الناطق باسم الائتلاف الوطني السوري وليد البني
الناطق باسم الائتلاف الوطني السوري وليد البني

أعلن أكبر تحالف للمعارضة السورية الخميس أنه منفتح على أي عملية انتقال سياسي في سورية لا يكون الرئيس بشار الأسد والمقربون منه جزءا منها، في الوقت الذي أكد فيه الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي على إجراء تعديلات على خطة جنيف للخروج من الأزمة.

وقال الناطق باسم الائتلاف الوطني وليد البني "نقبل بأي حل سياسي لا يشمل عائلة الأسد والذين سببوا ألما للشعب السوري. وخارج هذا الإطار كل الخيارات مطروحة على الطاولة".

وأضاف البني في مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول، أن "شرطنا الأول لهم (عائلة الأسد وكبار مسؤولي النظام) هو أن يغادروا البلاد".

وقد جاءت تصريحات المعارضة متطابقة مع موقف باريس الذي أعلن عنه الخميس مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية.

وقال فنسان فلورياني إن "بشار الأسد الذي يواصل قمعا أكثر شراسة ضد شعبه ويتحمل مسؤولية الضحايا الـ 45 ألفا في هذا النزاع لا يمكن أن يكون جزءا من الانتقال السياسي".

كما تأتي هذه التصريحات بعد ساعات على تصريحات للإبراهيمي دعا فيها إلى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لحين إجراء انتخابات في سورية، مؤكدا على وجوب أن يكون التغيير "حقيقيا" في البلاد.

خطة جنيف

وفي سياق متصل أكد الإبراهيمي أن مؤتمر جنيف الذي عقد في شهر يونيو/حزيران الماضي "فيه ما يكفي من العناصر لوضع مخطط يمكن أن ينهي هذه الأزمة خلال الأشهر القليلة المقبلة".

وأضاف الإبراهيمي قائلا "مضت ستة أشهر على جنيف، لا شك أن هناك بعض التعديلات يجب أن تدخل على النقاط التي أتت فيه، لكن هذه النقاط صالحة في كل مكان وزمان".

ونصت الخطة الانتقالية لمعالجة الأزمة السورية التي أقرتها مجموعة العمل حول سورية في جنيف برعاية المبعوث الدولي السابق كوفي أنان على تشكيل حكومة انتقالية تملك كامل الصلاحيات التنفيذية، تقوم بتسمية محاور فعلي عندما يطلب المبعوث الدولي ذلك، للعمل على تنفيذ الخطة الانتقالية.

وأشارت الخطة إلى أن الحكومة الانتقالية ستضم أعضاء في الحكومة الحالية وآخرين من المعارضة كما دعت إلى حوار وطني تشارك فيه جميع مجموعات وأطياف المجتمع السوري.

كما لاحظت الخطة إمكانية البدء بمراجعة للدستور إضافة إلى إصلاحات قانونية، على أن تخضع هذه المراجعة لموافقة الشعب، وتتبعها انتخابات حرة ومفتوحة أمام جميع الأحزاب.

ولم تتطرق خطة جنيف إلى مسألة تنحي الأسد، لكنها شددت على وجوب "تأمين استمرارية المرافق العامة أو ترميمها" خلال المرحلة الانتقالية، وموضحة أن "هذا يشمل الجيش والأجهزة الأمنية".

كما نصت الخطة على وجوب التمكن من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررا وإطلاق المعتقلين ووضع حد لإراقة الدماء، بالإضافة إلى تخصيص إمكانات مادية لإعادة إعمار البلاد.

غارات جديدة

ميدانيا، شن الطيران الحربي السوري الخميس غارات جوية في محيط معسكر وادي الضيف بمحافظة إدلب شمال غربي البلاد والذي يحاصره مقاتلو المعارضة منذ أكثر من شهرين، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ويحاصر مقاتلون من كتائب عدة مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد معسكر وادي الضيف منذ سيطرتهم على مدينة معرة النعمان الاستراتيجية في التاسع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال المرصد إن الطائرات المروحية قصفت أيضا بلدة بنش في المحافظة نفسها، فيما تدور اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في جسر الشغور، تمكنوا من السيطرة على حاجز لهذه القوات في تل الذهب، بحسب المرصد الذي تحدث عن "قتل وجرح عدد من عناصر القوات النظامية إثر تفجير رجل سيارة مفخخة بحاجز للقوات النظامية في قرية اليعقوبية".

وفي ريف دمشق، دارت اشتباكات في مدينة داريا جنوب غرب دمشق التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها منذ فترة، بحسب المرصد الذي أفاد عن تعرض مدينة الزبداني في ريف العاصمة للقصف.

وتحدث المرصد عن سقوط قتلى وجرحى اثر انفجار سيارة مفخخة في شارع النهر بمنطقة السبينة في ريف دمشق.

وفي محافظة حلب، تحدث المرصد عن اشتباكات عنيفة فجر اليوم في محيط كتيبة دفاع جوي بالقرب من مطار النيرب العسكري، مشيرا إلى "معلومات عن سيطرة مقاتلين من الكتائب على أجزاء من محيط المطار".

الإبراهيمي في زيارة سابقة لموسكو
الإبراهيمي في زيارة سابقة لموسكو

تشهد العاصمة الروسية الخميس تحركات دبلوماسية مكثفة تهدف إلى مناقشة خطة لإنهاء الصراع في سورية، إذ تجري موسكو محادثات مع وفد رسمي سوري برئاسة نائب وزير الخارجية، في الوقت الذي سيصل فيه وزير الخارجية المصري إلى روسيا في وقت لاحق الخميس بينما سيلحقه المبعوث الدولي لسورية الأخضر الإبراهيمي.

وقالت وكالة ايتار تاس  الروسية إن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أجرى محادثات صباح الخميس في مقر الخارجية في موسكو قبل يومين على وصول الإبراهيمي إلى العاصمة الروسية، بعد المشاورات التي أجراها الأخير مع الأسد والمعارضة السورية الداخلية في دمشق.

وتأتي هذه المباحثات في الوقت الذي أكدت فيه روسيا أنها تجري مباحثات معمقة مع العديد من الأطراف وفي مقدمتها الولايات المتحدة بهدف التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة السورية، الأمر الذي زاد من التكهنات حول وجود شئ ما في الأفق قد يقود إلى تسوية تنهي 21 شهرا من العنف الذي أوقع نحو 45 ألف قتيل.

 وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية الكسندر لوكاشفيتش "مع شركائنا الأميركيين ومع الإبراهيمي والجهات الفاعلة الدولية الأخرى، أجرينا ونجري مناقشات حول الآليات التي يجب وضعها لتطبيق عملي للمبادئ التي اتفق عليها في اجتماع جنيف في 30 يونيو/حزيران".

وأضاف لوكاشفيتش أن "زملاءنا الأميركيين وآخرين غيرهم ممن وافقوا على وثيقة جنيف قاموا بتغيير موقفهم  180 درجة عبر دعم المعارضة بدون إقامة أي حوار مع الحكومة السورية".

ومن جانبه غادر القاهرة، اليوم الخميس، وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو متوجها إلى روسيا، في زيارة تستغرق عدة أيام، يلتقي خلالها نظيره الروسي سيرغى لافروف.
 
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن عمر سيناقش مع نظيره الروسي "العلاقات الثنائية وآخر المستجدات بالنسبة للأزمة السورية في ظل تطورات الأوضاع على الأرض داخل سورية، واستمرار عملية القتال والمواقف الدولية المختلفة تجاه هذه الأزمة".

وفد سوري في موسكو

وفي سياق المساعي الدبلوماسية تستمر الخميس مباحثات الوفد الرسمي السوري مع المسؤولين الروس، إذ من المرتقب أن يلتقي فيصل المقداد بوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في الوقت الذي لم تتسرب فيه اية معلومات حول المحادثات التي أجراها الوفد السوري مع المسؤولين الروس.

وقال المتحدث باسم الخارجية الكسندر لوكاشفيتش ردا على سؤال عن هدف هذه المحادثات إنه "يجب أن تكون هناك حاليا مبادرات نشطة وحازمة من أجل وقف حمام الدم".

وأكد أن محادثات اليوم الخميس في موسكو "تندرج في إطار الحوار الذي لا نجريه مع الحكومة السورية فحسب بل ومع كل هيئات المعارضة".

ومن جانب آخر نفى الناطق باسم الخارجية الروسية بشدة وجود اتفاق بين الروس والأميركيين حول تشكيل حكومة انتقالية مع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد إلى حين انتهاء ولايته في 2014، كما كانت أوردت بعض الصحف.

وقال إنه "لم يكن هناك وليس هناك مثل هذه الخطة، وليست موضع بحث"، مضيفا أن مستقبل الرئيس السوري "شأن يخص السوريين وليس الروس".

وتابع لوكاشيفيتش قائلا إنه "إذا كان الهدف هو رأس الرئيس فهذا يعني استمرار حمام الدم ومسؤولية كبرى يتحملها الذين يتابعون السعي إلى مثل هذه الأهداف".

الإبراهيمي يزور موسكو

وفي سياق متصل يتوقع أن يصل الموفد الدولي الإبراهيمي إلى موسكو السبت بطلب منه كما قالت الدبلوماسية الروسية، بعدما أمضى عدة أيام في دمشق منذ الأحد، والتقى الرئيس السوري بشار الأسد والمعارضة لكنه لم يحصل على موافقتهما على خطة دولية للخروج من الأزمة.
وقبل زيارته إلى موسكو دعا الإبراهيمي في مؤتمر صحافي في دمشق الخميس إلى "تغيير حقيقي في سورية وتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة إلى حين إجراء انتخابات جديدة".

وقال الإبراهيمي إن "التغيير المطلوب ليس ترميميا ولا تجميليا. الشعب السوري يحتاج ويريد ويتطلع إلى تغيير حقيقي، وهذا معناه مفهوم للجميع".

ودعا الموفد الدولي إلى تشكيل حكومة "كاملة الصلاحيات .. بمعنى أن كل صلاحيات الدولة يجب أن تكون موجودة فيها".

وأشار الإبراهيمي إلى أن هذه الحكومة يجب أن "تتولى السلطة أثناء المرحلة الانتقالية" التي يجب أن تنتهي بانتخابات.

وأوضح أن الانتخابات "إما أن تكون رئاسية إن اتفق أن النظام سيبقى رئاسيا كما هو الحال، أو انتخابات برلمانية إن تم الاتفاق أن النظام في سورية يتغير إلى نظام برلماني"، مؤكدا على أهمية ألا تتسبب المرحلة الانتقالية "بانهيار الدولة ومؤسسات الدولة".

ومن المقرر أن تنتهي الولاية الحالية للرئيس بشار الأسد في 2014، بينما تستمر ولاية مجلس الشعب الذي أجريت انتخاباته في مايو/أيار الماضي، في 2016.
لكن الإبراهيمي قال إنه لم يقدم مشروعا متكاملا "في الوقت الحالي"، مؤكدا أنه يفضل أن يقدم مشروعا كهذا في وقت "تكون الأطراف وافقت عليه كي يكون تنفيذه سهلا".

وتابع موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية قائلا إنه في حال عدم التمكن من ذلك "قد يكون الحل الآخر هو الذهاب إلى مجلس الأمن واستصدار قرار ملزم للجميع.