الدخان يتصاعد جراء القصف في دمشق
الدخان يتصاعد جراء القصف في دمشق

قتل 17 لبنانيا في كمين للقوات النظامية السورية في منطقة تلكلخ القريبة من مع لبنان، وذلك تزامنا مع تواصل المعارك في محيط مطار دمشق منذ أمس الخميس.

وقال مصدر أمني إن "17 شابا من طرابلس قتلوا في كمين للقوات النظامية في محافظة حمص"، مشيرا إلى أنهم من "المقاتلين إلى جانب المعارضة السورية". فيما أشار قيادي أسلامي محلي إلى أنهم ينتمون إلى التيار الإسلامي ويتحدرون من أحياء عدة في مدينة طرابلس في شمال لبنان.

وفي تلك الأثناء، تواصلت الاشتباكات في محيط مطار دمشق بين قوات الجيش النظامي وقوات المعارضة الجمعة، حسبما أفادت لجان التنسيق المحلية، مشيرة إلى أن قوات المعارضة قصفت ثكنة عسكرية لقوات النظام مكلفة بحماية المطار.  

وكانت السلطات السورية قد علقت الرحلات الجوية من وإلى المطار الخميس بسبب معارك بين قوات المعارضة والقوات النظامية على الطريق المؤدية إليه، إلا أنها أعادت فتح المطار الجمعة، حسبما  قالت مديرة مؤسسة الطيران العربي السوري غيدا عبد اللطيف.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن عبد اللطيف القول إن "مطار دمشق الدولي يعمل بشكل طبيعي وأن الطريق إليه ومنه آمنة بنسبة 100 في المئة".

وأكدت عبد اللطيف إرسال برقيات إلى شركات الطيران الخارجية والسورية لإبلاغها بعودة الأمور إلى طبيعتها على طريق المطار.

وألغت شركة مصر للطيران الخميس رحلتها الى دمشق التي كانت مقررة الجمعة لتعذر الاتصال بمكتبها في دمشق. كما أعلنت شركة طيران الإمارات تعليق رحلاتها الجوية إلى دمشق "حتى إشعار آخر".

وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع اشتباكات في بلدات وقرى العبادة والقيسا والعتيبة وحران العواميد وداريا والمعضمية ومدينة دوما في ريف دمشق الجمعة، رافقها قصف متواصل من القوات النظامية.

وأضاف المرصد إن تلك المعارك أدت إلى مقتل أربعة أشخاص على الأقل.
 سورية من دون انترنت

لا تزال الاتصالات عبر شبكات الانترنت والهاتف مقطوعة في سورية لليوم الثاني على التوالي، وفقا لما أظهرته تقارير أصدرتها شركات عالمية حول استخدام الانترنت في سورية.

وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن "لليوم الثاني على التوالي، الانترنت مقطوعة في كافة الأراضي السورية. في بعض المناطق يتم الدخول إلى الانترنت بصعوبة جدا". وأضاف "كذلك الاتصالات الهاتفية صعبة جدا".

رسم لتوقف شبكة الانترنت في سورية

​​
وقطعت الاتصالات في عدد كبير من المناطق السورية لا سيما دمشق، منذ ظهر الخميس، وعزا مزودو خدمات الاتصالات الأمر إلى مشاكل تقنية.

واتهمت الولايات المتحدة نظام الرئيس السوري بشار الأسد بقطع شبكات الاتصالات، منددة "بهذا الانتهاك لحريات التعبير ووسائل اتصال الشعب السوري".

واشنطن ستعترف بالمعارضة

ومن جانب آخر، قال مسؤولون أميركيون إن الولايات المتحدة تتجه نحو الاعتراف بالمعارضة السورية كممثل شرعي للشعب السوري، عند تطويرها الكامل لبنيتها السياسية.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن قرار الاعتراف بالمعارضة السورية يمكن إعلانه في اجتماع أصدقاء سورية المقرر عقده في المغرب.

هذا ويدلي المبعوث الدولي والعربي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي الجمعة بإفادته أمام الجمعية العامة في الأمم المتحدة في نيويورك بشأن الأزمة السورية.

أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني عندما كان زعيما لهيئة تحرير الشام في صورة له وهو يتفقد اضرار الزلزال في إدلب  في 7 فبراير 2023
أحمد الشرع الملقب بأبو محمد الجولاني عندما كان زعيما لهيئة تحرير الشام في صورة له وهو يتفقد اضرار الزلزال في إدلب في 7 فبراير 2023

كشف رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، تفاصيل رحلة انضمامه إلى تنظيم القاعدة في العراق، وصولا إلى قيادته هيئة تحرير الشام في سوريا.

وفي مقابلة مع بودكاست "ذا ريست أوف بوليتكس"، أجراها معه أليستر كامبل، المتحدث السابق باسم رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، وروري ستيورات، الوزير البريطاني المحافظ السابق، تحدث الشرع بأنه بدأ التفكير في تغيير الوضع السياسي في سوريا منذ أن كان في التاسعة عشرة من عمره.

وقال: "في ذلك الوقت، بدأت أشعر بحجم الاضطهاد في المنطقة، سواء في سوريا أو في الإقليم بأكمله"، مشيرا إلى أن "الانتفاضة الفلسطينية كان لها تأثير كبير عليه".

وأضاف: "كنت أسير في أزقة دمشق القديمة وأرى التاريخ يتحدث في كل زاوية، لكن في الوقت نفسه، كنت أرى حال البلد وكيف يحكمه النظام. كنت مقتنعا بأن هذا النظام يجب أن يزول".

وعن قراره بالذهاب إلى العراق، أوضح الشرع: "لم تكن لدينا الإمكانيات أو الخبرة الكافية، فقررت الذهاب إلى أي مكان يمكنني اكتساب الخبرة فيه".

وقال إن "التوقيت تزامن مع مقدمات دخول القوات الأميركية إلى العراق، وكان هناك تفاعل عربي وإسلامي كبير ضد هذا التدخل".

وأشار إلى أنه كان لديه هدفين من الذهاب إلى العراق، الأول: هو اكتساب خبرة من خلال مشاهدتي لحرب كاملة، والثاني هو الدفاع عن أهل العراق.

وتابع: "عملت مع فصائل متعددة، لكنها بدأت تتقلص حتى وجدت نفسي ضمن القاعدة في العراق".

وعن فترة سجنه، قال الجولاني: "دخلت السجن مبكرا، ومررت بسجون أبو غريب، ثم بوكا، ثم كروبر ثم التاجي. خلال هذه الفترة، بدأ الوعي يزداد لدي، وكنت ألاحظ اختلافا كبيرا في تكوين شخصيتي".

وأضاف: "كنت أسمع أفكارا غريبة داخل السجن، وكنت أرفض الحرب الطائفية التي نشأت في العراق آنذاك".

قال أيضا: "بعض الأطراف داخل السجن كانت لديها ملاحظات علي لأنني لم أتبن أفكار داعش لاحقا".

أما عن عودته إلى سوريا، فقال: "قبل يومين من بدء الثورة السورية، خرجت من السجن ورتبت أموري بسرعة للعودة".

وأضاف أنه وضع شروطا واضحة لعمله في سوريا: "أولا: عدم تكرار تجربة العراق، وثانيا: عدم الانزلاق إلى أي حرب طائفية، والتركيز على إسقاط النظام".

وتابع: "بدأنا بستة أشخاص فقط، لكن خلال عام واحد، أصبحنا خمسة آلاف، وانتشرنا في مختلف المحافظات السورية".

وأشار الشرع إلى أن "تنظيم القاعدة في العراق، تفاجأ من هذا النمو وحاول فرض تجربته، لكنني رفضت ذلك. رفضت تطبيق تجربة العراق في سوريا، فحصل الافتراق بيننا، واندلعت حرب كبيرة بيننا".

وتابع: "خسرنا أكثر من 1200 مقاتل، وفقدنا 70% من قوتنا، لكننا أعدنا بناء أنفسنا من جديد مع التركيز على قتال النظام، ومعالجة المخاطر الأخرى مثل داعش".