صورة ارشيفية لدبابة عسكرية معطوبة في أحد الشوارع بمدينة أم درمان
صورة أرشيفية لدبابة عسكرية معطوبة في أحد الشوارع بمدينة أم درمان

أكدت مصادر عسكرية لـ"الحرة"، سيطرة الجيش السوداني على مدينة السوكي بولاية سنار، جنوب شرقي البلاد، وذلك بعد معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع، صباح الخميس. 

وكانت تقارير قد تحدثث، الأربعاء، عن استعادة الجيش السوداني منطقة الدندر الاستراتيجية من دون قتال، بعد انسحاب قوات الدعم السريع منها إلى بلدة سنجة القريبة، وفقا لموقع صحيفة "سودان تربيون" المحلية.

وذكرت الصحيفة أن قوات الدعم السريع كانت قد سيطرت على الدندر في أوائل يوليو الماضي، بعد معارك مع القوة المشتركة التابعة للحركات المسلحة المتحالفة مع الجيش، وقامت بعد ذلك بتشكيل حكومة محلية من أبناء المدينة.

واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح الرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه السابق، محمد حمدان دقلو، المعروف بـ"حميدتي".

وأسفرت الحرب عن مقتل عشرات الآلاف، وتسببت بأزمة إنسانية بالغة ونزوح الملايين، حسب وكالة فرانس برس.

ويخوض الطرفان معارك عنيفة في ولاية الجزيرة، التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع منذ أواخر العام الماضي.

ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب تشمل استهداف المدنيين والقصف العشوائي على مناطق مدنية، وصولا الى إعاقة وصول المساعدات الانسانية أو نهبها.

ووفق وكالة فرانس برس، تُتهم قوات الدعم السريع على وجه الخصوص بعمليات نهب على نطاق واسع ومحاصرة قرى وارتكاب أعمال عنف جنسي ممنهجة في الجزيرة ومختلف أنحاء السودان.

وقال ناشطون سودانيون، الثلاثاء، إن قوات الدعم السريع شنت هجمات على قرى في شرق ولاية الجزيرة، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 25 شخصا، وذلك بعد انشقاق الضابط الكبير في صفوفها،  أبو عاقلة كيكل، الذي تنحدر أصوله من المنطقة.

وأثار "أول انشقاق لشخصية كبيرة" في قوات الدعم السريع، كيكل، مع مجموعة من العناصر، وتسليم نفسه للجيش السوداني، الكثير من الجدل والنقاش حول ما إذا كانت الخطوة قد تمهد الطريق لانشقاقات أخرى من هذا النوع، وطبيعة التداعيات التي قد تنعكس بسببها، خاصة على "أرض المعركة".

واعتبر بعض النشطاء انشقاق كيكل "ضربة قوية" لقوات الدعم السريع، بينما رأى آخرون أن ذلك "لن يؤثر بشكل كبير على مجريات المعارك"، التي اندلعت شراراتها في 15 أبريل من العام المنصرم.

وكان الجيش السوداني قد أصدر، الأحد، بيانا رسميا، أعرب فيه عن ترحيبه بانشقاق كيكل، مضيفا: "انحاز لجانب الحق والوطن اليوم بعد مغادرته لصفوف المتمردين، ومقررا القتال جنبا إلى جنب مع قواتنا، القائد بمليشيا آل دقلو الإرهابية أبو عاقلة كيكل ومعه مجموعة كبيرة من قواته".

وأضاف البيان: "ترحب القوات المسلحة بهذه الخطوة الشجاعة من قبلهم، وتؤكد أن أبوابها ستظل مشرعة لكل من ينحاز إلى صف الوطن وقواته المسلحة".

وجدد الجيش في بيانه، الإشارة إلى "عفو" يضمنه القائد العام للقوات المسلحة، عبد الفتاح البرهان، لأي "متمرد ينحاز لجانب الوطن، ويبلغ لأقرب قيادة عسكرية بكل مناطق السودان".

الجيش السوداني حقق تقدما واضحا خلال الأشهر الأخيرة في حربه ضد الدعم السريع - رويترز
الجيش السوداني حقق تقدما واضحا خلال الأشهر الأخيرة في حربه ضد الدعم السريع - رويترز

قالت مصادر عسكرية لقناة الحرة، الأحد، إن وحدات برية مسنودة بالدبابات، واصلت تقدمها في اتجاه محور وسط العاصمة الخرطوم.

وأضافت المصادر أن الجيش "سيطر بالفعل على عدد من المباني والمواقع الاستراتيجية، من بينها مجمع النيليين المجاور لجسر المسلمية، وموقف شروني المؤدي إلى القصر الرئاسي، فضلا على حديقة القرشي".

كما كثف الجيش انتشاره في شوارع الصحافة ظلط، مطبقا بذلك حصاره على قوات الدعم السريع الموجودة في عدد من المباني بالمدينة.

وقال الجيش إنه كبد قوات الدعم السريع "خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد الحربي"، بجانب "تدميره قوة تابعه للدعم السريع كانت تستغل سيارات قتالية ودراجات نارية للهرب من القصر الجمهوري وسط العاصمة".

وكان قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، قد قال في كلمة نشرت على منصة "تلغرام"، الأحد، إن قواته "لن تخرج" من العاصمة الخرطوم، مهددا بتصعيد جديد في المعارك ضد الجيش، بقيادة عبد الفتاح البرهان.

وأضاف حميدتي الذي ظهر بعد اختفاء طرح تساؤلات على مدار الأشهر الماضية، إن "الوضع مختلف حاليا"، مضيفا: "الحرب داخل الخرطوم. ولن نخرج من القصر الجمهوري".

جاء الخطاب بعد فترة طويلة غاب فيها حميدتي عن الظهور علنا، في وقت حقق فيه الجيش تقدما كبيرا في المعارك على مدار الأشهر الماضية.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، قد لفتت في تقرير سابق، إلى "اختفاء" حميدتي من ميادين القتال منذ أشهر، مما "أثار استياء واسعا وسط جنوده، شعورهم بالتخلي عنهم".

ويشهد السودان منذ نحو عامين حربا مدمرة بين قوات الدعم السريع والجيش، أدت إلى مقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين.

وأحدثت الحرب انقساما في البلاد، حيث أصبح الجيش يسيطر على الشمال والشرق، بينما تسيطر قوات الدعم على معظم إقليم دارفور (غرب) وأجزاء من الجنوب.