الرئيس المنتخب دونالد ترامب
الرئيس الأميركي المنتخب، الرئيس السابق، دونالد ترامب.

مع اشتداد حدة الصراع المسلح في السودان، وفوز  دونالد ترامب انتخابات الرئاسة الأميركية، تثار تساؤلات عما إذا كانت إدارة الرئيس الجمهوري المقبلة ستولي ملف الحرب في السودان اهتماما أكبر مقارنة بإدارة الرئيس الحالي جو بايدن.

رجح الزميل في برنامج أفريقيا في معهد أبحاث السياسة الخارجية، مايكل والش، في مقابلة مع برنامج "بين نيلين" على قناة "الحرة" أن انخراط إدارة ترامب المقبلة في قضايا متعددة تتعلق بالأزمات الإقليمية، وخاصة في مناطق النزاع مثل غزة ولبنان والسودان.

وقال السفير السوداني في واشنطن، محمد عبدالله إدريس، إن بلاده كانت دائما منفتحة على التعاون مع الولايات المتحدة. وأشار إلى أن الكونغرس الأميركي خلال إدارة بايدن أبدى اهتماما ملحوظا  بالشأن السوداني، لكن المبعوث الأميركي الخاص للسودان "لم يقم بزيارة السودان رغم زيارته العديد من الدول في المنطقة خلال فترة عمله التي امتدت لثمانية أشهر".

جانب من المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في صورة بتاريخ 3 نوفمبر 2024

أدت الحرب التي بدأت في أبريل 2023 إلى مقتل أكثر من 24 ألف شخص وأُجبر أكثر من 14 مليون آخرين، أي نحو 30 في المئة من السودانيين على ترك منازلهم، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.

خريطة النزاع في السودان

"العصا والجزرة"

ويرى المستشار السابق في حكومة عبد الله حمدوك، فايز السليك، أن إدارة بايدن، لم تقدم الكثير للسودان، بل اتبعت سياسة "إطفاء الحرائق" في التعامل مع الأزمات السودانية، ورغم أنها عينت عدة مبعوثين خاصين، لكن لم يكن هناك تأثير حقيقي أو نتائج ملموسة لخطواتها.

ويعتقد السليك أن إدارة ترامب ستكون أكثر حسما في تعاملها مع السودان، إذ كانت قد قدمت سابقا قانون "حماية الانتقال الديمقراطي"، الذي تضمن عددا من الحوافز، في سياسة يمكن وصفها بسياسة "العصا والجزرة". 

العلاقات بين إسرائيل والدول العربية

"دور للحلفاء"

وقال الخبير في الشأن السوداني والمدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي، أليكس دي وال، إن سياسة ترامب واضحة في تجاهل المؤسسات متعددة الأطراف مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، وتحويل السياسة الأميركية في المنطقة إلى تحالفات مع دول معينة مثل السعودية، مصر، والإمارات لتدير هي ملفات مثل ملف السودان.

ويتوقع دي وال أن تظل الدول الكبرى في الشرق الأوسط تلعب دورا محوريا في المنطقة، ومن المرجح أن تشهد زيادة في نفوذها في ظل تطورات السياسة الأميركية في المستقبل.

وأشار والش أن نهج إدارة ترامب في ولايته الأولى اعتمد على ثلاثة محاور رئيسية: تعزيز العلاقات الاقتصادية مع أفريقيا، وضمان فعالية المساعدات الأميركية من خلال تقليص الإنفاق غير الفعّال، ومكافحة التشدد والتطرف.

وأوضح والش أن إدارة ترامب، ستسعى لإعادة الانخراط في الأزمة السودانية، وأنها ستعمل على متابعة ما تم إنجازه في إطار اتفاقيات أبراهام والمبادرات الخاصة بتطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل. 

القتال في السودان تسبب في أكبر أزمة إنسانية عالمية حسب الأمم المتحدة
القتال في السودان تسبب في أكبر أزمة إنسانية عالمية حسب الأمم المتحدة. (AFP)

أعلنت لجنة "محامي الطوارئ" في السودان، أن 7 أشخاص قتلوا جراء قصف جوي للجيش السوداني، طال مسجداً شمال العاصمة الخرطوم.

وذكرت اللجنة التي توثق انتهاكات حقوق الإنسان منذ اندلاع الحرب في السودان، بين الجيش وقوات الدعم السريع، أن مسجد الشيخ أحمد الصديق، الواقع في حي شمبات بالخرطوم بحري، تعرض "لقصف عشوائي" عقب صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط 7 ضحايا، في حصيلة أولية، ولازالت عمليات حصر أعداد الضحايا مستمرة حسب اللجنة.

كما أكدت الخبر "لجنة المقاومة المحلية"، وهي إحدى لجان النشطاء في السودان، التي تقدم المساعدة للمدنيين، مشيرة إلى أن عدداً من الجرحى نُقلوا لتلقي الإسعافات.

وقالت لجنة "محامي الطوارئ" إن القصف يعد انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استهداف المواقع المدنية والأماكن المقدسة.

يأتي ذلك في ظل تفاقم الوضع الإنساني، الذي تصفه الأمم المتحدة بأنه إحدى أكبر الكوارث الإنسانية في العالم، وسط شكوك بشأن إمكانية وقف القتال.

وكان الدبلوماسي الأميركي السابق ومدير الشؤون الأفريقية الأسبق في مجلس الأمن القومي، كاميرون هدسون، قال في تصريح سابق لقناة "الحرة" إن من الأسباب الأخرى، هو أن بعض الدول "لم تكن محايدة" في التعامل مع الملف السوداني.

وأضاف هدسون أن "غياب ائتلاف مدني يقدم نفسه على أنه بديل للحكم العسكري في هذا البلد، جعل من الصعب أن تكون هناك رؤية واضحة بشأن طريقة إدارة البلاد في المستقبل".