دبابات سورية في حلب
دبابات سورية في حلب

شن الطيران الحربي السوري غارات صباح الأحد على مناطق في شرق البلاد، في حين تدور اشتباكات جنوب مدينة حدودية مع تركيا سيطر عليها المقاتلون المعارضون، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتأتي هذه الأحداث غداة سقوط 121 قتيلا جراء أعمال العنف في مناطق سورية مختلفة، بحسب المرصد.

وقال المرصد في بيان له إن "الطائرات المقاتلة قصفت صباح اليوم مدينة البوكمال في محافظة دير الزور" شرق البلاد.

وأضاف المرصد أن أحياء عدة من مدينة دير الزور "تتعرض للقصف من قبل القوات النظامية يرافقه تحليق للطيران الحربي".

وفي محافظة الحسكة، شمال سورية، أفاد المرصد عن "وقوع اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من عدة كتائب جنوب مدينة راس العين" الحدودية مع تركيا، والتي سيطر عليها المقاتلون المعارضون الجمعة.

وفي محافظة إدلب الواقعة شمال غرب سورية، قال المرصد إن مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون منذ التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعرضت لقصف من القوات النظامية، مشيرا إلى أن القصف امتد ليشمل بلدة كورين في ريف المحافظة.

وكان المرصد افاد عن وقوع اشتباكات منتصف ليل السبت بين "القوات النظامية والكتائب الثائرة المقاتلة في مدينة حرستا" في ريف دمشق.

وصعدت القوات النظامية في الفترة الأخيرة حملتها العسكرية في ريف العاصمة السورية، ضد مناطق عزز المقاتلون المعارضون وجودهم فيها.

وفي حلب كبرى مدن الشمال التي تشهد معارك يومية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، أفاد المرصد عن سقوط قذائف منتصف الليل على أحياء الشعار والسكري وحلب الجديدة التي يسيطر عليها المقاتلون المعارضون.

وكانت أعمال العنف في سورية أمس السبت قد أدت إلى مقتل 45 مدنيا و34 مقاتلا معارضا و42 جنديا نظاميا، بحسب المرصد الذي يعتمد للحصول على معلوماته على شبكة من ناشطي حقوق الانسان في كل انحاء سورية وعلى مصادر طبية في المستشفيات المدنية والعسكرية.

يذكر أن النزاع المستمر في سورية منذ نحو 20 شهرا قد أدى حتى الآن إلى مقتل أكثر من 37 ألف شخص، بحسب المرصد.

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (رويترز)

قال متحدث باسم الخارجية الأميركية لقناة "الحرة" إن واشنطن "تراقب عن كثب الوضع على الأرض في سوريا، وأن الولايات المتحدة، بالتعاون مع شركائها وحلفائها، تحث على حماية المدنيين بما في ذلك أفراد الأقليات".

وأضاف المتحدث الذي فضل عدم الكشف عن اسمه قوله: "لقد حان الوقت الآن للتفاوض على إنهاء الصراع السوري بما يتفق مع المبادئ المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.

وأشار إلى أن الرفض المستمر من جانب نظام الأسد للمشاركة في هذه العملية أدى بشكل مباشر إلى الأحداث التي نشهدها الآن."

ودعا المتحدث باسم الخارجية الأميركية "جميع الجهات الفاعلة إلى احترام حقوق الإنسان، واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لحماية المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي".

وبحث وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، مع نظيره التركي، هاكان فيدان، الجمعة، ضرورة التوصل إلى حل سياسي في سوريا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، في بيان إن بلينكن شدد على أهمية حماية المدنيين، بما في ذلك الأقليات، في شتى أنحاء سوريا.

ودعت الولايات المتحدة، الجمعة، رعاياها إلى مغادرة سوريا، حيث تحتدم المعارك في عدة مدن أسفرت عن سيطرة فصائل معارضة على عدد منها خلال الأيام القليلة الماضية.

وأضافت أن الوضع الأمني في سوريا متقلب و"غير قابل للتنبؤ" مع وجود اشتباكات مع فصائل مسلحة في جميع أنحاء البلاد.

وشنت الفصائل المعارضة في 27 نوفمبر هجوما خاطفا انطلاقا من معقلها في إدلب، في اتجاه مناطق تسيطر عليها القوات الحكومية. ويعد هذا القتال الأعنف منذ العام 2020 في البلد الذي شهد حربا أهلية اندلعت لدى قمع النظام السوري الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية عام 2011.

وأفاد المرصد السوري الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويعتمد على شبكة واسعة من المصادر في سوريا، عن سقوط 826 قتيلا، من بينهم 111 مدنيا، في المعارك. وأشار الى أن 222 مقاتلا في الإجمال قضوا منذ الثلاثاء في محيط حماة.

كما نزح 280 ألف شخص، بحسب الأمم المتحدة التي حذرت بأن هذا العدد قد يرتفع إلى 1.5 مليون.