جنود أتراك على الحدود مع سورية
جنود أتراك على الحدود مع سورية

قال مسؤول كبير في الخارجية التركية لوكالة رويترز إن حكومة أنقرة بصدد التقدم بطلب رسمي وشيك لحلف شمال الأطلسي "الناتو" من أجل نشر صواريخ باتريوت على الحدود مع سورية.

وكان حلف الأطلسي قد أعلن أنه سيتخذ جميع الإجراءات للدفاع عن تركيا التي تعرضت بعض قراها الحدودية إلى قصف مدفعي من القوات النظامية السورية.

وقال الأمين العام للحلف أندريس فوغ راسموسن "إن لتركيا الحق في الدفاع عن أراضيها بموجب القوانين الدولية".

كما عززت القوات التركية من وجودها على طول الحدود المشتركة مع سورية بامتداد 900 كيلومتر، بعد أن حصلت الحكومة على الموافقة الرسمية من البرلمان لمواصلة العمليات العسكرية ضد سورية إذا ما اقتضت الضرورة.

في سياق آخر، أعلنت مصادر في المعارضة السورية عن مقتل عشرة فلسطينيين موالين للرئيس السوري بشار الأسد من فصيل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين /القيادة العامة.

وتقع اشتباكات مستمرة منذ أيام بين مقاتلين ومعارضين فلسطينيين موالين للأسد في مخيم اليرموك الذي يضم عددا كبيرا من الفلسطينيين وسوريين، بينما تقصف القوات السورية مواقع مقاتلي المعارضة في المنطقة بنيران المدفعية والطائرات.

جانب من إحدى جلسات مجلس الأمن
جانب من إحدى جلسات مجلس الأمن

وجه رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان انتقادات حادة إلى مجلس الأمن الدولي السبت بسبب فشله في التوصل إلى قرارات حاسمة لوضع حد للحرب الأهلية المستمرة في سورية منذ 19 شهرا.

وقال أردوغان خلال مؤتمر دولي تستضيفه إسطنبول إن العالم شاهد على "مأساة إنسانية" في سورية، وإذا "انتظرنا واحدا أو اثنين" من أعضاء مجلس الأمن الدائمين في إشارة إلى الصين وروسيا، "فسيكون مستقبل سورية في خطر".

رئيس الوزراء التركي

​وأضاف أن نظاما يسمح لدولة أو دولتين بعرقلة أي تدخل في أزمة إنسانية خطيرة يعدّ "في طبيعته غير عادل"، وأن التاريخ سيسجل سورية كفشل للأمم المتحدة مثل فشلها في البوسنة في تسعينيات القرن الماضي.

وتابع أردوغان أنه "من المحزن أن الأمم المتحدة عاجزة اليوم مثما كانت قبل 20 عاما عندما ظلت مكتوفة الأيدي أمام المجازر التي تعرض لها مئات آلاف الأشخاص في البلقان والبوسنة وسربرنيتشا".

وتعد مذبحة سربرنيتشا في يوليو/تموز 1995 الأسوأ في تاريخ أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ووقعت حين انسحبت قوات حفظ السلام الهولندية من منطقة أعلنتها المنظمة الدولية ملاذا آمنا تاركة المجال لقوات صرب البوسنة الزاحفة بالتقدم مما أدى إلى مقتل 8000 من الرجال الصبية المسلمين الذين ألقيت جثتهم باستخدام جرافات في حفر.

​وتابع رئيس وزراء تركيا أن فشل المجلس في تطبيق سياسة فعالة إزاء الأحداث السورية، يفقد سريعا مشروعيته في نظر المضطهدين في المناطق الأخرى من العالم، حسب تعبيره.

من المحزن أن الأمم المتحدة عاجزة اليوم مثما كانت قبل 20 عاما أمام مجازر تعرض لها مئات الآلاف في البلقان والبوسنة وسربرنيتشا
رئيس الوزراء التركي

ودعا إلى إصلاح مجلس الأمن الذي وصفه بأنه "نظام غير متكافئ وغير عادل"، مضيفا أن الوقت قد حان لتغيير هيكلية مؤسسات دولية نحو "تمثيل أوسع وأكثر عدلا وأكثر فاعلية".

وأوضح أردوغان أن إصلاح المجلس يجب أن يأخذ في عين الاعتبار تصاعد قوة دول مثل تركيا والبرازيل والهند وأندونيسيا، وأن يكرس واقع أن "الغرب لم يعد المركز الوحيد للعالم".

يذكر أن روسيا والصين، وهما دولتان دائمتا العضوية في مجلس الأمن تتمتعان بحق النقض، عرقلتا جميع مشاريع القرارات الدولية الساعية للضغط على نظام الرئيس بشار الأسد من أجل وقف إراقة الدماء في سورية والموافقة على بدء انتقال سياسي.

"تركيا مستعدة لاستخدام القوة من جديد"

تصريحات أردوغان  جاءت في وقت عقد فيه وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مباحثات مع كل من الأمين العام للجامعة العربية نبيل  العربي والمبعوث العربي والدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي ووزير الخارجية الألماني غيدو وسترويل، وسط تصاعد التوتر بين تركيا وجارتها سورية.

وقال الوزير التركي في تصريحات للصحافيين عقب اللقاء إن بلاده مستعدة لاستخدام القوة من جديد إذا تعرضت لهجوم مثلما فعلت الأسبوع الماضي عندما أطلقت قذيفة  من الجانب السوري للحدود مودية بحياة خمسة قرويين أتراك.

وشدد أوغلو أن الحدود بين سورية وتركيا هي أيضا حدود لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

يشار إلى أن العلاقات بين سورية وروسيا من جهة وتركيا من جهة أخرى شهدت توترا في الأيام الأخيرة، بعد إرغام أنقرة طائرة سورية مدنية قادمة من موسكو الأربعاء على الهبوط لتفتيشها، واتهامها بنقل معدات عسكرية إلى النظام السوري.

وفيما دمشق بنفي تلك الاتهامات، أكدت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أن الطائرة كانت تنقل معدات رادار مشروعة، كما قال.