الجيش يخوض معارك طاحنة مع قوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 - صورة أرشيفية - رويترز
الجيش يخوض معارك طاحنة مع قوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 - صورة أرشيفية - رويترز

قالت الفرقة السادسة مشاة بالفاشر في بيان، إن الطيران الحربي حقق أهدافا ناجحة، الخميس، أسفرت عن تدمير سبع عربات قتالية ومقتل 43 فردا من قوات الدعم السريع وإصابة العشرات.

وأشارت إلى تمكن الدفاعات التابعة للجيش من إسقاط ثلاث طائرات مسيرة انتحارية قبل تنفيذها هجمات كانت تستهدف ارتكازات ودفاعات للجيش، مما حال دون وقوع أي خسائر.

وبحسب البيان تمكن الجيش بالتنسيق مع القوات المشتركة من اعتراض عربة تحمل عناصر يتبعون للدعم السريع قادمين من جنوب الفاشر، إلى جانب عربتين قتاليتين، وأسفرت العملية عن تعطيل العربة المستهدفة ومقتل 20 فردا، وإصابة 15 آخرين، وفرار ما تبقى من القوات جنوب شرق المدينة.

وذكر البيان أن قوات الدعم السريع شنت قصفا على المدينة من عدة اتجاهات، مما أسفر عن تدمير بعض المنازل المهجورة، دون تسجيل خسائر بشرية.

وتضرب قوات الدعم السريع حصارا محكما على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، منذ مايو 2024، وتحاول السيطرة على المدينة التي تعتبر آخر معاقل الجيش في عواصم إقليم دارفور.

وتسيطر قوات الدعم السريع على أربع ولايات من أصل خمس في دارفور، وسط اتهامات لها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في عدة مناطق بالإقليم.

قتلى في الخرطوم

ومن جانب آخر، قال شهود عيان للحرة، الجمعة، إن سبعة مدنيين قتلوا في مناطق وسط الخرطوم، الخميس، بعد أن أطلق عناصر من قوات الدعم السريع النار عليهم.

والأربعاء أصيب خمسة مدنيين بإصابات متفاوتة بعد أن ضربت طائرة مسيرة منطقة الديوم الشرقية، كما تعرضت منازل للنهب وعمت حالة من الفوضى والانفلات الأمني في أحياء واسعة جنوب وشرق ووسط العاصمة الخرطوم، شملت مناطق جنوب الحزام والديوم الشرقية وأحياء الجِريف.

وأوضح شهود العيان أن قوات الدعم السريع تعمل على ترويع المدنيين بالتزامن مع تقدم الجيش إلى الخرطوم من عدة اتجاهات.

وأضافوا أن عشرات المحال التجارية في شارع الستين وجنوب الحزام والجريف، أغلقت أبوابها بسبب الوضع الأمني.

كما اضطر نحو عشرة مواطنين في حي مايو جنوب الخرطوم إلى تسليم هواتفهم النقالة لعناصر من قوات الدعم السريع تحت تهديد السلاح، كما صادرت هذه القوة أجهزة تزويد الإنترنت "ستارلينك" من المنطقة.

والخميس، أعلنت لجنة مقاومة الديوم الشرقية إجلاء مواطني الحي إلى مناطق اللاماب والرِميلة بسبب هجمات قوات الدعم السريع على المدنيين.

وتأتي هذه التطورات المتسارعة في العاصمة الخرطوم بعد تقدم الجيش نحو الأحياء التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل 2023.

صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز
صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز

قال تلفزيون السودان الرسمي، الخميس، إن الجيش السوداني يقترب من السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم من قوات الدعم السريع.

وقال شهود عيان ومصادر عسكرية لرويترز إن اشتباكات عنيفة اندلعت في وقت متأخر من مساء الأربعاء قرب القصر الرئاسي مع سماع دوي انفجارات وضربات جوية للجيش استهدفت وسط العاصمة الخرطوم.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب، لكنها تتكبد خسائر في وسط البلاد أمام الجيش.

وفي 2021، نفذ الطرفان العسكريان انقلابا أدى إلى تعطيل عملية الانتقال للحكم المدني، واندلعت الحرب في أبريل 2023 بعد أن أدت خطط تسليم جديدة للحكم إلى نشوب صراع عنيف.

وأدت الحرب إلى ما وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع اتهام قوات الدعم السريع والجيش بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.

ويستعيد الجيش منذ أسابيع عدة مناطق بعد أن ظلت لعامين تقريبا تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بدء الصراع في أبريل 2023.

وتقول السلطات إنها تعثر على أدلة واسعة النطاق على عمليات قتل في مناطق كانت خاضعة سابقا لسيطرة قوات الدعم السريع.

ولم تستجب قوات الدعم السريع لطلب التعليق من رويترز. وكانت قد نفت سابقا اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق في المناطق التي سيطرت عليها، وقالت إن الجناة سيُحاسبون. كما اتهمت الجيش بارتكاب انتهاكات، وهو ما ينفيه الجيش أيضا.

وتسببت الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، وخسائر مادية واقتصادية فادحة بمختلف القطاعات.