صورة تعبيرية لأحد عناصر الجيش السوداني قرب أحد المساجد
صورة تعبيرية لأحد عناصر الجيش السوداني قرب أحد المساجد

قالت لجنة من الناشطين المحليين في السودان، الثلاثاء، إن 31 شخصا قتلوا في غارة جوية للجيش السوداني على مسجد في مدينة ود مدني وسط البلاد، الأحد.

وأضافت "لجنة المقاومة" في ود مدني في بيان، أن الهجوم وقع "بعد صلاة العشاء" واستهدف مسجد "الشيخ الجيلي" ومحيطه في حي الامتداد الغربي، في عاصمة ولاية الجزيرة جنوب الخرطوم مباشرة، بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس.

واللجنة هي واحدة من مئات المجموعات التطوعية التي تنسق المساعدات في جميع أنحاء السودان الذي يعاني حرباً أهلية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.

ولم يصدر أي تعليق فوري من الجيش على الفور.

وتسبب الصراع في نزوح أكثر من 10 ملايين شخص، ودفع أجزاء من البلاد إلى الجوع الشديد أو المجاعة، وجذب قوى أجنبية زودت كلا الجانبين بدعم مادي، وفقا لوكالة رويترز.

وأفاد موقع "سودان تربيون" نقلاً عن اللجنة في ود مدني، أنه تم التعرف على جثامين 15 فردا، فيما "لا تزال هناك عشرات الأشلاء والجثامين لم يتم التعرف عليها حتى الآن".

في الوقت ذاته، قالت "لجنة المقاومة" في بيانها إن قوات الدعم السريع اجتاحت شرق الجزيرة بأعداد كبيرة و "ارتكبت مجازر في تمبول ورفاعة وقرى الجنيد الحلة، والبويضاء، والشرفة، وصفيته تيران، وقرى أخرى".

ونشر موالون لقوات الدعم السريع مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، تظهر تعذيب واستجواب عناصر يُعتقد أنها تدين بالولاء لأبو عاقلة كيكل، معظمهم من ولاية الجزيرة.

ومنذ أن سيطرت القوات على ولاية الجزيرة في ديسمبر الماضي، عمل كيكل على حماية المناطق الشرقية بحكم الروابط الاجتماعية، لكنه أعلن انشقاقه مع مجموعة من قواته وتسليم أنفسهم للجيش السوداني.

من جهته، قال الجيش في بيان الأحد، إنه يرحب بانشقاق كيكل الذي "انحاز لجانب الحق والوطن اليوم بعد مغادرته لصفوف المتمردين، ومقررا القتال جنبا إلى جنب مع قواتنا".

القتال في السودان تسبب في أكبر أزمة إنسانية عالمية حسب الأمم المتحدة
القتال في السودان تسبب في أكبر أزمة إنسانية عالمية حسب الأمم المتحدة. (AFP)

أعلنت لجنة "محامي الطوارئ" في السودان، أن 7 أشخاص قتلوا جراء قصف جوي للجيش السوداني، طال مسجداً شمال العاصمة الخرطوم.

وذكرت اللجنة التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان منذ اندلاع الحرب في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع، أن مسجد الشيخ أحمد الصديق، الواقع في حي شمبات بالخرطوم بحري، تعرض "لقصف عشوائي" عقب صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط 7 ضحايا، في حصيلة أولية، ولازالت عمليات حصر أعداد الضحايا مستمرة حسب اللجنة.

كما أكدت الخبر "لجنة المقاومة المحلية"، وهي إحدى لجان النشطاء في السودان، التي تقدم المساعدة للمدنيين، مشيرة إلى أن عدداً من الجرحى نُقلوا لتلقي الإسعافات.

وقالت لجنة "محامي الطوارئ" إن القصف يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المواقع المدنية والأماكن المقدسة.

يأتي ذلك في ظل تفاقم الوضع الإنساني، الذي تصفه الأمم المتحدة بأنه إحدى أكبر الكوارث الإنسانية في العالم، وسط شكوك بشأن إمكانية وقف القتال.

وكان الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون، قال في تصريح سابق لقناة "الحرة" إن من الأسباب الأخرى، هو أن بعض الدول "لم تكن محايدة" في التعامل مع الملف السوداني.

وأضاف هدسون أن "غياب ائتلاف مدني يقدم نفسه على أنه بديل للحكم العسكري في هذا البلد، جعل من الصعب أن تكون هناك رؤية واضحة بشأن طريقة إدارة البلاد في المستقبل".