مواجهات مسلحة سابقة
مواجهات مسلحة سابقة

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بوقوع عدة انفجارات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوبي العاصمة السورية دمشق، رافقتها اشتباكات بين قوات المعارضة المسلحة ومسلحين من اللجان الشعبية التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، القيادة العامة.

وأشارت الأنباء الواردة من المخيم إلى أن الجيش السوري النظامي قصف المخيم ومنطقة الحجر الأسود والقدم والعسالي.

ووفقا للمرصد، فإن سكان المخيم يغادرون منازلهم في المخيم وسط ظروف إنسانية في غاية الصعوبة.

كما سجلت اشتباكات بين القوات السورية والجيش الحر في حي جوبر بريف دمشق رافقها سقوط عدة قذائف.

في سياق متصل، ذكرت شبة NBC الأميركية أنه تم الإفراج عن كبير مراسليها للشؤون الخارجية ريتشارد انغيل وطاقمه بعد احتجازه جماعة مسلحة لخمسة أيام.

وأضافت الشبكة في بيان أصدرته الثلاثاء "يسرنا ان نعلن انهم خرجوا من هذا البلد بسلام".

وقال أنغيل عقب خروجه من سورية إن خاطفيه هم من الميليشيات الموالية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، وإنهم هددوا بقتله وفريق العمل الذي يرافقه.

اختطاف أجانب

ومن جانب آخر، أعلنت روسيا الثلاثاء أن اثنين من رعاياها اختطفا مع مهندس إيطالي على الطريق السريع بين طرطوس وحمص في سورية.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن الخاطفين يطالبون الشركة السورية التي توظف الرجال الثلاثة بفدية مقابل الإفراج عنهم.

ويعمل الرجال الثلاثة في مصنع فولاذ في مدينة طرطوس الساحلية، عرفت عنه موسكو على أنه شركة سورية خاصة تدعى مجموعة حمشو.

ومن جانبه قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال زيارة إلى أوزبكستان إن موسكو "تتخذ كل الإجراءات اللازمة لدى سورية ودول أخرى" من أجل تامين الإفراج عن الرجال الثلاثة.

وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن الروسيين هما في.في.غوريلوف وعبد الستار حسون الذي يحمل الجنسيتين السورية والروسية. كما أكدت هوية الرهينة الايطالي على أنه ماريو بيلومو.

وكانت وزارة الخارجية الايطالية قد أعلنت في بيان الاثنين أن مهندسا إيطاليا خطف في سورية مع زميلين له من جنسيتين أخريين، كانوا يعملون في مصنع فولاذ في مرفأ اللاذقية، بدون أن تكشف أي تفاصيل أخرى.

 العربي والإبراهيمي يبحثان الوضع

وبحث الأمين العام للجامعة العربية مع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي الخاص في القاهرة الثلاثاء، الأوضاع الراهنة في سورية ونتائج الجهود الدولية لإنهاء الأزمة، فيما تواصلت المعارك بين قوات المعارضة والقوات النظامية في عدة جبهات.

وقالت مصادر في الجامعة العربية إن العربي والإبراهيمي بحثا الجهود الحالية للتعامل مع الوضع في سورية في ضوء المشاورات والاتصالات التي يجريها الإبراهيمي مع أطراف الأزمة، ونتائج محادثاته الأخيرة مع المسؤولين الأميركيين والروس في جنيف.

روسيا ترسل سفنا حربية

وفي غضون ذلك، قالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء إن موسكو أرسلت أسطولا جديدا من السفن الحربية إلى البحر الأبيض المتوسط باتجاه السواحل السورية، موازاة مع إعلانها اختطاف اثنين من رعاياها مع مهندس إيطالي في سورية.

ونقلت وكالة أنباء ايتار-تاس عن الوزارة قولها إن سفينة ياروسلاف مودري الدورية وسفينتي الإنزال كاليننغراد والكسندر شابالين وسفينة اس بي-921 القاطرة وسفينة التموين لينا أبحرت من بحر البلطيق إلى المتوسط.

وذكر المصدر نفسه أن هذه السفن ستحل مكان أسطول آخر تقوده السفينة الطراد موسكفا التي أرسلت إلى المنطقة من البحر الأسود في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

ونقلت وكالة أنباء انترفاكس عن مصدر في قاعدة البلطيق البحرية قوله إن الأسطول أرسل إلى المتوسط "لمشاركة محتملة في إجلاء مواطنين روس" من سورية.

مقاتلون من المعارضة
مقاتلون من المعارضة

فيما يقترب القتال من العاصمة السورية دمشق، أعلن نائب الرئيس السوري فاروق الشرع أنه لا يمكن لقوات الرئيس بشار الأسد أو لمقاتلي المعارضة الفوز في الحرب بسورية.
 
وقال الشرع لصحيفة الأخبار اللبنانية إن الوضع في سورية يتدهور وأن إنهاء الصراع يتطلب تسوية وصفها بـ"التاريخية" بمشاركة قوى إقليمية ومجلس الأمن الدولي وتشكيل حكومة وحدة وطنية "ذات صلاحيات واسعة".
 
ونقلت الصحيفة عنه قوله "كل يوم يمر يبتعد الحل عسكريا وسياسيا. نحن يجب أن نكون في موقع الدفاع عن وجود سورية.. ولسنا في معركة وجود فرد أو نظام".
وفي انتقاد مستتر للعمليات العسكرية، قال الشرع "هناك فرق بين واجب الدولة في توفير الأمن لمواطنيها وبين انتهاج الحل الأمني للأزمة".
 
ونقل الشرع عن الأسد قوله "إن هذا صراع طويل.. والمؤامرة كبيرة وأطرافها عديدون"، مضيفا أن الأسد "لا يخفي رغبته بحسم الأمور عسكريا حتى تحقيق النصر النهائي.. وعندها يصبح الحوار السياسي ممكنا على أرض الواقع".
 
وقال "ندرك اليوم أن التغيير أمر مفروغ منه. إذا لم تأخذ السلطة زمام المبادرة لتحقيقه مع الآخرين فإن التغيير سيحصل بإملاءات أحادية منهم".
 
غير أنه لفت إلى أنه "لا الائتلاف الوطني ولا مجلس اسطنبول ولا هيئة التنسيق كمعارضة داخلية متعددة الأقطاب ولا أية مجموعات معارضة سلمية أو مسلحة بارتباطاتها الخارجية المعروفة تستطيع أن تدعي أنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري"، مضيفا "كذلك فإن الحكم القائم بجيشه العقائدي وأحزابه الجبهوية وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي بخبرته الطويلة وبيروقراطيته المتجذرة لا يستطيع لوحده بعد سنتين من عمر الأزمة إحداث التغيير والتطور من دون شركاء جدد يساهمون في الحفاظ على نسيج الوطن ووحدة أراضيه وسيادته الإقليمية".
 
مخيم اليرموك
 
أما على الصعيد الميداني، قالت مصادر بالمعارضة السورية ومصادر أخرى فلسطينية إن قوات المعارضة سيطرت بشكل كامل على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق الاثنين بعد أيام من القتال.
 
ودارت المعارك بين مقاتلين من المعارضة السورية يدعمهم بعض الفلسطينيين ضد مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة الموالية للرئيس السوري بشار الأسد.
 
وقالت مصادر المعارضة إن كثيرين من مقاتلي الجبهة انشقوا وانضموا إلي قوات المعارضة السبت وأن زعيم الجبهة أحمد جبريل غادر المخيم في اليوم نفسه.
 
وقال ناشط فلسطيني في اليرموك "المخيم كله تحت سيطرة الجيش السوري الحر"، مضيفا أن الاشتباكات توقفت وأن الباقين من جنود الجبهة الشعبية انسحبوا وانضموا إلى القوات الحكومية المحتشدة على المشارف الجنوبية للمخيم.