منظر عام لقاعدة الشيخ سليمان
منظر عام لقاعدة الشيخ سليمان

سيطر مقاتلون متشددون يوم الاثنين على قاعدة الشيخ سليمان العسكرية في شمال غرب سورية، في الوقت الذي يشن فيه الطيران الحربي غارات على مناطق عديدة في ضواحي دمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الكتائب التي تنتمي غالبيتها إلى جبهة النصرة سيطرت على القاعدة العسكرية "بعد أسابيع من المعارك العنيفة".

وفي فيديو بثه ناشطون على الانترنت تلا احد المسلحين "بيان تحرير" قاعدة الشيخ سليمان.
وقال أحد المسلحين في فيديو بثه ناشطون على الإنترنت إن مجموعته سيطرت على كافة عتاد الفوج 111 "من مدافع عيار  57 و 23 وباقي من الأسلحة الفردية والرشاشات الخفيفة، كما تم أسر العديد من الجنود وقتل الباقي منهم".

وفي أشرطة فيديو أخرى يمكن مشاهدة مقاتلين يتقدمون في القاعدة الخالية رافعين علم الجهاد.

وتقع ثكنة الفوج 111  التابع للجيش على بعد  12 كيلومترا شمال غرب حلب، وتمتد على مسافة كيلومترين تقريبا وتعد آخر مقر مهم للقوات النظامية في منطقة على تماس مع محافظتي حلب وإدلب يقع بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات المعارضة.

وتبين لصحافي من وكالة الصحافة الفرنسية تابع الهجوم أن عددا كبيرا من المقاتلين الذين دخلوا القاعدة هم عرب أو من القوقاز بقيادة رجل أوزبكي.

قصف جوي

وفي سياق متصل شن الطيران السوري الاثنين غارات على عدة مناطق في ضواحي دمشق التي تشهد في الوقت ذاته معارك بين القوات النظامية والمعارضة، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وقال المرصد إن الطيران الحربي التابع للقوات النظامية "نفذ غارة جوية على مدينة داريا التي تشهد اشتباكات بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية كما تتعرض بلدة معضمية الشام المجاورة للقصف من قبل القوات النظامية".

وأضاف المرصد أن "بلدات وقرى الغوطة الشرقية تشهد تحليقا للطيران الحربي في سمائها يرافقه قصف على عدة مناطق".

وأشار المرصد إلى معارك وقصف في محافظات حلب وحمص ودير الزور، حيث قتل مسلح من المعارضة.

مقاتلان من المعارضة المسلحة في حلب
مقاتلان من المعارضة المسلحة في حلب

أوقف المقاتلون المعارضون للنظام السوري الذين يحاصرون قاعدة الشيخ سليمان في شمال غرب سورية القصف على القاعدة لخشيتهم من أن تكون القاعدة تحتوي على أسلحة كيميائية، بحسب ما أفاد أحد قادتهم في المنطقة.

وقال الشيخ عزام الجمر إن "هناك احتمالا بوجود أسلحة كيميائية داخل الكتيبة ولو أننا لسنا متأكدين من ذلك تماما".

ويحاصر مقاتلون معارضون كتيبة الشيخ سليمان على بعد 12 كيلومترا من مدينة حلب، وهي آخر قاعدة للجيش النظامي في هذه المنطقة الواقعة على تماس محافظتي ادلب وحلب واللتين يسيطر المعارضون على أجزاء واسعة منهما.

ويقول مقاتلون معارضون في المنطقة إن القاعدة تضم "مركز الأبحاث العلمية" الذي قد يكون مرتبطا ببرنامج السلاح الكيميائي للنظام السوري.

وقال المقاتلون إن الهجوم الحاسم على القاعدة الذي كانوا يتوقعون القيام به في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني تم ارجاؤه بسبب احتمال وجود مثل هذه الأسلحة أو مواد سامة داخل الكتيبة.

وأوضح الشيخ الجمر الذي يقود تجمعا للمقاتلين في بشقاتين على بعد أربعة كيلومترات غرب حلب، أن المعارضة درست الوضع ولم تكن الظروف ملائمة لتنفيذ الهجوم على القاعدة حينها، فأعادت النظر في خططها.

وتابع قائلا "إذا هاجمنا الشيخ سليمان فإننا نخشى أن تصاب الأسلحة الكيميائية، وبالتالي، سنأخذ وقتنا وسنواصل حصار الكتيبة بدلا من الهجوم عليها".

وأشار إلى أن "المقاتلين امتنعوا حتى الآن عن استخدام الأسلحة الثقيلة في قصف الشيخ سليمان، ولن نلجأ إلى مثل هذه الأسلحة" لتجنب أي حادث مع اسلحة أو مواد سامة موجودة في المكان.

وقال "سنواصل حصار القاعدة من دون اقتحامها، حتى سقوط النظام في دمشق ووصول سلطة مشروعة إلى رأس النظام"، مضيفا "حتى لو تطلب ذلك وقتا، لا مشكلة".

اشتباكات جنوب دمشق

في غضون ذلك، وقعت اشتباكات اليوم الاحد في جنوب دمشق بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية السورية التي تحاول تأكيد سيطرتها على العاصمة وعلى شريط عريض من حولها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون.
 

ويأتي ذلك غداة مقتل 41 شخصا في ريف دمشق هم 22 مقاتلا معارضا وثلاثة عناصر من قوات النظام و16 مدنيا.
 

وأفاد المرصد في بيان عن "اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة في حي القدم في مدينة دمشق"، مشيرا إلى تعرض أحياء دمشق الجنوبية للقصف من القوات النظامية.
 

وذكر ان محول الكهرباء في حي القابون في شرق العاصمة "انفجر اثر استهدافه بقذائف".


ويحاول المقاتلون المعارضون التقدم في اتجاه دمشق، إلا أن النظام يركز قواته في المدينة لمنع تمدد المعارك إليها.
 

وسجل، بحسب المرصد، قصف من القوات النظامية على مدينتي داريا والمعضمية وبلدتي بيت سحم وعين ترما في ريف دمشق، بالتزامن مع اشتباكات تدور في المنطقة.