أعلن الجيش السوداني السيطرة الكاملة على القصر الجمهوري في الخرطوم، الجمعة، وذلك بعد نحو عامين من سيطرة قوات الدعم السريع عليه بعد اندلاع الحرب بينهما في أبريل 2023.
وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على القصر ومعظم أنحاء العاصمة عند اندلاع الحرب، لكن الجيش السوداني عاد في الأشهر القليلة الماضية وتقدم ببطء نحو القصر المطل على نهر النيل.
ويحتوي مجمع القصر الجمهوري السوداني على مبنى قديم يعود تاريخ بنائه إلى نحو مئتي عام، أي قبل استقلال السودان عام 1956، فيما تم افتتاح مبنى القصر الجديد عام 2015.
ويعتبر القصر المقر الرسمي للرئيس ويتم استقبال رؤساء الدول والوفود الرسمية والخارجية فيه.
ويتكون مجمع القصر من عدة طوابق ومرافق، ويضم قاعات للاستقبال والاجتماعات والمؤتمرات، ومتحف ومكتبة وحديقة، وتقع بمحيطه بعض الوزارات والمباني الهامة.
وتم بناء القصر خلال فترة الحكم العثماني للسودان بقيادة، محمد علي باشا، والتي بدأت منذ عام 1820 حتى 1885.
ومنذ ذلك الحين تعاقب عدة حكام ورؤساء خلال فترات زمنية مختلفة على القصر، قبل الاستقلال وبعده، ومنهم:
الفترة العثمانية-المصرية (1820-1885)
من أبرز حكام تلك الفترة محمد علي باشا، وإسماعيل كامل باشا. وعام 1881 اندلعت الثورة المهدية بقيادة الإمام محمد أحمد المهدي ضد الحكم العثماني-المصري، وعام 1885 سقطت الخرطوم وقتل غوردون باشا، وانتهى الحكم العثماني-المصري.
الدولة المهدية (1885-1898)
حكم السودان الإمام محمد أحمد المهدي ثم عبد الله التعايشي بعد وفاة المهدي، حتى هزيمته في معركة كرري عام 1898 أمام القوات البريطانية-المصرية.
استقلال وانقلابات
واستمر الحكم الثنائي بين بريطانيا ومصر منذ 1899 حتى الاستقلال عام 1956.
وشهد السودان عدة انقلابات بعد الاستقلال، ومن أبرز الحكام خلال تلك الفترة: جعفر النميري، وعبد الرحمن سوار الذهب، والصادق المهدي، والأطول حكما في تاريخ السودان، عمر البشير من 1989 حتى سقوطه عام 2019 بثورة شعبية.
ويذكر أنه تم تقسيم السودان إلى دولتين عام 2011 خلال حكم البشير.
وبدأت قوات الدعم السريع في وقت سابق من هذا العام تشكيل حكومة موازية، وتسيطر على أجزاء من الخرطوم وأم درمان المجاورة بالإضافة إلى غرب السودان حيث تقاتل للسيطرة على آخر معاقل الجيش في الفاشر بدارفور.
وقد تسرع السيطرة على العاصمة فرض الجيش سيطرته الكاملة على وسط السودان، وترسخ الانقسام الإقليمي بين شرق البلاد وغربها، وفقا لرويترز.
وتعهد الجانبان بمواصلة القتال للسيطرة على ما تبقى من البلاد، ولم تنجح أي جهود خلال محادثات السلام.
واندلعت الحرب وسط صراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل انتقال كان مخططا إلى الحكم المدني.
وتسببت الحرب بمقتل وإصابة عشرات الآلاف ونزوح وتهجير الملايين داخل البلاد وخارجها، وخسائر مادية واقتصادية فادحة بمختلف القطاعات.