استمرار الاشتباكات في الخرطوم - صورة أرشيفية - رويترز
استمرار الاشتباكات في الخرطوم - صورة أرشيفية - رويترز

قالت مصادر عسكرية للحرة، الخميس، إن الجيش السوداني تمكن من التقدم في وسط العاصمة الخرطوم باتجاه القصر الرئاسي في ظل اشتباكات عنيفة مع قوات الدعم السريع، وسط تصاعد أعمدة الدخان من المنطقة مع سماع دوي انفجارات ضخمة.

وأشارت المصادر إلى سيطرة الجيش على مدخل جسر (سوبا) من الناحية الشرقية والذي يربط بين مدينتي الخرطوم وشرق النيل جنوب العاصمة.

وفي سياق متصل، قالت مصادر عسكرية لرويترز، الأحد الماضي، إنه من المتوقع تشكيل حكومة سودانية جديدة بعد استكمال استعادة الجيش للسيطرة على الخرطوم، وذلك بعد يوم من إعلان قائد الجيش الفريق أول ركن، عبد الفتاح البرهان، أنه سيشكل حكومة حرب من التكنوقراط.

وبعد تراجع الجيش لفترة طويلة في الحرب أمام قوات الدعم السريع شبه العسكرية، تمكن في الأسابيع القليلة الماضية من إحراز تقدم في العاصمة الخرطوم على محاور عدة، واقترب من القصر الرئاسي ذي الدلالة الرمزية المهمة والواقع على ضفة النيل.

وتراجعت قوات الدعم السريع، التي قالت إنها ستدعم تشكيل إدارة مدنية، بعد أن تفوق عليها الجيش بقدراته الجوية الواسعة وقواته البرية المدعومة بمسلحين متحالفين معه.

وقال البرهان في اجتماع مع قوى سياسية متحالفة مع الجيش عقد في معقل الجيش بورتسودان، السبت، "يمكن تسميتها حكومة تصريف أعمال أو حكومة حرب"، مبينا أن "الغرض منها إعانة الدولة لإنجاز ما تبقى من الأعمال العسكرية والمتمثلة في تطهير كل السودان من هؤلاء المتمردين".

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم غرب السودان، وتقوم بحملة مكثفة لتعزيز سيطرتها على دارفور بالاستيلاء على مدينة الفاشر. واستبعد البرهان وقف إطلاق النار في رمضان ما لم توقف قوات الدعم السريع تلك الحملة.

واندلعت الحرب في أبريل 2023 بسبب خلافات حول الدمج بين الجيش وقوات الدعم السريع، بعد التعاون معا في الإطاحة بعمر البشير عام 2019.

وأدى الصراع إلى واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم مع نزوح أكثر من 12 مليون شخص وسقوط نصف السكان في براثن الجوع.

وقال البرهان إنه ستكون هناك تعديلات على الدستور المؤقت للبلاد، والتي قالت المصادر العسكرية إنها ستشمل حذف أي إشارة إلى تقاسم السلطة مع مدنيين أو مع قوات الدعم السريع، مما يضع السلطة حصريا في أيدي الجيش.

وقال البرهان "بعد إجازة الوثيقة الدستورية سيتم اختيار رئيس وزراء ليقوم بمهامه في إدارة الجهاز التنفيذي للدولة دون أي تدخل".

صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز
صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز

قال تلفزيون السودان الرسمي، الخميس، إن الجيش السوداني يقترب من السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم من قوات الدعم السريع.

وقال شهود عيان ومصادر عسكرية لرويترز إن اشتباكات عنيفة اندلعت في وقت متأخر من مساء الأربعاء قرب القصر الرئاسي مع سماع دوي انفجارات وضربات جوية للجيش استهدفت وسط العاصمة الخرطوم.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب، لكنها تتكبد خسائر في وسط البلاد أمام الجيش.

وفي 2021، نفذ الطرفان العسكريان انقلابا أدى إلى تعطيل عملية الانتقال للحكم المدني، واندلعت الحرب في أبريل 2023 بعد أن أدت خطط تسليم جديدة للحكم إلى نشوب صراع عنيف.

وأدت الحرب إلى ما وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع اتهام قوات الدعم السريع والجيش بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.

ويستعيد الجيش منذ أسابيع عدة مناطق بعد أن ظلت لعامين تقريبا تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بدء الصراع في أبريل 2023.

وتقول السلطات إنها تعثر على أدلة واسعة النطاق على عمليات قتل في مناطق كانت خاضعة سابقا لسيطرة قوات الدعم السريع.

ولم تستجب قوات الدعم السريع لطلب التعليق من رويترز. وكانت قد نفت سابقا اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق في المناطق التي سيطرت عليها، وقالت إن الجناة سيُحاسبون. كما اتهمت الجيش بارتكاب انتهاكات، وهو ما ينفيه الجيش أيضا.

وتسببت الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، وخسائر مادية واقتصادية فادحة بمختلف القطاعات.