عناصر من المعارضة المسلحة
عناصر من المعارضة المسلحة

قصفت القوات السورية النظامية عدة مناطق في ريف العاصمة دمشق التي تشهد معارك عنيفة منذ عدة أسابيع، فيما تواصلت الاشتباكات بين وحدات الجيش النظامي وقوات المعارضة في حلب وحمص.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن راجمات صواريخ تابعة للجيش النظامي قصفت مدينة دوما في ريف دمشق، بينما نفذت طائرات حربية عدة غارات جوية على المنطقة الواقعة بين بلدتي حمورية وجسرين في ريف العاصمة أيضا.

كما تعرضت داريا المعضمية وبلدتا بيت سحم ويلدا ومنطقتا ريما والسقي إلى قصف من القوات النظامية فجر الثلاثاء، حسب المرصد.

وذكرت صحيفة الوطن السورية المقربة من السلطة من جهتها، أن "وحدات من الجيش العربي السوري قامت في الغوطة الشرقية بملاحقة المسلحين في مناطق وجودهم ودكت تجمعاتهم وأوكارهم واستعملت في المواجهات كافة أنواع الأسلحة بما فيها سلاحا المدفعية والطيران".

وهذا فيديو نشره ناشطون معارضون على الانترنت، يظهر طائرة حربية وهي تطلق قذائف فوق المدينة:



وأشارت الصحيفة غداة وقوع معارك في مناطق قريبة من طريق مطار دمشق الدولي، إلى أن طريق المطار "آمن وكانت حركة المرور عليه طبيعية على الجانبين والحال ذاته بالنسبة لرحلات الخطوط السورية المدنية القادمة والمغادرة".

وفي مناطق أخرى من البلاد، ذكر المرصد أن اشتباكات دارت بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في أحياء العامرية وحلب القديمة والليرمون في مدينة حلب فجر الثلاثاء.

وتعرضت مدينة الباب في ريف حلب إلى قصف أدى إلى تدمير عدد من المنازل في المدينة.

وتجدد القصف صباح الثلاثاء على أحياء في مدينة حمص وسط البلاد. وفي درعا، قتل أربعة مقاتلين معارضين في اشتباكات في حي درعا البلد.

وكذلك تجددت الاشتباكات العنيفة في مدينة رأس العين شمال شرق البلاد بين المقاتلين الأكراد وآخرين من مجموعات مقاتلة معارضة للنظام.

ويأتي ذلك غداة مقتل 178 شخصا في أعمال العنف في عدد من المناطق السورية بينهم 55 مدنيا، حسب حصيلة للمرصد.

حملة إنسانية

وفي غضون ذلك، أعلنت بعثة إنسانية تابعة للأمم المتحدة زارت محافظة حمص في وسط سورية أنها ستبدأ عملية إنسانية كبيرة في البلاد.

وقال مدير العمليات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة جون جينغ "يجب القيام بعملية إنسانية كبيرة، هذا ما ينتظره السكان من المهمة التي نقوم بها".

ويرأس جينغ بعثة من مسؤولين كبار في ثماني وكالات تابعة للأمم المتحدة زارت منذ وصولها الجمعة بالإضافة إلى حمص، محافظة درعا.

وأوضح جينغ "لم نأت إلى هنا لنعبر عن تعاطفنا أو تضامننا. نحن هنا من أجل العمل، لا من أجل الكلام، وسيحكم السوريون على ذلك. هذا هو رهاننا".

ومن جانبه، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي في نيويورك إن أفراد البعثة الدولية التقوا "أشخاصا كانوا بحاجة ملحة إلى المواد الغذائية والعناية الطبية ومياه الشرب، وخصوصا الأطفال منهم".

وأضاف أن رئيس البعثة "شدد على أن الحاجات الإنسانية هائلة وأنه ينبغي فورا إيجاد السبل لزيادة حجم عمليات" الإغاثة في سورية.

وعبر جينغ عن تفهمه للانتقادات التي "تقول إننا لم نقم بما يكفي. وجهنا نداء للحصول على مساعدات بقيمة 590 مليون دولار لم نحصل إلا على نصفها".

وهذا فيديو لعملية إدخال الطحين من تركيا إلى ريف دمشق.

صورة أرشيفية لمسلحين في درعا (رويترز)
صورة أرشيفية لمسلحين في درعا (رويترز)

قتل 4 أشخاص في مدينة درعا السورية، إثر تبادل لإطلاق النار بين مواطنين وقوات من الجيش الإسرائيلي، حيث قال الأخير إنه تعرض لرصاص مسلحين ورد عليه، فيما قالت الرواية الرسمية السورية إن الجيش الإسرائيلي حاول التدخل في إحدى القرى وقصفها بقذائف دبابات.

بيان الجيش الإسرائيلي قال إن قواته "رصدت عددا من العناصر الإرهابية المسلحين أطلقوا النار نحو قوات جيش الدفاع في منطقة جنوب سوريا، حيث ردت القوات بإطلاق النار ومن ثم هاجمت مسيرة لجيش الدفاع الإرهابيين".

فيما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا)، أن القوات الإسرائيلية توغلت في بلدة كويا غربي درعا وسط تحليق مكثف لطيران الاستطلاع، وقامت بقصفها بعدة قذائف دبابات، مما أدى إلى مقتل 4 مواطنين وإصابة آخرين بينهم امرأة.

المرصد السوري لحقوق الإنسان، قال إن قوة عسكرية إسرائيلية "حاولت التوغل في قرية كويا، مما تسبب في اندلاع اشتباكات بينها وبين شبان من المنطقة أجبروها على الانسحاب".

وأضاف أنه على وقع تلك الاشتباكات، "قصفت القوات الإسرائيلية القرية بالمدفعية الثقيلة، وسط حركة نزوح كبيرة لأهالي المنطقة خوفا من القصف الإسرائيلي".

سوريا تعاني من أزمات عدة من بينها انتشار السلاح
كيف يمكن إنهاء العنف في سوريا؟.. لجنة التحقيق الدولية تجيب
حذر رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو سيرجيو بينيرو، الثلاثاء من أن استمرار العنف في البلاد ينذر باندلاع صراع أوسع نطاقا، مشددا على أن إنهاء هذه الدوامة يتطلب وقفا شاملا لإطلاق النار، ونزع سلاح الجماعات المسلحة، وتأمين النظام العام، وإنهاء وجود الجيوش الأجنبية على الأراضي السورية.

وكان الجيش الإسرائيلي، قد شن ضربات جديدة استهدفت قاعدتين عسكريتين في سوريا، صباح الثلاثاء.

وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي، في بيان، إنه تم "قصف قدرات عسكرية متبقية في محيط القاعدتين العسكريتين السوريتين تدمر وT4".

وحسب تقرير أوردته القناة 12 الإسرائيلية، فإن الغارة على قاعدة "T4 - تي فور"، دمّرت برج المراقبة ومدارج الإقلاع والهبوط وحظائر الطائرات، مما جعل القاعدة غير صالحة للاستخدام، بعد أن كانت الغارة السابقة قد أسفرت عن تدمير نحو 20 طائرة من طراز "سوخوي" روسية الصنع.

وذكرت القناة، أن الهدف من الضربات هو "الحيلولة دون استخدام هذه القاعدة مستقبلًا" من قبل الإدارة الحالية في سوريا، التي تعتبرها إسرائيل "تهديدًا محتملًا".

وربط التقرير العملية برسالة غير مباشرة لتركيا، في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة، مشيرًا إلى أن إسرائيل "تعمل أيضًا على إحباط تمركز خلايا تابعة لحركتي حماس والجهاد الإسلامي في محافظة درعا جنوب سوريا".

وفي مطلع مارس الجاري، وخلال حضوره اجتماعات جامعة الدول العربية في القاهرة، علق رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا، أحمد الشرع، على التوغلات الإسرائيلية في بلاده.

وقال في تصريحات تلفزيونية نقلتها وكالة الأنباء السورية (سانا): "العدوان الإسرائيلي هو استغلال لمرحلة انهيار النظام، وأجرى تقدما بحجج أمنية، لكن النوايا التوسعية ظاهرة في هذا الأمر".

وتابع: "بماذا سنرد؟ هذا الذي ينبغي ألا نقوله الآن".

وعقب الإطاحة بنظام بشار الأسد، نفذت إسرائيل مئات الغارات الجوية على قواعد ومواقع عسكرية سورية، ودخلت قواتها إلى منطقة منزوعة السلاح تراقبها الأمم المتحدة داخل سوريا.

وطالما سعت الإدارة السورية الجديدة إلى طمأنة الدول العربية والغربية بشأن نواياها، ووعدت بأن تكون سوريا "شاملة لكل الأطياف" مع استعادة العلاقات الدبلوماسية مع الحكومات التي نأت بنفسها عن نظام الأسد.

وقال الشرع، لصحفيين أجانب في ديسمبر الماضي، إن دمشق لا ترغب في خوض صراع مع إسرائيل أو أي دولة أخرى.

ونقلت وكالة رويترز، في وقت سابق هذا الشهر، عن مصادر "مطلعة" قولها، إن إسرائيل تعتبر الحكومة الجديدة في سوريا "تهديدا خطيرا"، وإن دمشق "قد تهاجمها" ذات يوم.

وأشارت إسرائيل علنا إلى أنها لا تثق في جماعة هيئة تحرير الشام التي قادت هجوما أطاح بنظام الأسد، وكانت تتبع تنظيم القاعدة قبل فك الارتباط معه في 2016.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في تصريحات سابقة، إن إسرائيل "لن تتهاون" مع وجود هيئة تحرير الشام أو أي قوات أخرى مرتبطة بالإدارة الجديدة في جنوب سوريا، وطالب بنزع السلاح من المنطقة.