضيفة أن "من حاولوا الفرار تعرضوا لإطلاق الرصاص".

يأتي ذلك في وقت أعلن فيه الجيش السوداني، الإثنين، تحقيق تقدم كبير في "كافة محاول القتال" في الخرطوم وعدد من الولايات، ضد قوات الدعم السريع.

وتراجعت قوات الدعم السريع، التي قالت إنها ستدعم تشكيل إدارة مدنية، بعد أن تفوق عليها الجيش بقدراته الجوية الواسعة وقواته البرية المدعومة بمسلحين متحالفين معه.

وتنفي قوات الدعم السريع بشكل مستمر الاتهامات باستهداف المدنيين.

واندلعت الحرب في أبريل 2023 بسبب خلافات حول الدمج بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد التعاون معا في الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير عام 2019.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم غرب السودان، وتقوم بحملة مكثفة لتعزيز سيطرتها على دارفور بالاستيلاء على مدينة الفاشر. واستبعد قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، وقف إطلاق النار في رمضان "ما لم توقف قوات الدعم السريع تلك الحملة".

وأدى الصراع إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم، مع نزوح أكثر من 12 مليون شخص وسقوط نصف السكان في براثن الجوع.