دخان يتصاعد إثر اشتباكات بالعاصمة السودانية الخرطوم (رويترز)
دخان يتصاعد إثر اشتباكات بالعاصمة السودانية الخرطوم (رويترز)

تشهد العاصمة السودانية الخرطوم، هدوءاً حذراً منذ الساعات الأولى من صباح الأحد، بعد أيام من المعارك الضارية وتحركات الجيش المتسارعة في عدد من محاورها.

وقالت مصادر عسكرية لـ"الحرة"، إن الساعات الماضية في العاصمة "شهدت تحركات للجيش للتقدم نحو جسر سوبا الواقع في المحور الجنوبي الشرقي"، الذي يربط بين مدينة الخرطوم ومحلية شرق النيل.

ولفتت المصادر إلى أن "تحركات قوات الدعم السريع أدت لتوقف عملية الجيش، ودفعته لإعادة التموضع والانتشار".

فيما شهدت منطقة الحاج يوسف في محلية شرق النيل تقدماً للجيش، بعد ضربه مواقع للدعم السريع، بطائرات مسيرة والمدفعية بعيدة المدى، وفق ما أفادت مصادر ميدانية.

حرب السودان: المرتزقة واللاجئون وضحايا الغارات
حرب السودان: المرتزقة واللاجئون وضحايا الغارات
ناقشت هذه الحلقة تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” الذي كشف عن وجود مرتزقة من كولومبيا يقاتلون في صفوف قوات الدعم السريع. كما تناولت الأوضاع الإنسانية والاخبار التي تتحدث عن غارات تستهدف معسكرات النازحين والمناطق المدنية في دارفور.

من جانبها، قالت قيادة الفرقة 19 مشاة التابعة للجيش السوداني بمدينة مروي في الولاية الشمالية، إن قوات الدعم السريع "حاولت استهداف المنشآت الحيوية والمواقع العسكرية بمنطقة الدَبّة، بعدد من المسيرات، تصدت لها المضادات الأرضية بنجاح دون خسائر في الأرواح أو الممتلكات".

أما في ولاية شمال دارفور، فقد أعلنت الفرقة السادسة مشاة، "مقتل القائد بالدعم السريع في الفاشر، السائر عبد الله، وتدمير 7 سيارات قتالية، إثر غارة جوية لطيران الجيش على المدينة".

وفي ولاية الجزيرة، قالت "منصة مؤتمر الجزيرة" (منصة مدنية ترصد انتهاكات)، إن قوات الدعم السريع هاجمت "قرية كاب الجداد شمالي الولاية، ونفذت عمليات اغتصاب بحق نساء" وغيرها من الانتهاكات.

وطالبت في بيان، الجيش بـ"التدخل العاجل لإنقاذ حياة السكان"، ووقف تمدد الدعم السريع نحو قرى سعادة، والقلعة، والفدقوبة".

وتنفي قوات الدعم السريع بشكل متكرر الاتهامات المنسوبة إلى عناصرها. وقال مستشار قائدها، الباشا طبيق، في تصريحات سابقة لموقع "الحرة"، إن الحديث عن حدوث حالات اعتداء جنسي وعمليات اغتصاب جماعي هو "غير صحيح".

صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز
صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز

قال تلفزيون السودان الرسمي، الخميس، إن الجيش السوداني يقترب من السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم من قوات الدعم السريع.

وقال شهود عيان ومصادر عسكرية لرويترز إن اشتباكات عنيفة اندلعت في وقت متأخر من مساء الأربعاء قرب القصر الرئاسي مع سماع دوي انفجارات وضربات جوية للجيش استهدفت وسط العاصمة الخرطوم.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب، لكنها تتكبد خسائر في وسط البلاد أمام الجيش.

وفي 2021، نفذ الطرفان العسكريان انقلابا أدى إلى تعطيل عملية الانتقال للحكم المدني، واندلعت الحرب في أبريل 2023 بعد أن أدت خطط تسليم جديدة للحكم إلى نشوب صراع عنيف.

وأدت الحرب إلى ما وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع اتهام قوات الدعم السريع والجيش بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.

ويستعيد الجيش منذ أسابيع عدة مناطق بعد أن ظلت لعامين تقريبا تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بدء الصراع في أبريل 2023.

وتقول السلطات إنها تعثر على أدلة واسعة النطاق على عمليات قتل في مناطق كانت خاضعة سابقا لسيطرة قوات الدعم السريع.

ولم تستجب قوات الدعم السريع لطلب التعليق من رويترز. وكانت قد نفت سابقا اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق في المناطق التي سيطرت عليها، وقالت إن الجناة سيُحاسبون. كما اتهمت الجيش بارتكاب انتهاكات، وهو ما ينفيه الجيش أيضا.

وتسببت الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، وخسائر مادية واقتصادية فادحة بمختلف القطاعات.