احد مقاتلي الجيش السوري الحر يستهدف قناصا مواليا للرئيس السوري بشار الاسد في حلب
احد مقاتلي الجيش السوري الحر يستهدف قناصا مواليا للرئيس السوري بشار الاسد في حلب

أغلقت السلطات السورية الثلاثاء مطار حلب الدولي بعد تعرضه لهجمات من جانب قوات المعارضة مقاتلي المعارضة، فيما استمرت العمليات العسكرية في ريف دمشق.

وأعلنت سلطات مطار حلب إغلاقه بداعي "إجراء أعمال صيانة لبعض المرافق والمدرج"، إلا أن مصدرا ملاحيا أفاد بأن "الإغلاق جاء كإجراء مؤقت نتيجة محاولات مسلحي المعارضة المستمرة لاستهداف الطائرات المدنية، ما قد يتسبب بكارثة إنسانية".

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدر القول إنه "لم يتم تحديد مدة واضحة للإغلاق، لكن من المؤكد انه سيغلق لفترة قصيرة جدا لحين السيطرة على المناطق المحيطة بالمطار التي ينتشر فيها مسلحو المعارضة ولضمان أمن وسلامة الطائرات".

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان ذكر أن انفجارا دوى في طائرة مدنية لدى إقلاعها من مطار حلب الدولي السبت، مرجحا أن يكون ناتجا عن قصف المطار من مواقع للمعارضة.

قصف على دمشق

ومن جانب آخر، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتعرّض مدينتي داريا ومعضمية الشام في ريف دمشق والمنطقة الواقعة بينهما للقصف من قبل القوات النظامية بالتزامن مع اشتباكات عنيفة تدور في المنطقة بين القوات السورية وعناصر الجيش السوري الحر، الذي أعلن أنه تصدى لمحاولات اقتحام الحي الشمالي في مدينة بصر الحرير في درعا جنوب سورية.

وذكرت لجان التنسيق المحلية في بيان لها أن الطيران الحربي السوري أغار على عدد من المباني السكنية في مدينة داريا بريف دمشق.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية من جهتها، إن وحدات الجيش واصلت "ملاحقة الإرهابيين" و"نفذت اليوم عمليتين نوعيتين في يبرود والنبك في ريف دمشق قضت خلالهما على عدد من الإرهابيين ودمرت أسلحة وذخيرة وأدوات إجرامية كانوا يستخدمونها".

في محافظة درعا جنوب سورية، قال المرصد السوري إن "اشتباكات عنيفة تدور في أطراف بلدة بصر الحرير بين مقاتلين من عدة كتائب مقاتلة والقوات النظامية التي تحاول استعادة السيطرة على البلدة عبر اقتحامها من الجهتين الشرقية والغربية للبلدة".

وكان مقاتلو المعارضة استولوا على بصر الحرير قبل أيام.

صورة أقمار صناعية تظهر طائرة النقل الثقيلة An-124 في قاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية بسوريا في 13 ديسمبر 2024.
صورة أقمار صناعية تظهر طائرة النقل الثقيلة An-124 في قاعدة حميميم الجوية الروسية بالقرب من اللاذقية بسوريا في 13 ديسمبر 2024.

كشف مسؤول أمني سوري، السبت، أن طائرة شحن روسية غادرة قاعدة حميميم الجوية الروسية في مدينة اللاذقية السورية الساحلية، متجهة إلى ليبيا.

وأوضح المسؤول المتمركز خارج القاعدة الروسية، في تصريحات لوكالة رويترز، أن من المتوقع إقلاع المزيد من الطائرات الروسية من القاعدة في الأيام المقبلة.

يأتي ذلك بعدما أظهرت صور أقمار اصطناعية نشرتها شركة "ماكسار" بعد إطاحة قوات المعارضة السورية بنظام بشار الأسد مطلع الأسبوع الجاري، أن روسيا تجمع فيما يبدو عتادا عسكريا في قاعدتها الجوية بسوريا.

وتُظهر الصور، التي التقطت الجمعة، ما يبدو أنه طائرتان من طراز "أنتونوف أيه إن-124"، إحدى أكبر طائرات الشحن في العالم، ومقدمتهما مفتوحة بقاعدة حميميم.

وقالت ماكسار إن "طائرتين للنقل الثقيل من طراز أيه.إن-124 تتواجدان في المطار، ومقدمتهما مفتوحة وفي وضع استعداد لتحميل العتاد".

وأضافت "في مكان قريب، يجري تفكيك مروحية مقاتلة من طراز كيه.أيه-52 ويجري إعدادها على الأرجح للنقل بينما تستعد أجزاء من وحدة الدفاع الجوي إس-400 بالمثل للمغادرة من موقع انتشارها السابق في القاعدة الجوية".

وقالت شركة "ماكسار" إن القاعدة البحرية الروسية في طرطوس، مركز الإصلاح والصيانة الوحيد لروسيا في البحر المتوسط، "ما زالت دون تغيير إلى حد كبير منذ تغطيتنا للصور في 10 ديسمبر مع استمرار رصد فرقاطتين قبالة سواحل طرطوس".

وقال تلفزيون "تشانال 4" البريطاني الإخباري أنه شاهد قافلة تضم أكثر من 150 مركبة عسكرية روسية تتحرك على أحد الطرق.

وأضاف أن الجيش الروسي يتحرك بنظام جيد وأنه تم التوصل فيما يبدو إلى اتفاق يسمح للروس بخروج منظم من سوريا.

ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب من وكالة رويترز للتعليق.

ودعمت موسكو سوريا منذ الأيام الأولى للحرب الباردة معترفة باستقلالها في عام 1944 حين سعت دمشق إلى التخلص من الاستعمار الفرنسي. ولطالما اعتبر الغرب سوريا تابعا للاتحاد السوفييتي.

وقال الكرملين إن تركيزه منذ سقوط الأسد ينصب على ضمان أمن قواعده العسكرية في سوريا وبعثاته الدبلوماسية.