الجيش السوداني حقق تقدما واضحا خلال الأشهر الأخيرة في حربه ضد الدعم السريع - رويترز
الجيش السوداني حقق تقدما واضحا خلال الأشهر الأخيرة في حربه ضد الدعم السريع - رويترز

قالت مصادر عسكرية ميدانية لـ"الحرة"، الأحد، إن الجيش السوداني بسط سيطرته على كامل مدينة القطينة شمال ولاية النيل الأبيض، بعد معارك مع قوات الدعم السريع.

وأوضحت المصادر أن سيطرة الجيش على القطينة، "تمكّنه من التقدم نحو منطقة جبل أولياء جنوب الخرطوم"، التي تتمركز فيها قوات الدعم السريع.

كما ذكرت مصادر عسكرية للحرة، أن منطقة وسط الخرطوم شهدت معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

وأوضحت أن قوات سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة العسكرية التابعة للجيش، "تجري عمليات عسكرية بالقرب من موقف جاكسون وسط مدينة الخرطوم، وأحرزت تقدماً في محور وسط العاصمة".

وأشارت إلى أن قوات الجيش المتمركزة بالقرب من موقف جاكسون "تهدف للسيطرة الكاملة على الأعيان المدنية ومنشآت البنية التحتية، واستعادتها من يد قوات الدعم السريع".

رئيس وفد قوات الدعم السريع  خلال مؤتمر صحفي حول الوضع في السودان
الدعم السريع السودانية وجماعات متحالفة ستوقع ميثاقا لتشكيل حكومة
قال السياسيان السودانيان، الهادي إدريس، وإبراهيم الميرغني، لرويترز إن قوات الدعم السريع ستوقع ميثاقا مع جماعات سياسية ومسلحة متحالفة معها، مساء السبت، لتأسيس "حكومة سلام ووحدة" في الأراضي التي تسيطر عليها القوات شبه العسكرية.

وأشارت المصادر إلى أن الجيش "شن هجوماً على قوات الدعم السريع في جسر سوبا الاستراتيجي الرابط بين العاصمة وضواحيها الجنوبية الشرقية".

وتأتي هذه التطورات الميدانية، في الوقت الذي وقّعت فيه قوات الدعم السريع والحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو، ميثاقا تأسيسيا في كينيا لتشكيل حكومة موازية في مناطق سيطرتها بالسودان.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم منطقة دارفور بغرب البلاد، ومساحات شاسعة من منطقة كردفان.

ووفق مصادر مطلعة، فإن الميثاق الموقع في نيروبي، نص على "تأسيس وبناء دولة علمانية ديمقراطية لا مركزية، قائمة على الحرية والمساواة والعدالة وغير منحازة لأي هوية، إلى جانب فصل الدين عن الدولة، وتكوين جيش جديد يعكس التنوع والتعدد ويخضع للسيطرة والرقابة من قبل المدنيين".

واندلعت الحرب في السودان في أبريل 2023، بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو الملقب "حميدتي".

وأسفر النزاع عن مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 12 مليون شخص، وتسبب بأزمة انسانية من الأسوأ في العالم، فيما الملايين على حافة المجاعة.

ويواجه طرفا النزاع اتهامات بارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين وقصف المنازل والأسواق والمستشفيات، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها.

ويعاني نحو 25 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد في جميع أنحاء السودان، وفقا للأمم المتحدة.

صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز
صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز

قال تلفزيون السودان الرسمي، الخميس، إن الجيش السوداني يقترب من السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم من قوات الدعم السريع.

وقال شهود عيان ومصادر عسكرية لرويترز إن اشتباكات عنيفة اندلعت في وقت متأخر من مساء الأربعاء قرب القصر الرئاسي مع سماع دوي انفجارات وضربات جوية للجيش استهدفت وسط العاصمة الخرطوم.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب، لكنها تتكبد خسائر في وسط البلاد أمام الجيش.

وفي 2021، نفذ الطرفان العسكريان انقلابا أدى إلى تعطيل عملية الانتقال للحكم المدني، واندلعت الحرب في أبريل 2023 بعد أن أدت خطط تسليم جديدة للحكم إلى نشوب صراع عنيف.

وأدت الحرب إلى ما وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع اتهام قوات الدعم السريع والجيش بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.

ويستعيد الجيش منذ أسابيع عدة مناطق بعد أن ظلت لعامين تقريبا تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بدء الصراع في أبريل 2023.

وتقول السلطات إنها تعثر على أدلة واسعة النطاق على عمليات قتل في مناطق كانت خاضعة سابقا لسيطرة قوات الدعم السريع.

ولم تستجب قوات الدعم السريع لطلب التعليق من رويترز. وكانت قد نفت سابقا اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق في المناطق التي سيطرت عليها، وقالت إن الجناة سيُحاسبون. كما اتهمت الجيش بارتكاب انتهاكات، وهو ما ينفيه الجيش أيضا.

وتسببت الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، وخسائر مادية واقتصادية فادحة بمختلف القطاعات.