الإبراهيمي لا يرى دورا للأسد في المرحلة المقبلة
الإبراهيمي لا يرى دورا للأسد في المرحلة المقبلة

أكد المبعوث الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي لوكالة رويترز الأربعاء أنه لا يرى دورا للرئيس السوري بشار الأسد في حكومة تشرف على مرحلة انتقالية في البلاد، قائلا "بكل تأكيد لن يكون عضوا في هذه الحكومة".
 
وشدد الإبراهيمي على أن خطة السلام التي أقرت في جنيف العام الماضي ما تزال أساس الحل للصراع في سورية، مشيرا إلى أنه سيتوجه إلى سويسرا الخميس للمشاركة في اجتماع مقرر مع نائب وزيرة الخارجية الأميركية وليام بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف لبحث سبل تنفيذ هذه الخطة التي اتفقت عليها القوى الكبرى في 30 من يونيو/حزيران الماضي والتي دعت لتشكيل إدارة انتقالية كمخرج من الحرب الأهلية في سورية.
 
وقال الإبراهيمي إن خطاب الأسد الذي ألقاه الأحد "ضيق ومتصلب"، معتذرا عن استخدامه كلمة "طائفية" في مقابلة أخرى أجراها مع بي بي سي.
 
المعارضة ترحب بالتصريحات
 
هذا ورحب الائتلاف الوطني السوري المعارض الأربعاء بتصريحات الإبراهيمي.
 
وقال ممثل الائتلاف في بريطانيا وليد سفّور في مقابلة مع "راديو سوا" إن الإبراهيمي "كان يجامل من قبل، لكنه فقد الأمل الآن فأعلن الحقيقة بأنه بعد أكثر من 40 عاما يجب على عائلة الأسد أن ترحل".
 
وقال وليد سفور إنه لم يبق أمام الإبراهيمي سوى الاستقالة لأن "الأسد قطع الطريق عليه حين قال إنه لا يريد أن يتلقى النصائح من الآخرين في إشارة إلى الإبراهيمي".
 
وكان الإبراهيمي قد قال في مقابلة مع بي بي سي إن الشعب السوري بحاجة لتغيير حقيقي، مضيفا "لقد التقيت الرئيس الأسد في الرابع والعشرين من ديسمبر/كانون الأول الماضي وذلك قبل أسبوعين من خطابه وتحدث خلال اللقاء عن رغبته في تقديم مبادرة وأخبرته أنه يجب أن تكون مبادرته مختلفة عما قدمه سابقا"... وقال إن مبادرة الأسد جاءت كسابقاتها.
 
برنامج سياسي سوري
 
في سياق متصل، أفادت وكالة الأنباء السورية الحكومية (سانا) بأن مجلس الوزراء السوري أقر الأربعاء برنامجا سياسيا لحل الأزمة السورية كان الأسد قد اقترحه في خطاب الأحد.
 
وقال بيان نشرته الوكالة إن مجلس الوزراء قرر تشكيل فريق وزاري لتنفيذ ما يترتب على الحكومة من التزامات بموجب البرنامج السياسي.
 
كما دعا مجلس الوزراء الدول والأطراف الإقليمية والدولية ذات الصلة بالمجموعات المسلحة إلى وقف تمويلها وتسليحها وإيوائها ودعوة هذه المجموعات المسلحة إلى الالتزام بوقف فوري للعنف بكل أشكاله حقنا للدماء على حد تعبير البيان.
 
كما دعا مجلس الوزراء المجتمع الدولي بكل هيئاته ومنظماته ودوله إلى تأييد الحل السياسي للأزمة في سورية.
 
رسالة إلى الأمم المتحدة
 
في هذه الأثناء، دعت وزارة الخارجية السورية في رسالتين وجهتهما إلى مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة إلى الاطلاع ودعم البرنامج السياسي لحل الأزمة السورية الذي أعلنه الأسد الأحد الماضي.
 
كما دعت دمشق في الرسالتين الأربعاء إلى عدم التسرع في إصدار المواقف وعدم تجاهل مخاطر دعم بعض الدول والقوى للمجموعات الإرهابية المسلحة.
 
وكان أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون قد أعرب عن خيبة أمله من الخطاب الأخير للرئيس السوري، معتبرا أنه لا يساهم في إيجاد حل ينهي معاناة الشعب السوري.
 
الوضع الميداني
 
ميدانيا، أعلنت لجان التنسيق المحلية مقتل 92 شخصا في عموم سورية الأربعاء، فيما قال المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 17 عنصرا في القوات النظامية والجيش قتلوا في اشتباكات وقعت في أربع محافظات.
 
يأتي ذلك في وقت تستمر فيه المعارك للسيطرة على المطارات العسكرية الرئيسية في البلاد.
 
وقال الناطق باسم عملية السيطرة على مطار منغ العسكري أبو لؤي الحلبي في مقابلة مع "راديو سوا" أن الكتائب المقاتلة سيطرت على 40 في المئة من المطار حتى الآن.

ندى فضل خلال أحد نشاطات مركزها "مبادرة روح"، موقع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة
ندى فضل خلال أحد نشاطات مركزها "مبادرة روح"، موقع مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة

فازت خمس نساء بجوائز "نانسن للاجئ" لعام 2024، التي تقدمها سنوياً المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

والفائزات الـ5 راهبة، وناشطة، ورائدة أعمال اجتماعية، وعاملة إغاثة متطوعة، ومناصرة في مجال القضاء على انعدام الجنسية.

وحظيت بالجائزة العالمية لهذا العام الراهبة روزيتا ميليزي (79 عاماً)، وهي محامية برازيلية، ناشطة اجتماعية دافعت عن حقوق وكرامة الأشخاص المهجرين منذ قرابة 40 عاماً.

وعلى المستوى الإقليمي، مُنحت 4 نساء أخريات جوائز إقليمية بحسب مناطق عملهن، هنّ ميمونة با من بوركينا فاسو، وجين داوود اللاجئة السورية في تركيا، وندى فضل اللاجئة السودانية في مصر، بالإضافة للناشطة النيبالية ديبتي غورونغ.

كما سيحصل شعب مولدوفا على تكريم فخري لعمله كـ"منارة إنسانية"، نتيجة لدوره في "وضع الصعوبات الاقتصادية التي يمر بها جانباً، لتحوّل البلاد بسرعة مدارسها ومساحاتها المجتمعية ومنازلها إلى ملاذ آمن لأكثر من مليون شخص اضطروا للفرار من الحرب في أوكرانيا"، وفق بيان لمفوضية الأمم المتحدة، نُشر على موقعها الإلكتروني.

وسيتم توزيع الجوائز غداً الاثنين خلال حفل سيُقام في مدينة جنيف السويسرية.

 

ما هي جائزة نانسن؟

وفق المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، تأسست الجائزة عام 1954"إحياءً لإرث فريدجوف نانسن، العالم النرويجي، المستكشف القطبي والدبلوماسي والمفوض السامي الأول في حقبة عصبة الأمم، الحاصل كذلك على جائزة نوبل للسلام 1922".

ويحصل الفائز على مبلغ 150 ألف دولار أميركي تتبرع به حكومتا سويسرا والنرويج، بهدف متابعة مشروع موجه لمساعدة النازحين قسراً، يتم تطويره بالتشاور الوثيق مع مفوضية اللاجئين.

وخلال وجوده في المنصب لعشر سنوات بين 1920 و1930، ساعد نانسن مئات آلاف اللاجئين على العودة إلى وطنهم، وأسهمت جهوده في تمكين عدد كبير من الأشخاص من الحصول على إقامة قانونية وإيجاد عمل في البلدان، التي وجدوا فيها الملجأً.

وتقول المفوضية "أدرك نانسن أن إحدى المشكلات الرئيسية التي كان يواجهها اللاجئون هي افتقارهم لوثائق هوية معترف بها دولياً، فعمل على إيجاد حل عرف بجواز سفر نانسن، كان أول صك قانوني يُستخدم لتوفير الحماية الدولية للاجئين". 

يُشار إلى أن أول من فاز بجائزة "نانسن للاجئ" كانت إليانور روزفلت، وهي أول رئيسة للجنة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة وهي قرينة الرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت، وعُرفت بدورها في صياغة الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان.

"مبادرة روح"

من بين النساء الخمس، فازت السودانية ندى فضل، عن فئة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وهي تُدير مركز "مبادرة روح" الواقع في مدينة الإسكندرية بمصر، حيث يتلقى فيه اللاجئون خدمات الرعاية الصحية المجانية والتدريب على المهارات.

بحسب تقرير للمفوضية عن رحلة فضل (31 عاماً) التي أوصلتها لنيل جائزة "نانسن للاجئ"، فقد وصلت إلى الإسكندرية عام 2015 بمفردها، وليس لديها سوى التصميم على إعادة بناء حياتها.

لكن التكيّف مع الحياة في بلد جديد كان "أمراً صعباً" بالنسبة لفضل، خصوصاً أنها لم تكن تعمل أو تواصل دراستها، لذلك قررت أن تعلم الأطفال اللاجئين في الحيّ الذي عاشت فيه، وكان معظمهم من السوريين.

تقول: "كانوا يسألونني: كيف أحل هذه المسألة؟ وكيف أقرأ هذا؟ وكيف أفعل ذلك؟ لذا، قررت جمعهم معاً وإعطاءهم دروساً في المنزل".

وسرعان ما أسست لنفسها سمعة جيدة داخل المجتمع، مما أدى إلى حصولها على طلبات إضافية للمساعدة، لتتعاون على أثر ذلك مع مجموعة لاجئين آخرين، أطلقوا معاً "مبادرة روح" من أجل حشد المزيد من الدعم للاجئين.

وعندما بدأ مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين الفارين من الحرب الأهلية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في الوصول إلى مصر، قامت فضل في البداية بإشراك شباب آخرين من مجتمعات اللاجئين والمضيفين في الإسكندرية للعمل معها بهدف مساعدة الأسر التي تقطعت بها السبل في مدينة أسوان الجنوبية.

وسافرت اثنتان من صديقاتها إلى أسوان لتقييم الوضع وبناء جسر من التواصل مع السكان المحليين في المدينة، وعند العودة إلى الإسكندرية، بدأت المجموعة على الفور في عملية جمع التبرعات.

تقول فضل "جمعنا التبرعات من السكان هنا ثم أرسلناها إلى أصدقائنا في أسوان لشراء العصير والماء والوجبات وتسليمها للأشخاص الذين يصلون الحدود".

وباعتبارها في صفوف الاستجابة الأولى على الأرض، تمكنت "مبادرة روح" من مساعدة مئات الوافدين الجدد. وبالإضافة إلى تزويدهم بالوجبات الساخنة والمساعدات النقدية، حرصوا على ربط الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والمرضى وكبار السن، بالسكان المحليين الذين قدموا لهم مساكن مؤقتة.

ندى، المتطوعة المثابرة ، الشخصية الفعمة بالقوة التي استطاعت بجهودها أن تساعد مجتمعات اللاجئين، بمختلف جنسياتهم حيث قدمت...

Posted by Caritas Egypt - Alex Refugees' Office on Wednesday, October 9, 2024

معالج السلام

"ولدت منصة معالج السلام جراء الحرب، لذا فإن مهمتنا دائماً هي بناء السلام - السلام الداخلي والسلام في العالم. كل شيء يبدأ من داخلنا"، تقول اللاجئة السورية من مدينة الرقة، المقيمة في تركيا، جين داود.

وبسبب عمل هذه المنصّة التي أنشئت على أثر زلزال كهرمان مرعش في 6 فبراير 2023، الذي ضرب مناطق واسعة في جنوب شرق تركيا والشمال السوري بالإضافة لمدن عدة واقعة تحت سيطرة النظام السوري، نالت مؤسستها داود جائزة "نانسن للاجئ".

وجاء في تقرير نشرته مفوضية اللاجئين الأممية أن فكرة منصّة "معالج السلام" خطرت لداود (26 عاماً) أثناء حضورها دورتين تدريبيتين خلال دراستها الجامعية، إحداهما عن تطوير تطبيقات أندرويد والأخرى عن ريادة الأعمال

تبيّن داود "في تلك اللحظة، بدأت العمل على الموضوع، وكان بمثابة الأمل بالنسبة لي. وعلى الرغم من كل الصعوبات والتجارب التي مررت بها، كنت واثقة من أن شخصاً آخر في مكان آخر يعاني منها".

أعدّت خطة عمل مفصلة وبدأت العمل مع مطوري البرمجيات وعلماء النفس لبناء المنصة. وتم إطلاق الشركة بعد عامين، ولديها الآن قائمة من 100 أخصائي/ة نفسي/ة يقدمون جلسات علاجية عبر الإنترنت باللغات التركية والعربية والكردية والإنكليزية.

وفي حين أن هناك من يستطيع تحمل تكاليف الجلسات الفردية أو الجماعية، يمكن للفئات الضعيفة مثل اللاجئين الوصول إليها مجاناً.  

ونظراً لتفانيها في تقديم الدعم الصحي النفسي للاجئين وغيرهم من الناجين من الصدمات، تم اختيار  داوود كفائزة إقليمية بالجائزة فئة أوروبا.

تعلّق داود على فوزها "ردود الفعل من المستفيدين من خدماتنا هي أكبر مكافأة بالنسبة لي، ولكن الفوز بهذه الجائزة له معنى كبير، فهو يمنحني الدافع والشجاعة لمواصلة هذا العمل".