أعمدة الدخان تتصاعد في احد أحياء دمشق بعد تعرضه للقصف-أرشيف
أعمدة الدخان تتصاعد في احد أحياء دمشق بعد تعرضه للقصف-أرشيف

أعلن المتحدث باسم المجلس العسكري الثوري لدمشق وريفها نبيل الأمير أن مطار دمشق الدولي أصبح الجمعة منطقة عسكرية، محذرا المدنيين من مغبة الاقتراب من المنطقة.
 
وبدوره، قال قائد الجيش السوري الحر العميد رياض الأسعد لـ"راديو سوا" إن اشتباكات مسلحة تدور حاليا في محيط المطار بين مسلحين معارضين وقوات النظام، إلا أن المعلومات التي لديه لا تشير إلى أن مطار دمشق الدولي بات تحت سيطرة قوات المعارضة الآن.

كذلك، قالت مصادر حكومية سورية إن اشتباكات عنيفة تدور في مناطق قريبة من المطار، وأن هناك انتشارا للجيش الحر بين الجسر الثالث والسادس المرافق لطريق المطار.
 
في تلك الأثناء، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش النظامي يقصف أحياء العاصمة الجنوبية، فيما وقعت عمليات قصف ومعارك ليلية بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية في العاصمة وعدد من الضواحي.
 
وأفادت لجان التنسيق المحلية في سورية بمقتل بعض المدنيين جراء قصف صاروخي وعشوائي استهدف بلدة مسرابا في ريف دمشق.
 
وأضافت اللجان أن حشودا عسكرية من الحرس الجمهوري حاصرت الجمعة معضمية الشام وداريا لاقتحام المدينتين.
 
وفي شمال البلاد، يحاصر مقاتلو المعارضة مطار منغ ويقومون بقصفه بقذائف الهاون بينما قطعت الكهرباء عن معظم بلدات محافظة حلب، حسب المرصد السوري.
 
الأمم المتحدة تناشد
 
في غضون ذلك، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع الأطراف في سورية إلى وقف القتال. وقال في مؤتمر صحافي خلال زيارته لمخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن "لا شك في أن اللجوء إلى السلاح يوصلنا إلى طريق مسدود، وسوف يؤدي إلى مزيد من الدموع ومزيد من الدماء، لذا باسم الإنسانية أدعو مرة أخرى جميع المعنيين ولاسيما الحكومة السورية إلى وقف إراقة الدماء".
 
وطالب الأمين العام المجتمع الدولي بتقديم مزيد من المساعدات الإنسانية لمئات آلاف اللاجئين السوريين، معتبرا أن حجم المساعدات حتى الآن لا يتناسب مع عددهم.
 
وأضاف "لا يمكننا أن نغمض أعيننا بينما يعاني الناس ويموتون، علينا أن نساعدهم".
 
وكان بان قد توقع قبل أسبوع أن يصل عدد اللاجئين السوريين الفارين من بلادهم إلى 700 ألف لاجئ في يناير/كانون الثاني القادم.

صورة تجمع وزراء خارجية اجتمعوا في الرياض لمناقشة سبل دعم سوريا بعد سقوط نظام الأسد
صورة تجمع وزراء خارجية اجتمعوا في الرياض لمناقشة سبل دعم سوريا بعد سقوط نظام الأسد

في تطور يُعد من أبرز التحركات الدولية بشأن سوريا، خرج مؤتمر الرياض بتوافق عربي ودولي على ضرورة رفع العقوبات التي فرضتها القوى الغربية على نظام بشار الأسد.

لم تغب الولايات المتحدة عن الاجتماع الذي عقد الأحد، على الرغم من عدم مشاركة وزير الخارجية أنطوني بلينكن، لكنها حضرت بوكيل الوزارة جون باس.

قال نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري أنشر  إن "الولايات المتحدة، أدركت أهمية التأكد من أن العقوبات المفروضة لا تعرقل التنمية في سوريا".

وأضاف خلال استضافته في برنامج "الحرة الليلة" على قناة "الحرة": "لذلك قامت ببعض الاستثناءات التي تسمح بدخول المساعدات الإنسانية والتفاعل مع الحكومة الجديدة".

وأصدرت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، إعفاء من العقوبات على التحويلات المالية في المؤسسات الحكومية السورية لستة أشهر، في محاولة لتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى البلاد.

وقال أنشر إن الأوروبيين "أبدوا استعدادهم لاتخاذ خطوات مماثلة في اجتماع مرتقب، مما يعكس تغيرا تدريجيا في التعامل مع الأزمة السورية".

وأشار المسؤول الأميركي السابق، إلى أن "رفع العقوبات، يجب أن يُقرن بضمانات من دمشق الجديدة، لضبط الأمن ومنع عودة تنظيم داعش".

ومن ضمن الشروط الأساسية الغربية للتسريع نحو رفع العقوبات، حماية حقوق كل المواطنين، وفقا لأنشر.

وشدد وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان خلال اجتماع الرياض، على أن استمرار العقوبات يعرقل طموحات الشعب السوري في إعادة البناء وتحقيق التنمية الاقتصادية.

بدورها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، خلال الاجتماع أيضا، أن تخفيف العقوبات يعتمد على تحركات دمشق في الاتجاه الصحيح، مع إعطاء الأولوية للعقوبات التي تعيق بناء الدولة والوصول إلى الخدمات المصرفية.

من جانبها، دعت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، إلى نهج "ذكي" للعقوبات يوازن بين المساعدات الإنسانية وضمان الشفافية في الحكومة السورية.

تصريحات بيربوك جاءت على هامش مؤتمر الرياض أيضا.

ومن المقرر أن يجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في 27 يناير الجاري، للنظر في تخفيف العقوبات إذا ما اتخذ حكام سوريا الجدد خطوات لتشكيل حكومة شاملة تحمي الأقليات.

ويعتقد أنشر أن "كل هذه الرسائل مهمة جدا وقوية ولكن يجدر أن تترجم إلى أفعال".