عبد الفتاح البرهان (رويترز)
عبد الفتاح البرهان (رويترز)

أعلن مجلس السيادة السوداني تغييرا حكوميا شمل 4 وزارات، من بينها الخارجية والإعلام، دون توضيح أسباب لتلك التغييرات في الحقائب الوزارية المهمة، التي جاءت في ظل الحرب المشتعلة في البلاد منذ أكثر من عام ونصف.

وذكرت وكالة الأنباء السودانية، أن رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، اعتمد قرارات بإنهاء تكليف وزراء الخارجية والإعلام والشؤون الدينية والأوقاف، وتكليف آخرين بدلا عنهم، بالإضافة لتكليف وزير بحقيبة التجارة والتموين.

واعتمد البرهان قرارا "بإنهاء تكليف السفير حسين عوض علي مهام وزير الخارجية، واعتماد تكليف السفير علي يوسف الشريف بمهام وزير الخارجية".

وجاءت إقالة عوض بعد قرابة 7 أشهر فقط من تعيينه وزيرا للخارجية، والشريف دبلوماسي متقاعد سبق وعمل سفيرا للسودان في الصين وجنوب إفريقيا، وفق فرانس برس.

كما اعتمد قرارا "بإنهاء تكليف جراهام عبد القادر مهام وزير الثقافة والإعلام، واعتماد تكليف خالد علي الأعيسر"، وهو صحفي ومقدّم برامج تلفزيونية مقيم في لندن، بدلا عنه.

وتضمّن التغيير الحكومي تكليف عمر بانفير حقيبة التجارة والتموين، خلفا لوزير التجارة السابق الفاتح عبد الله يوسف المقال في يوليو الماضي.

كما كلّف عمر بخيت وزيرا للشؤون الدينية والأوقاف، بدلا من أسامة حسن محمد.

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3,1 ملايين نزحوا خارج البلاد، بحسب المنظمة الدوليّة للهجرة. وتسبّبت، وفقا للأمم المتحدة، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.

القتال في السودان تسبب في أكبر أزمة إنسانية عالمية حسب الأمم المتحدة
القتال في السودان تسبب في أكبر أزمة إنسانية عالمية حسب الأمم المتحدة. (AFP)

أعلنت لجنة "محامي الطوارئ" في السودان، أن 7 أشخاص قتلوا جراء قصف جوي للجيش السوداني، طال مسجداً شمال العاصمة الخرطوم.

وذكرت اللجنة التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان منذ اندلاع الحرب في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع، أن مسجد الشيخ أحمد الصديق، الواقع في حي شمبات بالخرطوم بحري، تعرض "لقصف عشوائي" عقب صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط 7 ضحايا، في حصيلة أولية، ولازالت عمليات حصر أعداد الضحايا مستمرة حسب اللجنة.

كما أكدت الخبر "لجنة المقاومة المحلية"، وهي إحدى لجان النشطاء في السودان، التي تقدم المساعدة للمدنيين، مشيرة إلى أن عدداً من الجرحى نُقلوا لتلقي الإسعافات.

وقالت لجنة "محامي الطوارئ" إن القصف يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المواقع المدنية والأماكن المقدسة.

يأتي ذلك في ظل تفاقم الوضع الإنساني، الذي تصفه الأمم المتحدة بأنه إحدى أكبر الكوارث الإنسانية في العالم، وسط شكوك بشأن إمكانية وقف القتال.

وكان الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون، قال في تصريح سابق لقناة "الحرة" إن من الأسباب الأخرى، هو أن بعض الدول "لم تكن محايدة" في التعامل مع الملف السوداني.

وأضاف هدسون أن "غياب ائتلاف مدني يقدم نفسه على أنه بديل للحكم العسكري في هذا البلد، جعل من الصعب أن تكون هناك رؤية واضحة بشأن طريقة إدارة البلاد في المستقبل".