انتقدت جبهة النصرة الإسلامية التي تعد إحدى قوى المعارضة السورية مواقف الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إزاء الصراع الدائر في سورية، وقالت إنها تسهم في إطالة عمر نظام الرئيس بشار الأسد.
وقال زعيم الجبهة أبو محمد الجولاني في شريط فيديو بث على الانترنت الجمعة، "بان للناس أجمع الدعم الأميركي والدولي المتواصل للمد بعمر هذا النظام بإعطاء المهل وإرسال المراقبين والسعي بالهدن".
وأضاف الجولاني أن قرار الولايات المتحدة وضع جبهة النصرة على لائحة المنظمات الإرهابية خير دليل على فشل سياسات واشنطن في المنطقة، على حد قوله.
وألمح الجولاني أكثر من مرة في كلمته إلى أن مرحلة ما بعد انهيار نظام الأسد ستكون مرحلة حكم "المجاهدين".
وأدرجت الولايات المتحدة جبهة النصرة الإسلامية في سورية في لائحتها للمنظمات الإرهابية بعد أن اتهمتها بالانتماء إلى تنظيم القاعدة قبل نحو أسبوعين، في خطوة لاقت انتقادات واسعة من بقية قوى المعارضة السورية.
روسيا تدعو دمشق للتفاوض
في سياق آخر، حثت الحكومة الروسية الرئيس السوري على بدء مفاوضات مع قوى المعارضة السورية بهدف نزع فتيل الصراع الدائر في البلاد منذ أكثر من 21 شهرا.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو تبدل قصارى جهدها لدفع حكومة دمشق على إطلاق الحوار مع المعارضة، وأضاف "شجعنا بقوة... القيادة السورية على جعل استعدادها المعلن للحوار مع المعارضة شيئا ملموسا بقدر المستطاع".
وأشار لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري محمد كامل عمرو في موسكو الجمعة، إلى أن المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي سيقدم خلال زيارته إلى روسيا السبت تقييما لمواقف الأطرف التي تحدث معها خلال زيارته في سورية التي اختتمها الخميس.
ودعا المسؤول الروسي المجتمع الدولي إلى الضغط من أجل وقف العنف ودفع الأطراف المتنازعة إلى الالتزام بما ورد في اتفاقية جنيف.
دعوة للمعارضة
وفي نفس الإطار، وجهت وزارة الخارجية الروسية دعوة إلى رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب للمشاركة في مفاوضات بهدف تسوية النزاع السوري.
وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف في حديث مع وكالة أنباء ريا نوفوستي أن اللقاء يمكن أن يعقد في موسكو أو في جنيف أو القاهرة.
وقال وزير الخارجية سيرغي لافروف إن بلاده مستعدة لإجراء هذا الحوار ومناقشة موقف الائتلاف من الأزمة.
لكن عضو الائتلاف الوطني السوري المعارض عبد الباسط سيدا، جدد في حديث لـ"راديو سوا" رفض قوى المعارضة لأي حل سياسي لا يتضمن رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة فورا، مشيرا إلى أن الدعوات في هذا الصدد لم ولن تأتي بنتيجة، حسب قوله.
وفي المقابل، أكد المحلل السياسي السوري مضر بركات، وهو مقرب من الحكومة السورية، رفض دمشق لتنحي الأسد ورد على موقف المعارضة بالقول "نحن نؤيد الحراك الدستوري لأي تغيير يقوم على أساس الصالح الوطني. أما رغبات هؤلاء (قوى المعارضة) ورغبات أسيادهم، فهي لا تعنينا إطلاقا".
محادثات ثلاثية
وتوقعت روسيا الجمعة انضمام مسؤولين في الإدارة الأميركية إلى محادثات ثلاثية من المزمع عقدها الشهر المقبل لبحث الأزمة السورية.
ومن المتوقع أن يشارك في المحادثات المبعوث الخاص الأخضر الإبراهيمي ووزير الخارجية الروسي ووكيل وزارة الخارجية الأميركية وليام بيرنز.
تواصل القتال
ومع تلك الجهود الدبلوماسية، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن الطيران الحربي شن غارات جوية على ريف دمشق بعد ليلة شهدت عمليات قصف ومعارك طالت عددا من أحياء العاصمة.
وأضاف المرصد أن الجيش السوري انسحب الخميس من عدة مناطق في محيط العاصمة بعد هجمات شنها مقاتلو المعارضة على حواجز عسكرية.
في المقابل، أفاد مصدر مقرب من الحكومة بمقتل عدد من المسلحين في انفجار سيارة ملغومة خلف جامع الزبير في حي التضامن في العاصمة دمشق.
وسقطت عدة قذائف في حي القابون شمال شرقي دمشق، بينما اندلعت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في حي القدم جنوبي المدينة.
واستؤنفت عمليات القصف والمعارك في ضاحية داريا جنوب غربي دمشق التي يحاول الجيش النظامي استعادة السيطرة الكاملة عليها منذ اسابيع، ويلدا ودوما وحول موقع عسكري بين عربين وحرستا.
وفي حماة، أعلن المجلس العسكري بدمشق على حسابه في موقع تويتر إسقاط طائرة مقاتلة من طراز ميغ بين مورك وقرية معان شمالي المحافظة.
وأسفرت أعمال العنف الخميس عن سقوط 142 قتيلا على الأقل بينهم 55 مدنيا و42 جنديا، حسب حصيلة أعلنها المرصد السوري لحقوق الإنسان.