المعارك في السودان اندلعت منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع
المعارك في السودان اندلعت منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع

تجددت المعارك، الجمعة، في العاصمة السودانية الخرطوم، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع بمنطقة الحَلْفايا شمالي مدينة الخرطوم بحري.

وقالت مصادر ميدانية للحرة، إن أعمدة الدخان تصاعدت في سماء الخرطوم بحري مع سماع أصوات أسلحة ثقيلة وتحليق للطيران الحربي التابع للجيش.

وأعلنت قوات الدعم السريع تصديها لهجوم من الجيش السوداني على مناطق سيطرها شمالي المدينة.

فيما تواصلت الأزمة التي تعاني منها ولاية الجزيرة وسط البلاد، حيث أعلنت "لجان مقاومة الحصاحيصا"، في بيان الخميس، أن "كارثة إنسانية تهدد حياة أكثر من 30 ألف إنسان، في ظل حصار تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الهِلالية بشرق الولاية"، منذ الثلاثاء.

وأضافت اللجان: "عدد الضحايا بلغ أكثر من 100 قتيل، بينهم حوالي 15 قتيلا نتيجة إطلاق النار من قبل قوات الدعم السريع، فيما توفي 85 شخصا بسبب التسمم الغذائي الذي أصاب غالبية السكان، جراء نفاد الغذاء والدواء والرعاية الصحية الأساسية للحياة".

واستعاد الجيش الشهر الماضي مدينة السُوكِي ومحلية الدِنْدِر على التوالي من قوات الدعم السريع في ولاية سنّار، وتمكن بعض المواطنين من العودة إلى المنازل، إلى جانب استعادة بعض الأسواق نشاطها لبيع الوقود والغذاء.

ودخلت ولاية سنار حيز المعارك العسكرية منذ يونيو ٢٠٢٤، عندما توغلت قوات الدعم السريع إلى منطقة جبل مُوية، الواقعة أقصى غرب الولاية بين 3 ولايات.

وتمكن الجيش من استعادة جبل موية، مطلع أكتوبر الماضي، بعد معارك ضارية ضد قوات الدعم السريع.

يشار إلى أن قوات الدعم السريع تنفي بشكل متكرر الاتهامات المنسوبة إلى عناصرها. وقال مستشار قائدها، الباشا طبيق، في تصريحات سابقة لموقع "الحرة"، إن "المواطن بالنسبة لنا خط أحمر، وأي اعتداء عليه مرفوض".

وأضاف أن "لديهم لجان تحقيق.. وقوات لحماية المدنيين ومحاربة الظواهر السلبية"، مستطردا: "لدينا تحقيقات ومحاكمات ميدانية للعناصر، في حال ورود أي اتهامات لهم". 

وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قد دان في الأول من نوفمبر الجاري، الهجمات الأخيرة التي شنتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة، داعيا إلى وقف إطلاق النار لحماية المدنيين.

وأصدر غوتيريش بيانا، أعرب فيه عن استيائه الشديد بشأن التقارير التي أفادت بأن "أعدادا كبيرة من المدنيين قُتلوا واحتجزوا وشُردوا، وبأن أعمال العنف الجنسي ارتكبت ضد النساء والفتيات، كما نُهبت المنازل والأسواق وأُحرقت المزارع".

واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، وفق وكالة فرانس برس.

وخلّفت الحرب عشرات آلاف القتلى وشرّدت أكثر من 11 مليون شخص من بينهم 3,1 ملايين نزحوا خارج البلاد، حسب المنظمة الدوليّة للهجرة.

وتسبّبت، وفقا للأمم المتحدة، بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث.

القتال في السودان تسبب في أكبر أزمة إنسانية عالمية حسب الأمم المتحدة
القتال في السودان تسبب في أكبر أزمة إنسانية عالمية حسب الأمم المتحدة. (AFP)

أعلنت لجنة "محامي الطوارئ" في السودان، أن 7 أشخاص قتلوا جراء قصف جوي للجيش السوداني، طال مسجداً شمال العاصمة الخرطوم.

وذكرت اللجنة التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان منذ اندلاع الحرب في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع، أن مسجد الشيخ أحمد الصديق، الواقع في حي شمبات بالخرطوم بحري، تعرض "لقصف عشوائي" عقب صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط 7 ضحايا، في حصيلة أولية، ولازالت عمليات حصر أعداد الضحايا مستمرة حسب اللجنة.

كما أكدت الخبر "لجنة المقاومة المحلية"، وهي إحدى لجان النشطاء في السودان، التي تقدم المساعدة للمدنيين، مشيرة إلى أن عدداً من الجرحى نُقلوا لتلقي الإسعافات.

وقالت لجنة "محامي الطوارئ" إن القصف يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المواقع المدنية والأماكن المقدسة.

يأتي ذلك في ظل تفاقم الوضع الإنساني، الذي تصفه الأمم المتحدة بأنه إحدى أكبر الكوارث الإنسانية في العالم، وسط شكوك بشأن إمكانية وقف القتال.

وكان الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون، قال في تصريح سابق لقناة "الحرة" إن من الأسباب الأخرى، هو أن بعض الدول "لم تكن محايدة" في التعامل مع الملف السوداني.

وأضاف هدسون أن "غياب ائتلاف مدني يقدم نفسه على أنه بديل للحكم العسكري في هذا البلد، جعل من الصعب أن تكون هناك رؤية واضحة بشأن طريقة إدارة البلاد في المستقبل".