جنديان الجيش السوداني في منطقة في الخرطوم بحري في 3 نوفمبر 2024 (فرانس برس)
جنديان الجيش السوداني في منطقة في الخرطوم بحري (أرشيف)

وسّعت القوات الحكومية السودانية نطاق عملياتها العسكرية في المناطق القريبة من القصر الرئاسي في الخرطوم، وفق مراسل "الحرة".

وأفاد مصدر عسكري لـ"الحرة"، السبت، بأن قوات الجيش السوداني تمكنت من السيطرة على مواقع جديدة بالقرب من القيادة العامة للجيش، من بينها رئاسة الشرطة الأمنية وسط الخرطوم، إلى جانب تحقيق تقدم في شارع البلدية.

وأشار المصدر إلى أن الجيش يواصل تضييق الخناق على قوات الدعم السريع المتمركزة في مناطق المنشية والرياض وناصر، في إطار سعيه لاستعادة السيطرة على مناطق حيوية داخل العاصمة.

وفي ظل الأوضاع الأمنية المتوترة، تتواصل أيضًا جهود الحكومة السودانية لإعادة النازحين إلى مناطقهم الأصلية. 

وفي هذا الصدد، أكد وزير المالية ورئيس حركة العدل والمساواة، جبريل إبراهيم، التزام الحكومة بتسهيل عودة النازحين الذين شُرّدوا بسبب النزاع المستمر.

وفي كلمة ألقاها خلال حفل وداع الفوج الرابع من النازحين المغادرين من ولاية البحر الأحمر إلى ولايات وسط السودان، لفت إبراهيم إلى أن العائدين يواجهون تحديات كبيرة، أبرزها نقص المأوى والمأكل والمشرب، داعيًا المنظمات الوطنية إلى دعم مبادرات العودة الطوعية.

وفي سياق متصل، غادرت مدينة بورتسودان، السبت، قافلة تضم 1700 نازح متوجهين إلى ولايات الجزيرة والنيل الأبيض وسنار، وذلك بدعم مباشر من حركة العدل والمساواة، في إطار المساعي المستمرة لإعادة الاستقرار للمتضررين من الحرب.

صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز
صورة أرشيفية من داخل القصر الرئاسي في الخرطوم - رويترز

قال تلفزيون السودان الرسمي، الخميس، إن الجيش السوداني يقترب من السيطرة على القصر الرئاسي في الخرطوم من قوات الدعم السريع.

وقال شهود عيان ومصادر عسكرية لرويترز إن اشتباكات عنيفة اندلعت في وقت متأخر من مساء الأربعاء قرب القصر الرئاسي مع سماع دوي انفجارات وضربات جوية للجيش استهدفت وسط العاصمة الخرطوم.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم غرب السودان وأجزاء من العاصمة بعد ما يقرب من عامين من اندلاع الحرب، لكنها تتكبد خسائر في وسط البلاد أمام الجيش.

وفي 2021، نفذ الطرفان العسكريان انقلابا أدى إلى تعطيل عملية الانتقال للحكم المدني، واندلعت الحرب في أبريل 2023 بعد أن أدت خطط تسليم جديدة للحكم إلى نشوب صراع عنيف.

وأدت الحرب إلى ما وصفتها الأمم المتحدة بأنها أكبر أزمة إنسانية في العالم، مع اتهام قوات الدعم السريع والجيش بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.

ويستعيد الجيش منذ أسابيع عدة مناطق بعد أن ظلت لعامين تقريبا تحت سيطرة قوات الدعم السريع منذ بدء الصراع في أبريل 2023.

وتقول السلطات إنها تعثر على أدلة واسعة النطاق على عمليات قتل في مناطق كانت خاضعة سابقا لسيطرة قوات الدعم السريع.

ولم تستجب قوات الدعم السريع لطلب التعليق من رويترز. وكانت قد نفت سابقا اتهامات بارتكاب انتهاكات واسعة النطاق في المناطق التي سيطرت عليها، وقالت إن الجناة سيُحاسبون. كما اتهمت الجيش بارتكاب انتهاكات، وهو ما ينفيه الجيش أيضا.

وتسببت الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، وخسائر مادية واقتصادية فادحة بمختلف القطاعات.