فقد اتهمت الخارجية الأميركية الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين بأنه "غير إنساني" و"غير عقلاني".
وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند ردا على سؤال "على الصعيد الشخصي، اعتبر بالتأكيد أن ما قام به (الأسد) هو تجسيد للشر".
وأضافت "لقد تجاوز الوحشية. ما قام به بحق شعبه غير إنساني"، معتبرة أن الأسد هو "احد الأفرقاء الأكثر وحشية على الساحة الدولية اليوم".
وتابعت نولاند "لا اعتقد أن شخصا ارتكب جرائم بحق شعبه يمكن اعتباره عقلانيا بالمعنى الإنساني للكلمة".
"خيبة أمل"
هذا وتستمر الجهود الدبلوماسية الساعية لعقد اجتماع ثلاثي جديد يضم إضافة إلى الموفد الدولي الأخضر الإبراهيمي كلا من نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن بان كي مون والإبراهيمي "يواصلان العمل من اجل حل سياسي للنزاع"، على أن يشمل ذلك "انتخابات حرة وعادلة تحت إشراف الأمم المتحدة".
من ناحية أخرى، نقل نيسيركي عن بان بشأن خطاب الأسد قوله بأنه "لا يساهم في إيجاد حل من شأنه وضع حد للمعاناة الرهيبة للشعب السوري".
وقال نيسيركي إن بان أصيب بـ"خيبة أمل" لأن هذا الخطاب "يرفض العنصر الأكثر أهمية في إعلان وهو: انتقال سياسي وتشكيل حكومة انتقالية تتمتع بسلطات تنفيذية كاملة وتضم ممثلين لجميع السوريين".
الأسد "أصم وأعمى"
في غضون ذلك، وصف وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس الخطاب "مثير للشفقة".
وقال فابيوس في حسابه على موقع تويتر "نعلم بالفعل أن بشار قاتل لشعبه، لكننا نلاحظ من خلال خطابه المثير للشفقة انه ايضا اصم وأعمى".
On savait que Bachar était l'assassin de son peuple, on constate en écoutant son discours lamentable qu'il est en plus sourd et aveugle 1/2
— Laurent Fabius (@LaurentFabius) January 7, 2013
وأضاف في تغريدة أخرى "أفضل أمنية يمكن أن نتمناها لسورية عام 2013 هي أن تتخلص من ديكتاتورها".
Le meilleur vœu qu’on puisse formuler pour la #Syrie en 2013, c’est qu’elle soit débarrassée de son dictateur. LF 2/2
— Laurent Fabius (@LaurentFabius) January 7, 2013
قطع الطريق أمام التسوية
هذا ورأى عدد من المحللين أن الأسد قطع الطريق مجددا في خطابه أمام كل تسوية.
فقد نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن فابريس بالانش مدير مجموعة البحث والدراسة حول المتوسط والشرق الأوسط (غريمو) في باريس أن الأسد اختار أن يلقي خطابه الأحد أمام "حشد اختير بعناية"، في لحظة يراها تميل لصالحه.
وقال بالانش "هذا هو الوقت المناسب لدعم معنويات مؤيديه لأن قواته النظامية حققت في الفترة الأخيرة تقدما على الأرض، وهو ما يزال مستمرا في منصبه" بعكس توقعات معارضيه المتكررة بسقوطه الوشيك.
في المقابل، شبه مراسل ذي تيليغراف البريطانية حضور الأسد إلى البرلمان وطريقة استقباله من قبل مؤيديه ومضمون خطابه بحضور الرئيس الليبي السابق معمر القذافي الذي أطاحت به المعارضة الليبية عام 2011.
غير أن أستاذ جامعة إدنبره توماس بييريه لا يوافقه الرأي، فقد قال لوكالة الصحافة الفرنسية إن الوضع في سورية إن توقيت الخطاب جاء في وقت يميل في الوضع في سورية "إلى الاستقرار بعض الشيء. صحيح أن النظام لن يربح الحرب لكنه يدرك أيضا أنها ستكون طويلة".
ولفت بييريه إلى أن خطاب الأسد كان "خطاب حرب. الأسد متصلب وصامد في وجه فكرة مسار انتقال سياسي حقيقي".
يشار إلى أن الأسد تقدم في خطابه الطويل بـ"حل سياسي"، دعا فيه إلى مؤتمر وطني، بإشراف الحكومة الحالية بعد وقف العمليات العسكرية، يتم خلاله وضع ميثاق وطني جديد، وتليه انتخابات وتشكيل حكومة.