عناصر من قوات المعارضة السورية
عناصر من قوات المعارضة السورية

أفاد محققون من الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان بأن الصراع في سورية أصبح مقسما على أسس طائفية مما يضع الأقلية العلوية الحاكمة في مواجهة الأغلبية السنية.

وقال فريق المحققين المستقلين الذي يقوده الخبير البرازيلي باولو بينيرو في أحدث تقرير يصدره "فيما تقترب المعارك بين القوات الحكومية والجماعات المسلحة المناهضة للحكومة من نهاية عامها الثاني باتت طبيعة الصراع طائفية بشكل واضح"، مشيرين إلى أن الصراع الدائر باتت يهدد طوائف بأكمها.

وأوضح التقرير أن "الأقليات الأخرى مثل الأرمن والمسيحيين والدروز والفلسطينيين والأكراد والتركمان أقحموا في النزاع"، وأكد أن الوضع سيء إلى درجة أن "مجموعات بأكملها قد تضطر للهرب من البلاد" مخافة استهدافها.

وأضاف أن القوات الحكومية السورية زادت من استخدامها للقصف الجوي بما في ذلك قصف المستشفيات، وقال إن هناك أدلة تشير إلى أن هذه الهجمات "غير متناسبة" مع طبيعة الأهداف التي تتعرض للقصف.

وذكر التقرير أن طبيعة الأعمال القتالية من الجانبين تمثل "انتهاكا متزايدا للقانون الدولي".

المعارضة تنسحب من مخيم اليرموك

ومن جانب آخر، أفاد المتحدث باسم مجموعة العمل من أجل الفلسطينيين في سورية طارق الحمّود أن قوات المعارضة المسلحة أعلنت الخميس انسحابها  من مخيم اليرموك بالاتفاق مع النظام السوري، من أجل إبعاد المخيم عن المواجهات الجارية بين الطرفين.

ويأتي الاتفاق بعد مفاوضات بين قوات المعارضة والفلسطينيين والقوات النظامية لتحييد المخيم وإبعاده عن الصراع. وكان المخيم قد شهد خلال الأيام الماضية معارك وقصفا بين قوات المعارضة ولاجئين فلسطينيين ينتمي معظمهم إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أسفرت عن مقتل عشرات ونزوح نحو 100 لاجئ إلى العاصمة دمشق والدول المجاورة.

ومن جهته، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه إن السلطات الفلسطينية وجهت دعوات للنظام السوري من أجل عدم زج الفلسطينيين في الصراع، وأشار في حديث مع "راديو سوا" إلى توجيه أكثر من رسالة إلى النظام الحاكم في دمشق في هذا الصدد.   

معارك في حماة

وأفاد مقاتلو المعارضة السورية أنهم سيطروا على ست بلدات على الأقل في محافظة حماة وسط سورية في إطار عملية تستهدف توسيع سيطرة قوات المعارضة جنوبا باتجاه العاصمة دمشق.

وقال عضو القيادة العسكرية للمعارضة السورية قاسم سعد الدين لوكالة رويترز إن معظم القطاع الغربي الريفي من محافظة حماة، والذي يمتد إلى سفوح الجبال التي تقيم فيها الطائفة العلوية، يخضع الآن لسيطرة مقاتلي المعارضة.

وأضاف أن البلدات التي سيطر عليها مقاتلو المعارضة تشمل اللطامنة وحلفايا وكفر نبودة وحصرايا وطيبة الإمام وكفر زيتا وأن القتال اندلع أيضا في مدينة حماة نفسها.

وهذا مقطع فيديو يظهر دخول عناصر من قوات المعارضة إلى إحدى القرى في حماة:



تحركات دولية

وعلى صعيد التحركات الدولية، من المقرر أن يلتقي الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مع الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو الخميس لإجراء محادثات بشأن الأوضاع في سورية.

كما تنطلق في بروكسل الخميس قمة الاتحاد الأوربي - روسيا التي ستتناول الأزمة السورية.

وقال دبلوماسي أوروبي إن دول الاتحاد ستحث روسيا على استخدام نفوذها من أجل التوصل إلى حل للازمة في سورية.

بوتين: روسيا قلقة على مستقل سورية

يأتي ذلك، فيما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمر صحافي إن بلاده ليست قلقة على نظام الأسد بقدر قلقها على مستقبل سورية.  
 
وأشار بوتين إلى أن تسوية الأزمة السورية يجب أن تتضمن سبل الحيلولة دون نشوب حرب أهلية وانهيار الدولة السورية، كما حصل في ليبيا، حسب تعبيره.

جانب من أعمال العنف التي شهدها الساحل السوري
جانب من أعمال العنف التي شهدها الساحل السوري

يتواصل التوتر الأمني في الساحل السوري مع ارتفاع حصيلة الضحايا المدنيين إلى 1500 قتيل منذ 6 مارس، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وتصاعدت الهجمات ضد القوات الأمنية والمجموعات المسلحة المحلية، وفقًا لتوثيقات المرصد.

وفي أحدث التطورات، تعرضت دورية أمنية قرب المركز الثقافي في بانياس بريف طرطوس لهجوم بالقنابل، ما أدى إلى مقتل عنصرين من المهاجمين واعتقال أحد أفراد المجموعة. 

وفي ريف دمشق، سقط عنصران من الأمن العام في كمين مسلح ببلدة تلفيتا، تبعه فرض طوق أمني مشدد، بينما شهد حي كفر سوسة في دمشق هجومًا استهدف دورية أمنية نفذته مجموعات مسلحة مرتبطة بالنظام السابق.

وتستمر حصيلة القتلى في الارتفاع نتيجة ما وصفه المرصد بـ" المجازر المتتالية"، حيث قُتل 24 مدنيًا في اللاذقية وطرطوس في الساعات الماضية، معظمهم من الطائفة العلوية. 

وسبق ذلك "أربعة مجازر"  أخرى في اللاذقية وطرطوس وحماة وحمص، أسفرت عن 93 قتيلًا.

وبحسب توثيقات المرصد، توزعت حصيلة الضحايا بين 745 قتيلًا في اللاذقية، و480 في طرطوس، و262 في حماة، و13 في حمص، مما يعكس حجم التصعيد المستمر منذ أكثر من أسبوع.

حذر المرصد السوري من عمليات الدفن الجماعي للضحايا، مؤكدًا أن هذه الخطوة قد تُستخدم لاحقًا لأغراض سياسية، ما قد يؤدي إلى طمس الحقائق حول الانتهاكات المرتكبة.

 كما أشار إلى تورط قوات الأمن ووزارة الدفاع في عمليات إعدام ميداني وتهجير قسري وحرق منازل، وسط غياب أي محاسبة قانونية.

ودعا المرصد إلى تحقيق دولي مستقل في هذه الانتهاكات، مشددًا على ضرورة محاسبة المسؤولين لمنع تكرار مثل هذه الجرائم. 

يشار  إلى أن الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، كان قد كلف لجنة بالتحقيق بالأحداث التي شهدتها منطقة الساحل، متوعدا بمحاسبة المسؤولين عنها.